الاستمطار بالتاين مجددا


طالعتنا الصحف وبعض المواقع الالكترونية بتاريخ 6/12/2016 خبرا حول الاستمطار الذي تقوم به شركة القدرة الممثلة لشركة ويذر- تك الالمانية أصحاب التقنية الالمانية المعروفة بالاستمطار بالتأين وحول هذا الخبر أرجو أن أبدي التعليقات التالية.
1- أتفق مع القائمين على الموتمر الصحفي أن الاردن من الدول التي تعاني من النقص الشديد في مصادر المياه وهي تعتبر من أفقر عشر دول في العالم، ومن حقها أن تبحث عن مصادر اخرى للمياه.
2- إن ما يقال عن أن الاستمطار هو من المصادر البديلة لتعويض النقص الحاصل في مصادر المياه قول غير صحيح ويجافي الواقع ولم تثبت صحته لغاية الان.
3- نسبة ال 20% الزيادة في الهطول المطري التي ذكرت في المؤتمر الصحفي هي نسبة إفتراضية ، يلزم التحقق منها على أرض الواقع. فإذا كان قصدهم أن تجربة الاستمطار الاردنية السابقة التي حصلت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي حققت زيادة بمقدار 15-20% على الهطول المطري ،فاالمعلومات المناخية المسجلة لدى دائرة الارصاد الجوية تنفي تلك الارقام.
4- إن نجاح التجربة كما قيل عل لسان المدير التنفيذي لشركة القدرة يلزمه تقديم الدليل على ذلك.
5- أما ما أدهشني ما قيل عن أن الامطار التي كانت متوقعة كانت 40 ملم بينما الذي هطل سجل بحدود 80 ملم، أي أنه يشير بذلك بأن الزيادة في الهطول المطري ناتجة عن الاستمطار . فكيف بالله عليكم إستطعتم أن تميزوا بين المطر الهاطل بشكل طبيعي وبين المطر الناتج عن الاستمطار .
6- وما زاد من دهشتي ان شركة القدرة قد نفذت تجربة ناجحة للاستمطار في شهر ايار الماضي أي في أشهر الصيف، وأشير بهذا الخصوص ما قال به خبراء استراليين حول هذه النقطة
For clarity: we do NOT make any claim to making rainfall on non-rainy day
أي أننا لا ندعي أنه يمكننا تحفيز الهطل المطري في الايام الغير ممطره .
7- ما يؤسف له أشد الاسف أن يعقد مؤتمر للمياه ، جزء من المؤتمر خصص لمناقشة مشاريع الاستمطار بدون حضور مدراء وموظفين سابقون من دائرة الارصاد الجوية كان لهم الخبرة في موضوع الاستمطار.
الاراء العلمية حول هذه الطريقة غير إيجابية، فهذه منظمة الارصاد العالمية تقول أنه.
It should be realized that the energy that involved in weather systems is so large that is impossible to cloud systems that rain ,alter wind patterns to bring water vapour into a region, or completely eliminate severe weather phenomena.
والذي يعني إستحالة تخليق أنظمة سحاب لتعطي مطرا أو تغير نمط الرياح التي تجلب بخار الماء إلى المنطقة أو التقليل من الظواهر الجوية العنيفة .
وهذا خبير الطقس والمناخ د.ريوليف بروتينجيز من جامعة كولورادوا يقول
"It is very sad that rain enhancement by methods that have no scientific basis (or at least have never been exposed to a scientific evaluation.
أي أنه من المحزن الخوض في الحديث عن تحفيز الهطول بطرق لا يتوفر لها القاعدة العلمية أو على الاقل لم تعرض للتقييم العلمي إطلاقا.فهي غير مثبتة علميا ، وأضاف السيد بروتينجيز ان المركز الامريكي للبحوث والدراسات لا يقر ولا يوافق على تلك الطريقة الغير علمية
كما أن د.جيرمي هسو و جيانا براينو أشارا في تقرير لهما بعنوان(صناعة المطر في صحراء الشرق الاوسط) إلى توصية منظمة الارصاد الجوية العالمية بأن تقنية التأين هي تكنولوجيا ليس لها قاعدة علمية صحيحة ، ويجب التعامل معها بحذر ، إضافة أنه يجب الادراك أنه من المستحيل تكوين أنظمة سحب مطرة بتغيير أنظمة ومظاهر الرياح لجلب بخار الماء الى منطقة معينة.
وفي نفس المجال يقول البروفيسور زيف ليفن عن تعزيز قدرة السحب على المطر بواسطة تأيين السحب بانها طريقة غير واقعية وغير مجدية ومكلفة ماديا، ويؤكد البروفيسور ليفن على أن الايونات المنتجة ليست ذات عمر طويل ، بل هي سريعة الانتهاء والانتقال إلى ما حولها في الغلاف الجوي من هباءات مختلفة.
يضيف ليفن إن الادعاء بإستخدام هذه التقنية في سماء صافية في أيام الصيف غير ممكن، حتى ولو كانت نويات التكاثف قريبة من السطح. فتوفر الحرارة الكامنة لن يستطيع إنتاج تيارات صاعدة قوية بما يكفي لكسر حاجز الانقلاب العلوي. إضافة إن هذه الطريقة كما يقول ليفن هي مخالفة لقوانين الطبيعة التي خلقها الله، وعليه نصحت منظمة الارصاد الجوية بعدم إستخدام هذه الطريقة الغير مجدية والتي لم تثبت علميا.
لقد قامت دولة الامارات بتجربة هذه التقنية منذ عدة سنوات ولم تنجح ،وعليه فقد غادرت الشركة المنفذة لهذه التقنية لعدم قدرتها على زيادة الهطول المطري. وعليه فإن اخضاع هذه التجربة عندنا للتجربة والدراسة ما هو الا مضيعة للجهد وهدرا للمال العام.
ألا يكفي توصية منظمة الارصاد العالمية وكبار علماء الطقس والمناخ الذين اوصوا بأن هذه التقنية ليس لها مثبتة علميا ، وأنها غير مجدية وغير واقعية.
لقد كتبت مرارا وتكرارا عن مشاريع الاستمطار التي تقوم بها حكومتنا هذه الايام ولا حياة لمن تنادي وكأنهم يضعون في إحدى الاذنين طين وفي الاخرى عجين. ولا يسعفني في النهاية إلا قول الشاعر
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
حمى الله الاردن من كل عابث تحت رعاية وقيادة مليكنا المفدى حفظه الله




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات