جراسا -

كتب المحرر السياسي - فيما لا يزال الاردن يبذل جهوده العصيّة الجبارة في احتواء تداعيات الحادثتين الارهابيتين اللتين شهدتهما مدينة الكرك ، وما اسفر عنهما من تقديم كوكبة من الشهداء من ابناء اجهزتنا الامنية، فانه صار واجبا وطنياً ومحتماُ ان تقوم المؤسسة البرلمانية بدورها بالاصطفاف خلف هذه الاجهزة ومساندتها عبر قنواتها النيابية باتجاه قواعدها الشعبية التي افرزتها الى قبة ممثلية الشعب.

حان دور مجلس النواب في اثبات مشروعيته الوطنية والشعبية كممثل لكل اطياف الشعب الاردني، وهو المجلس النيابي الذي يعد احد اهم اركان الدولة الاردنية وصانع واجهتها الديمقراطية.

المطلوب من السادة النواب الالتفاف قلباً وقالباً مع اجهزتنا الامنية كما عهدناهم دائما، والحرص على عدم استثمار الاحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة الكرك بمحاولة "الارهاب" من النيل من امننا واستقرارنا، ولتكن قبة البرلمان البوصلة الوطنية الاولى التي تحرك الشعب باتجاه مزيدِ من الالتحام مع جهود مؤسستنا الامنية ، فلا وطن للأردنيين سوى اردنهم الأحب والأعلى.

هي دعوة تقية المضمون بيضاء المقصد للسادة النواب في الحرص على عدم تقويض او تحجيم دور قواتنا الامنية التي دفعت الغالي النفيس من ابنائها وقدمتهم شهداء في سبيل امان ورفعة الوطن، هي دعوة اخوية صادقة بأن يكون مجلسنا النيابي الرديف الحقيقي لأجهزتنا الامنية ، وذراعه اللوجستية والتشريعية نجو تدعيم وترسيخ الواجهة الامنية للوطن الاردني، تلك الواجهة التي ابتنتها سواعد اردنيين جبابرة على مر تاريخ الاردن، اولئك الجبابرة الافذاذ ممن امنوا بالوطن وامانه، وما ارتضوا عنه بديلا.

ليحرص بعض السادة النواب ومن على منبرهم النيابي تحت القبة من التلويح او التلميح بما يمس حجم دور اجهزتنا الأمنية التي عايشت خلال الايام الثلاثة الماضية اوقاتا عصيبة وحرجة وموجعة استدعتها لمضاعفة جهودها واستفارها ، جهود اقل ما يقال عنها بانها اسطورية، كيف لا وكل عنصر في مرتبات اجهزتنا الامنية كان في مواجهة شرسة مع رصاص الغدر الاثم لارهابيين كفرة اعميت بصيرتهم واطفئت قلوبهم جذوة الارهاب الذي اختارونه نهجا وطريقا لهم .

ومثلما عمدت اجهزتنا الامنية لتطوير استرتيجيتها الامنية القادمة بما يتوافق مع حماية منجزنا الامني، على السادة النواب ان يغيروا ويطوروا من استراتيجيات عملهم النيابي، وليقفوا اُسودا اشاوس في موازاة اُسود عناصر قواتنا الامنية .

ليلتفت السادة النواب لدورهم الرقابي التشريعي، وليساندوا قواتنا الامنية ويباركوا اداءها بما يستحقونه... وبعد تنفيذ الاستراتيجة الامنية الجديدة وتطهير كل شبر من ارض المملكة من الفكر الظلامي الاسود، فليقف السادة النواب ومن تحت قبتهم التشريعية الرقابية ليحاسبوا وليضعوا من ارادوا تحت سياط المسائلة .. حمى الله الاردن قيادة وشعبا وحكومة واجهزة امنية ومؤسسة برلمانية .