جراسا -

نضال سلامة - تصوير أمير خليفة - ما أجملها من لوحة ارتسمت رغم الآلام بالمصاب ، لتوصل رسالة الى القاصي والداني ، العدو والصديق ، بأن الأردنيين مهما اختلفت آراؤهم ، يقفون صفا واحدا خلف الوطن .

نعم الوطن ، هذا الثابت الذي لا يختلف عليه اثنان، الوطن هذا الخندق الذي وسع الجميع ، من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ، ومن أقصى الشرق الى أقصى الغرب ، وقفنا جميعا وأيدينا متماسكة ، وقلوبنا واحدة ، بأن الوطن خط أحمر .

تجاذبنا الخلافات والآراء ، ولمنا بعضنا البعض ، لكننا حين داهمنا الخطب نحينا خلافاتنا جانبا ، ووقفنا سدا منيعا خلف الوطن و أجهزته الأمنية ، وصرخنا بصوت جهوري واحد بأن لا للإرهاب ، ولا للعبث بأمن الوطن .

مآذننا صدحت بالتكبير الحق وبرسائل الحق بأن الإرهاب لادين له ، وكنائسنا دقت أجراسها حزنا على الشهداء ، واصرارا على أن المجتمع واحد لا فرق بين المسلم والمسيحي فيه ، فكلنا أكلنا ونأكل من طبق واحد ، ونعيش تحت سماء واحدة ، ونمشي على تراب واحد ، ونشرب من ماء واحد ، وكلنا نهتف ونؤمن بان الله واحد .

واليوم رسم الأردنيون لوحة ولا أروع ، فمساجد المملكة غصت بالمصلين على أرواح الشهداء ، وكذا الكنائس ألغت احتفالاتها و أعلنت التضامن مع الشهداء ورفضها الإرهاب.

هكذا نحن الأردنيون نختلف اختلاف الأخوة والأبناء لصالح الوطن ، وعند مداهمة الخطب نقف يدا واحدة ، وقلبا واحدا ، ونهتف برسالة واحدة أن الأردن باق لا يضره ارهاب ، ولن ينال منه عابث طالما بعروقنا دم ينبض .