زارني اربعة اصدقاء جميعهم بخلاء ، وطلبوا مني ان يكون الغداء منسفا عربيا باللحمة البلدية والجميد الكركي فوافقت وأشترطت عليهم أن يكونالأكل بالملعقة ، وحين وافقوا قررت أن اعمل فيهم مقلبا لا ينسوه طيلة اعمارهم ...

وضعت لهم المنسف على طاولة كبيرة واحضرت لهم اربع ملاعق كل واحدة طولها مترا واحدا ... حاول كل واحد منهم استعمال الملعقة ولكنهم فشلوا في تناول الاكل ... سألوني ما الحل : قلت لهم لو كل واحد منكم أطعم الذي مقابله بملعقته لأنتهت المشكلة ... وفعلوا ذلك ... وقد تمت السيطرة على المنسف بالكامل ... سألوني لماذا فعلت هذا .. فقلت لهم لو تعود كل واحد منكم أن يطعم الغير ... سوف تشبعون وتشبعوا الغير أيضا ... فالحياة عطاء في البداية واخذ في النهاية ... والكل بحاجة للكل ... نعم الحياة ليس جشعا وابتزازا والتفكير في ( الأنا فقط) ... لذلك لا تنتظر ان يقدم لك أحد شيئا ... حتى الحكومات لا يمكن أن تعطيك شيئا الا اذا دفعت الضرائب أولا ... لذلك بل كن أنت المبادر بالتقديم وسيعطيك الغير اللقمة التي في فمه ... طبعا ما عدا الحكومات التي تعودت أن تبلع دون أن تشبع .