السنيد يكتب: على ايقاع روح الشعب الاردني المحطمة


لو يخجل المسؤولون هذه البلاد ولا يتهربون من مسؤولياتهم لادركوا حجم المعاناة التي تسببوا بها لشعبهم في بيوت الهم و الضيق والحاجة ، وتقطع سبل العيش للاردنيين، وانكشافهم امام قسوة الظروف ولعلموا انها آثام وخطايا معلقة في رقابهم وسيحاسبون عليها يوما ، وسيسألون عن كل طفل فشلت والدته في توفير مجرد عبوة حليب او عدة فوط له فبكت، وعلقت همها على الله، او طالب لا يجد رسوم ساعاته فتحول الى الشحناء والبغضاء، او طالبة جامعية من احدى القرى المغضوب عليها رفعت عليها قضية لعدم قدرتها على دفع اجرة السكن الشهري، ومثلت امام القضاء على جريمة فقرها، او من تحملوا الديون ممن اذهلتهم الدنيا بقسوتها، واصبحوا مطاردين حتى في نومهم، ومنهم من لا يتعدى دينه حدود اطعام اطفاله الذي يأخذه بتسهيلات من "الدكان المجاور" حتى اذا ما عجز عن السداد اصبح مطلوبا للتنفيذ القضائي.

وحسب سياسيي هذه البلاد فخرا بان دخلت اسر كثيرة في القرى الأردنية البائسة في غلبة الدين على خلفية الخبز لا غير حيث الاردينون في قراهم المنسية يستدينون ثمن الخبز، وهنالك دفتر مخصص لهذه الغاية في بعض المخابز.

والحالة الاردنية خطرة لمن القى السمع وهو شهيد حيث تمتلىء القرى بالفقر والقهر، وانعدام التنمية، والعيش على حساب الرواتب المتدنية ، وهي في طريقها الى الفوضى، ومرد ذلك لسوء السياسات، والتخطيط، والمغامرة بمعيشة ملايين الناس، وحرمانهم من حقهم الاساسي في العيش الكريم، وقد تحولت احلام الشباب الى سراب، واسقط في ايدي الغالبية العظمى من الاردنيين الذين تشن عليهم حرب الاسعار بلا هوادة.

لو يخجلون لشعروا بمرارة عيش الفقراء في هذا الوطن، وتعاستهم، وكيف تحطمهم الظروف ، وتسرق فرحتهم البسيطة، وكم يعانون على ابسط متطلبات حياتهم، وكيف تنهشهم السياسات والقرارات الحكومية، وكيف هو عذابهم مع مصيبة رفع الاسعار، وقد بات الاردني في حالة صراع يومي على الغذاء والماء والدفأ والتعليم، ومع جنون السوق وتوحشه.

هم يرفلون بالعز، وبالمناصب وبالثروات الخيالية، وبالرواتب العالية ، والعطايا، وجلهم من اصحاب العقارات، وربما الشركات، او يديرون عمليات تنفيع لصالح اقتصاديين كبار، ويتحصلون على العمولات، وقد كونوا الثروات والملايين من خلال السلطة، ومواقع النفوذ، وربما انهم لا يملكون مشاعر حقيقية تتيح لهم تفهم حالة الفقر في البلاد وهم ليسوا بوارد حلقة الكراهية التي باتت تتوسع لتشمل السياسيين على الجملة والدولة ومؤسساتها العامة، وتضعها في خانة الخطر، والعداء في الوعي الشعبي العام.

وحيث من يمسكون بدفة القرار، وبتبعاته لا يخفضون جناح الرحمة لشعبهم، وجله من الفقراء الذين ضاقت بهم سبل الحياة، واخذت الدنيا تصفع وجوههم، وقد احتملوا طوفان القهر ولا يأبهون بان الفقر مدعاة للهموم ، ومبعث للاحزان، ويحاصر ارواح الفقراء، ويرميها في مستقر الكآبة، والاحتقان.

الاردنيون تتكسر احلامهم الوطنية اليوم، وابناؤهم بلا امل، ويطرقون ابواب الحياة بقلق، ويسكب فقراؤهم دموعهم من مرارة الايام، وربما ان منهم من يفقد توازنه من شدة الضغوط،، وقد فقد قارب الامل في بحر الحيا المتلاطم.

وقد يكون من اسوء ما يقترفه السياسيون في هذه الظروف، وقد دمروا معيشة شعبهم ان يعزفوا على انقاض روحه المحطمة معزوفة الامن والاستقرار، ويطالبون ضحايا السياسات بأن يندرجوا في خانة الصمت، وكي تنسف ارواحهم بهدوء ، ويتحولون الىى ضحايا صامتة تستقر في دواخلها رواسب معركة القهر، والفقر.

هؤلاء الذين لم يكونوا امناء في المسؤولية، وعرضوا حقوق الملايين للخطر، وضاعفوا حجم المديونية، وفاقموا عجز الموازنات، ولم يعنوا باحداث التنمية من خلال عملية الحكم ، وقد اخذوا حصتهم من لقمة عيش الشعب الاردني الذي حولوه الى خانة فقدان التوازن، والشعور بالعجز هم من يتحملون المسؤولية التاريخية عن التناقص الحاد في المشاعر الوطنية وهم الذين صنعوا مأساة الاردنيين بامتياز لعدم جدارتهم في إدارة عملية الحكم وتحقيق أهدافها التنموية لصالح الفقراء الذين تحطمت روحهم الوطنية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات