تحليل: سلوك فتح لن يتغير بعد المؤتمر السابع


جراسا -

كما كان متوقعا انتهت انتخابات فتح للمركزية والثوري دون أي مفاجآت في مسارها، ولا حتى نتائجها، وهو الأمر الذي سينعكس على أداء الحركة بعد مؤتمرها في ظل استمرار تواجد أعضاء الحرس القديم والتجديد لرئيس الحركة محمود عباس.

وأظهرت التركيبة الجديدة للجنة المركزية أن 60 في المئة من أعضاء اللجنة المركزية هم من أبناء الضفة الغربية، و35 في المائة من قطاع غزة، وأقلّ من 5 في المائة من الشتات، ما يعني نقل ثقل فتح إلى أماكن تواجد السلطة، وهو ما قد يساهم بحسب محللين في إبقاء أوضاع الحركة على حالها، خاصة وأن كثيرين رأوا أن أهم أهداف المؤتمر حسم الصراع ما بين عباس ودحلان.

المحلل السياسي الدكتور أحمد رفيق عوض قال إن تصريحات القيادة الجديدة خلال المؤتمر تؤكد أن هناك استمرارا لبرنامجها السابق مع إمكانية تعميقه وتوسيعه تجاه بعض القضايا.

ويعتبر أن الانتخابات كررت عدداً من القيادات، وعلى رأسها رئيس الحركة محمود عباس، وهو ما يدعم ذات البرنامج، مشيرا إلى أن الحديث جرى عن المصالحة والمقاومة الشعبية، وهي ذات الملفات المطروحة سابقاً.

ويعتقد أن عدم رغبة الاحتلال في انجاز ملف التسوية سيزيد من فرص المصالحة كون الخيار الوحيد بات أمام الجميع هو ترتيب البيت الداخلي.

ويتوقع مراقبون بقاء الوضع الفلسطيني على حاله، فرئيس السلطة سيبقى على حالة المناورة في ملفات عدة دون تقديم تنازلات سواء على صعيد المصالحة أو ملف القيادي المفصول دحلان.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن مصطلح المقاومة الذكية التي تحدث عنها عضو مركزية فتح محمد شتية قد يبرز ضمن هذا السيناريو الذي يهدف لكسب مزيد من الوقت يتم خلالها سد الثغرات وملئ الشواغر في كل المناصب السيادية داخل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة فتح.

بدوره يعتقد الكاتب الفلسطيني ماجد الكيلاني أن حركة فتح تشتغل وفقا لمزاج قيادتها، أو قائدها العام، أو وفقا لما يراه مناسبا، بحيث تبدو فتح تنظيما يخضع للنظام الأبوي، أكثر منها حركة سياسية ديمقراطية، تستمد مواقفها من المنتسبين إليها.

ويقول في مقال له حول المؤتمر السابع وتبعاته: "في السياسة تم تفصيل البرنامج السياسي المقدم للمؤتمر بحيث يشرع ويبرر ويكرس الخيار الذي اتخذته القيادة الفلسطينية منذ أربعة عقود، أي خيار إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع، رغم أن هذه القيادة ذاتها نعت هذا الخيار مرارا بسبب التعنت الإسرائيلي، وبحكم استشراء الاستيطان، وقضم أراضي الضفة، وبالنظر لاستنكاف الدول الكبرى عن الضغط على إسرائيل، وغياب الفاعلية العربية، وعدم قدرة الفلسطينيين على وضع هذا الخيار منذ أربعين عاما".

ويعتقد الكيلاني أن الفلسطينيين مازالوا بحاجة إلى حركة تحرر وطني تعددية ومتنوعة ومستقلة، كتلك التي مثلتها تلك الحركة، في حقبة ما قبل قيام السلطة، سواء كان اسمها فتح أو غير ذلك.

ويشير إلى أن المؤتمر السابع هو مجرد امتداد للمؤتمر السادس، وهو يحث الخطى على مغادرة المبادئ الأساسية التي قامت عليها فتح، ومغادرة تجربتها كحركة تحرر وطني، باتجاه التحول إلى حزب للسلطة.الرسالة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات