مخالفة الملك


هو حوار بسيط بما طرح به من قضايا ؛ رغم محاولاته الخروج من آزمة وطن بعدد سنوات عمره الأربعون ، وأبرز ما قاله " الملك يدعونا لأن نرفع رؤوسنا وأن نمارس لغة الحوار الهادىء والنقاش الودي فيما بيننا " ، ومن ثم تجد نفسك أمام كاونتر رخام أو خشب في أحد الدوائر الحكومية وأمامك موظف يفصلك عنه لوح زجاج توجد في أسفله فتحة بحجم كف اليد ؛ مما يجبرك على أن توطىء رأسك وترفعصوتك كي تشرح لهذا الموظف ماذا تريد وما هي طبيعة معاملتك !.
وهنا يبدأ نقاشنا البسيط والذي بني على مفارقة يومية وممارسة بشكل مستمر بين المواطن والموظف سواء الحكومي أو في بعض القطاعات الخاصة ؛ تتمثل بصوت مرتفع وهامة أردنية منحية كي يتم تحقيق أو تقديم خدمة له ،وما أشار اليه هذا المواطن من تناقض ما بين رغبة الملك وأليات التنفيذ في قطاعتنا الحكومية خصوصا وبعض القطاعات الخاصة يمثل نموذج بسيط ويومي وممارس للحالة الاردنية العامة التي تسير عليها كل من السلطة التنفيذية والتشريعية في الوطن .
فهل نكتفي بطرح ما سبق من باب ما اعتدنا عليه في أداءنا الوطني الشعبي؛ أم المطلوب أن نسرع من وتيرة الثورة الشعبية البيضاء التي تسند ظهرها بما أراد الملك وبما يرغب بأن يصبح عليه هذا الوطن الصغير بمساحته والكبير بهمة ملكه ؟ ، لأنبقاء هذه المفارقة السلوكية بين رغبات الملك وواقع التعامل اليومي بين السطتين التنفيذية والتشريعية والمواطن قد يؤدي في النهاية الى طرح سؤال كبير يقول : هل يعلم الملك بهذا التناقض ويغض الطرف ؟ ، أم حلقة الوصل ما بين الملك والشعب هي التي تمارس غظ الطرف كي تحقق المزيد من الوقت في بقاءها في سدة أمر الوطن ؟ ، وهي نفس الطبقة السياسية التي تسير أمور الوطن بعقلية من يلقي بالمرساة في البحر ويتوهم أن قاربه يسير عند نظره للأفق وهو في الحقيقة لايسير بليدور في حلقة مركزها مرساة ألقيت في أعماق بحر هذا الوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات