بين زيارة الملك سلمان ... وزيارة شهر رمضان ستون يوما بالتحديد ، وهي عدد دقائق تلك الساعة التي عشناها اليوم في استقبال سيدي خادم الحرمين الشريفين منذ هبطت طائرته وحتى وصوله ديواننا الملكي العامر ...
اليوم توقفت عقارب الساعة ... وتوقفت الكرة الأرضية عن الدوران ، وخرج الأردنيون على هيئة عشاق لسعودية القداسة والمجد والتاريخ بفعل الجاذبية المسكونة في ضلوعنا حباً وشوقاً ومحبةً وتقديراً لخادم الحرمين الشريفين ...
اليوم فقط عرفنا أن الساعة تساوي ستين دقيقة ، واليوم فقط عرفنا ان الدقيقة تساوي ستين ثانية ... ولكننا لم نكن نعرف أن ثانية واحدة جمعت بين ملكين عربيين اسلاميين ... عبدالله وسلمان في عمان ... تساوي أعمار شعبينا الشقيقين في أردن الطُهر وفي سعودية الطهارة ...
واليوم على غير المألوف كان للشمس اشراقتان ... الاشراقة الأولى بعد الفجر حين أشاعت الدفء على الكرة الأرضية ، والاشراقة الثانية بعد الظهر حين أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين لتستقبل خادم الحرمين ...
الإبتسامة الملكية العفوية التي سكنت وجه جلالة مولانا الملك عبدالله الثاني طيلة اليوم هي كومة من الورد مصنوعة من سبعة ملايين مواطن أردني ، قدمها جلالة مليكنا بالنيابة عنا (مسلمين ومسيحيين) على شكل ابتسامة دافئة دفء المرؤءة الهاشمية للضيف الكبير ..
سيدي خادم الحرمين الشريفين : أهلا بك في بلدك الأردن الذي يلتصق التصاقا عضويا بمملكتك السعودية الفاضلة ، أهلا بك وقد جئت تحمل لنا رائحة المسك من مكة المكرمة ، وعبق العنبر من المدينة المنورة ... وستبقى المسافة بين الرياض وعمان كتلك المسافة التي هي الآن نصف متر بين عبدالله وسلمان .