وحوش الظلام .. ّ!


في البطون هناك وحوشا رابضة هادئة صابرة ، مادام هناك شيئا تلقيه لها تلتهمه ، إنها وحوشا جائعه قابعة في ظلام دامس تنتظر من يُطعمها لإنها اعتادت منذ ان خُلقت ان تبقى هناك رغم قوتها القليل إلا انها اعتادت على الصبر، إن جاعت احيانا تثور وتتمرد ,وإن تأخر وقت اطعامها نرى انعكاس ثورانها على الوجوه فتتغير تلك الملامح الطيبة الى شاحبة قاطبة الجبين عابسة وأكثر عنفا ولكنها..لم تغضب بعد ! مازالت تقاوم جوعها الذي بدأ معه صبرها ينفذ فلا احدا يكترث لها !

صبر ممل !
تلك الوحوش صبرها طويل جدا .. فهي منذ امد بعيد اعتادت الظلام والسكون الذي اسكناها فيه مادامت تجد ما تقتات عليه ، واعتدنا ان نهدئ من روعها ان شعرنا بجوعها ... فنقوم برشوتها بالقليل.. القليل نُطعمها لتهدأ وتعود لسكونها الطويل هكذا هي حياتنا معها كلها دهاليز في الظلام .

انعدام الثقة
اصبحنا عاجزين عن مد تلك الوحوش بقوتها اليومي، فنراها قد تحركت بسبب جوعها فهي لم تعد تثق بنا ولا بوعودنا لها، لقد اصبحت اكثر جوعا !فوعودنا لها زائفة وكل محاولاتنا لاقناعها باءت بالفشل ، حتى انها ترفض حديثنا معها ..باتت تشكل لنا رعبا وارهابا مما قد تفعله !

خوف وترقب
اخشى انها ستغادر البطون وتخرج منها .. لتبحث عما تلتهمه لتبقى حية وستخرج من الظلام الذي اعتادت عليه الى النور الذي ينعمون به ، لكنها خطرة اظنها ستحيل كل شيء الى ظلام ، لتتمكن من العيش لإنها لم تعتد العيش في النور عندها سنقف عاجزين امام بطشها ولن نقوى على اضاءة ولو قليلا من النور .
الى عتمات القبور
ستعمل هي على اطفاء كل النور ليلائم بيئتها التي وضعناها بالأصل نحن فيها واعتادت عليها .. وسنغرق نحن في ظلامها ، فهي ترفض ان تعيش معنا بنور مزيف ظاهرة شيء وباطنه شيء اخر انه وهما قديم ! .
من اجبرها على الخروج من عزلتها ؟ ستجبره للعيش معها وبطريقتها وفي بيئتها التي اعتادت عليها ، سترسله الى عتمات القبور ليرى كم تعاني هي من الظلمة والعتم الاسود وكم هو متنعم بنور الحياة .
تلك هي قصة وحوش الظلام
لنحيا بسلام ... رب اجعل هذا البلد آمنا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات