أين الضبط .. ؟


فرحنا كثيراً عندما قرر دولة رئيس الوزراء هاني الملقي "الضبط".وهنا كان يقصد دولته ضبط النفقات في كافة المؤسسات والوزارات والدوائر الحكومية.وليس ضبط وجلب من لهطوا الوطن وسرقوا مقدراته وأكلوا أموال أبنائه وشربوا عليها من كؤؤس الخمر والسُكر لتيسير عملية الهضم دون غصّة أو خنقة.نعم فرحنا جداً عندما قرأنا قرارات الترشيد في الإستهلاك وإستبشرنا خيراً بأن تكون المرحلة القادمة مرحلة خروج الإقتصاد الوطني من ثلاجة الموتى إلى غرفة الإنعاش ثم إنزاله لغرفة الطابق السُفلي للإطمئنان على صحته ومن ثم الخروح مُتعافى من كل عجز كما في القديم. ليُعاود الوقوف على قدميه من جديد ويُنشلنا والوطن مما نحن فيه وما وصلنا إليه من غرق.حتى نعود لأيام الفراريج الطازجه واللحمة البلدية والمشاوير الجميلة بدونِ هكلِنا همّ السعر أو كم ستُكلفنا الرحلة "أعلم جيداً أن هذه أمور بسيطة ولا ترتقي لمستوى الأحلام. ولكن في زماننا هذا أُقسم بالله العظيم أنها الهمّ والهاجس لدى الطبقة الفقيرة والمسحوقة في المجتمع الاردني".

الضبط هو إقلال الشراء.وقد سمعنا في فترة صدور قرارات الضبط أن مجلس النواب قام بشراء مركبتين بمبلغ وقدره فأين الضبط بالموضوع يا دولة الرئيس؟. وسمعنا أيضاً عن حفل مقرر إقامته في منطقة سلطة العقبة الإقتصادية لفنان "عالمي" أسمهُ "ناني" سيُدفع له مبلغ وقدره أيضاً لدواعي الترويج السياحي ولتعريف العالم بالمحافظة.وكأن العالم لا يعرف أن هناك محافظة في جنوب المملكة تُسمى العقبة.وكأننا نعيش رفاهية ما بعدها رفاهية وسعادة تُضاهي السعادة نفسها وكل همّنا الترويج السياحي وسماع الإغاني وإحضار الناني وشياطينه لتنتشر في ربوع الوطن وتزيد بركته ويذهب نحسه...فأين الضبط في الموضوع يا دولة الرئيس؟. وإنطرمنا أيضاً وهو زاد الطينِ بله طبعاً والمخفي الذي لا نعلم به, بالخبر الأخير الذي يخص صيانة مكتب وزير إحدى الوزارات بمبلغ وقدرهُ ولا أعتقد أن مُحسنا عاقل يبتغي الأجر والثواب يذهب ويتبرع لوزير بتجديد وصيانة مكتبه وهناك عائلات لا تجد ما تضعه في صحن طعامها اليومي.إلا اذا كان هذا الأجر والثواب يُراد في الدنيا لا الآخرة.وع الحالتين ترى الأمر مشكوك فيه.

يا دولة الرئيس: تُريد أن تعرف معنى ضبط الإنفاق الحقيقي.توجه لمواطن اردني فقير وأنا على يقين بأنه سيُجيبك بما سأُجيبك فيه الآن.فالضبط الحقيقي يا دولة الرئيس هو أن تقسم رغيف الخبز أربع قسمات,قسمتان توزعهما على أفراد العائلة إن كان العدد محدود وبما يكفي جوّعتهم. وأن تُخبئ باقيهِ للوجبة الثانية والسبب أنك لا تملكُ "ربع الدينار" حتى تبعث بها ابنك لمخبز القرية ليشتري خبز اليوم.أما اذا كان عدد أفراد العائلة لا يقبل القسمتان فحتماً سيؤكل الرغيف بأكمله وفي الوجبة الإخرى لن يكون هناك خبزاً..هذا اذا كان هناك وجبتاً ثانية أصلاً.

يا دولة الرئيس: قد كتبتها قبل حوالي عام لمن سبقك واليوم سأكررها لك.

"ودنا نعيش دوّلتك".قسما بالله العظيم ما ودنا إلا نعيش بكرامة,ودنا نآكل بكرامة,ودنا نشرب بكرامة, حتى لما نبكي ودنا نبكي بكرامة, يعني على شئ يستاهل

"لا على لقمة الخبز وقلة"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات