المكارثيه الجديده تستعيد وهجها !!!!


تعتبر المكارثيه حقبه سوداء في التاريخ الامريكي فالمكارثيه هي الارهاب الفكري والثقافي الذي مارسه (جوزيف ريموند ماكارثي) ضد الشيوعيين واليساريين ابان حقبة المواجهه بين الشرق والغرب في بدايات الحرب البارده حيث اصبح وهم العداء العقائدي يستحكم في مسيرة ذلك النائب الجمهوري الامريكي ضد كل ماله صله بالاتحاد السوفياتي والشرق والشيوعيه بالتحديد واتهاماته المزعجه للنخب الامريكيه التي رسخت مبدأ المكارثيه كحاله عنصريه يتم استدعائها من اقبية التاريخ الامبريالي الامريكي والتي تتعارض مع سياسات الهيمنه والسيطره واصبحت عقدة الشك والولاء ضالة لتبرير سياسات خارجيه او داخليه تتطلب تضخيم الخطر التي تبنى على اساسه تلك السياسات العنصريه البلهاء والتي تخدم توجهات الامبرياليه الامريكيه الزاحفه نحو العالم !!!!
كانت تلك السياسات العنصريه المغرقه في تضخيم الخطر العنصر الاساس في بلورة خطاب الكراهيه الذي دشنه عصر الانجلوسكسونيه الذي حام دوما عند وحول مصطلح الشر والارهاب كمحورين لضمان استمرارية التهم الاعلاميه الجهنميه التى تسوق لاهدافهم في غزو العالم ونهب ثرواته وخيراته والسيطره على موارده الطبيعيه وكانت الشيوعيه محور الشر ودولة الشر الاتحاد السوفياتي اكبر منجم لافكارهم الاستئصاليه تلك ومكارثيتهم ثم تحول العداء من الشيوعيه بعد انهيارها الى( الاسلام ) الاسلاموفوبيا والارهاب الذي يهدد العالم ولتصبح مكارثيتهم الجديده احد اهم عناصر التجييش والحشد لسياساتهم وذلك من اجل بقاء العالم تحت ضغط الخطر المتصور من خلال رؤيتهم للهيمنه والسيطره والتي تستدعي المزيد من الضخ الاعلامي والتضخيم للخطر الاسلامي وارهابه كاحد اهم التحديات التي تواجه العالم وامنه واستقراره !!!!
لقد اصبحت المكارثيه العربيه لعبة الحرب الدائره مابين النخب العربيه الفكريه والحكومات التي ثار ضدها الشعب العربي فيما يسمى الربيع العربي واصبحت لغة الارجاف والتخويف والتحريض هي عماد المواجهه مابين من ثاروا من اجل تغيير الاوضاع المزريه في عالمنا العربي ومحاربة الفساد واطلاق الحريات وطالبوا بالتداول السلمي للسلطه عبر لعبة الديمقراطيه واليتها المعروفه عالميا وبين مايسمى بالدوله العميقه من ناحيه ومن المتكسبين من بقائها وكل زمر الفساد والاحباط وقوى الشد العكسي المناهضه لكل انواع او اشكال التغيير السلمي والذين قدموا مصالحهم الشخصيه واحتكاراتهم سواء لثنائية الجاه والمنصب والمال على الصالح الجمعوي العام وامن المجتمع واستقراره حتى وصلنا لحالة فرز حقيقي مبنيه على اسس طائفيه ومذهبيه وجهويه استدعت كل تلك الافرازات والتفتيت والبلقنه والتمزق !!!!
المكارثيه العربيه الكارثه التي دمرت الامه ووجودها ومزقت اوطاننا اطلت برأسها علينا ورسمت خطوط الطول والعرض في الامه على اسس تقسيميه واصبحت لغة التخوين هي اللعبه الاسهل في اطار المواجهه بين مكونات الامه والدوله العربيه حاديها من ليس معنا فهو ضدنا وغابت لغة التوافق على اسس الديمقراطيه او الديمقراطيه التوافقيه والتي لابد لها من ان تعيد صياغة خطابنا الاصلاحي الذي عليه ان يجدول الية التغيير وفق اجنداتنا الوطنيه بعيدا عن اللغه الاتهاميه التي اصبحت ايسر السبل لتصفية الحسابات الشخصيه بين ابناء المجتع الواحد او الدوله الواحده واعادة ترتيب البيت العربي واصلاحه ليكون الوطن عباءة الجميع والمواطنه بما لها وماعليها هي الارضيه لدعم معادلة الامن والاستقرار الهشه التي تهدد وجودنا العربي باسره وتضع شعوبنا في دائرة الوصايه والتبعيه وتعيدنا لعصر داحس والغبراء من جديد !!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات