وفاة العقيد المتقاعد حابس الشوبكي


جراسا -

انتقل إلى رحمته تعالى صباح اليوم الجمعة العقيد المتقاعد حابس علي ذياب الشوبكي.

من هو العقيد المتقاعد حابس علي ذياب الشوبكي؟

وفي سيرة حياته رائحة البارود وإخلاص الأمين وصورة الفارس الشجاع وشموخ العقاب فيما تحمل ذكرياته صور القدس وحيفا وفلسطين ومعها ذكريات لأربعة ملوك وتاريخ مشهود منها صورة الملك الشهيد المؤسس عبدالله بن الحسين وهو يجهز الجيش العربي للدفاع عن فلسطين والقدس.

من الشوبك التي ولد فيها وتدرب على حمل السلاح وهواية الصيد وحب وعشق تراب الوطن.

انتقل إلى ميادين القوات المسلحة في الجيش العربي في 26/3/1944 وقد اصطحبه العميد المرحوم محمد مطلق الهباهبة للتجنيد فتلقى تدريبه العسكري الأولي في صرفند بفلسطين ثم بعدها تم إلحاقه بالحامية الأولى في حيفا والتي كان يقودها أحمد صدقي الجندي ومنها لكفاءته الحق بدورة تدريبية في فنون الرماية وحاز فيها على المركز الأول وعلى أثرها تم ترقيته إلى رتبة عريف.

والرماية هي إحدى الفنون التي أتقنها وبكفاءة عالية وقد كان محط اهتمام القادة والرعاية له، فمنها إن اللواء عبدالقادر الجندي مساعد كلوب باشا قد اطلع على سيرته (اضبارته الشخصية) ولكفاءته قرر نقله من معسكر خو إلى الكتيبة الهاشمية في بيت لحم وعندما نشبت حرب 1948 كان حابس علي ذياب يرابط في القدس وقد كانت منطقة مسؤوليته حماية المنطقة من باب الخليل وحتى باب الساهرة وفيها أبلى بلاءً حسناً يده على الزناد وتطلق الرصاص على كل من اقترب من أسوار القدس وجوارها وتحقق له ذلك فقد سقط على يديه الكثير من الغزاة الذين حاولوا اقتحام أسوار القدس.

ومرة أخرى ولكفاءته في الرماية فقد تقرر نقله إلى مجموعة الحرس الشخصي للملك المؤسس رحمه الله وفيها يعتبر الشوبكي ذكرياته من أحلى سنوات الخدمة العسكرية بما فيها من ذكريات أثيرة على قلبه، فعلاوة على شرف الخدمة هنالك الدروس والمهام التي اقتبسها من جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول ويقول تعلمنا منه الصلابة في طلب الحق وسداد الرأي والمحافظة على الصلاة وقد كنا نصلي الجماعة مع جلالته وكان يتفقدنا في صلاة الفجر وتعلمنا منه ركوب الخيل وحب الشعر العربي وكراهية التدخين.

وفي مطلع خمسينيات القرن العشرين ونظراً لكفاءته ونشاطه المتميز فقد الحق بدورة المرشحين وتخرج منها بالترتيب الثاني على الدور وحصوله على جائزة الرماية والتعبئة العامة ثم نقل بعد التخرج إلى الكتيبة الثامنة التي كان يقودها المقدم كامل عبدالقادر وقد كان عسكرياً محترفاً واقتبس منه كثيراً من الأصول والتقاليد العسكرية.

ولسمعة الشوبكي وكفائتة وأمانته فقد نقل إلى كتيبة الحرس الملكي الآلية الأولى وبطلب من المغفور له الشريف ناصر بن جميل وبقي فيها حتى عين قائداً لها.

كان الشوبكي حاضراً لحظة اغتيال الملك المؤسس في المسجد الأقصى وقد دخل إلى المسجد بعد سماع الطلقات وشاهد الشهيد وهو مسجى فيما كان شاب يصوب المسدس نحو الأمير الشاب (الملك الحسين) وعلى الفور رد عليه حابس بالرصاص فأرداه قتيلاً بخمس عشرة رصاصة سقط على أثرها قتيلاً ، بعد تفتيشه وجد في جيبه حجاباً مكتوباً عليه (اقتل أنك من الآمنين).

وفي ذكريات العقيد حابس علي ذياب الجميلة ليلة ميلاد جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ، فيقول ليلة ميلاده وجه المغفور له الملك الحسين خطاباً إلى الشعب الأردني والأمة العربية أعلن فيها إنه رزق (بعبدالله) لخدمة شعبه وأمته وقد نذره لأداء هذا الواجب العظيم وقد احتفل أبناء الجيش العربي بالوحدات العسكرية والتشكيلات وفي عمان والمدن الأردنية بميلاد الملك عبدالله الثاني.

ويضيف الشوبكي وهذا اليوم قد جاء ونحن نحتفل به وهو يتولى المسؤولية الأولى وقد وفى النذر الذي نذر له ونتمنى له العمر المديد والحياة السعيدة مباركين له بهذه المناسبة.
تمتلئ الصفحات بذكريات كثيرة وتفاصيل عديدة مليئة بالدروس والعبر وحقائق التاريخ الذي يمتد قرابة ثمانين عاماً من تاريخ الأردن وقواته المسلحة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات