فساد حش


بدلا من محاسبة الفاسدين و محاكمتهم محاكمة عادلة تلجأ الحكومة إلى اساليب تكون نتيجتها نجاه الفاسدين و خداع المواطنين و تمر جولة ، ثم ما نلبث شهر أو شهرين و احيانا اسبوع او اسبوعين إلا و رائحة و دخان فضيحة فساد اخرى جديدة تظهر للملأ و تبدأ جولة جديدة من أساليب الحكومة لتكون نتيجتها ايضا نجاه الفاسدين و خداع المواطنين و هكذا دواليك في الدوامة الاردنية .
مناسبة هذا الحديث هي فضيحة الفساد الجديدة التي نشرت خيوطها مؤخرا الصحيفة الامريكية نيويورك تايمز.
و بدلا من ان تكشف الحكومة للشعب تفاصيل هذه الجريمة بعد ان تقدم الفاسدين و المجرمين إلى المحكمة ، ذهبت بواسطة كلاب التدخل السريع عفوا قصدي بواسطة كتاب التدخل السريع ليلوموا الصحيفة الامريكية على نشرها تفاصيل فضيحتهم و جريمتهم الطازجة و يعتبوا على الصحيفة بانها بالغت بالارقام او ببعض التفاصيل و يذكرونها بانه قد حدثت فضائح فساد مالية في اماكن آخرى أكبر من فضيحتهم ولم تقم النيويوك تايمز بنشرها او بالتركيز عليها كما فعلت مع فضيحتهم .
قد كان الاجدر بكتاب التدخل السريع ان يلوموا حكومتهم على سكوتها اولا ثم على هرولتها بعد الانكشاف لتقديم بيانات مغلوطة للصحيفة الامريكية .
وقد كان الاولى ايضا ان تتوجه الحكومة لمحاكمة ابطال الفضيحة الجديدة واعلام الشعب الاردني باسمائهم ، ام ان الحكومة هي آخر من يعلم في الاردن ؟! ام انها شريكة في كل جرائم الفساد ؟! .
فوزارة التربية و التعليم لا تربية ولا تعليم و وزارة الزراعة لا زراعة ولا حصاد و وزارة الصحة بلا علاجات وان توفرت فهي منتهية الصلاحية و اعتدائات على المعلمين و الاطباء و الممرضين و فساد في سفارات الخارجية التي لا يعين فيها احد عن طريق ديوان الخدمة المدنية وكل تعييناتها للاقارب و النسايب و الحبايب و فساد في وزارة المياه شركات تنشأ لفئة محددة ولاغراض فاسدة بدون مباني ولا سيارات ولم يحضروا الا مضخات جاءت مجانا من المانيا على شكل معونة وكم دفعنا على العقبة لتكون معلما سياحيا و ثغرا باسما فإذا بها تغرق في اول شتوة .
و يعجب الاردنيون من عدم قدرة الطير الطاير على دخول الحدود الاردنية دون معرفة اسمه في حين تدخل المخدرات ولا يحاسب التجار ، فساد بالجملة و كأننا امام فساد حش يومي .
ان الفضيحة الطازجة التي نحن بصددها اليوم و التي تحدثت عنها النيويورك تايمز تتعلق ببيع اسلحة المقاومة السورية التي كان من المقرر ان تُسلم اليها من الاردن لكنها بيعت بقدرة قادر إلى نظام بشار و قبضت ثمنها عصابة الفساد الاردنية ولا من شاف ولا من دري ، لكن الأمر كُشف و الكل علم و دري ، طبعا لن تكون الاخيرة ،ويتساءل الشعب الاردني عن دور هيئة مكافحة الفساد .
من الطبيعي يا سادة ان ينتج عن هذا الفساد الحش وطن هش .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات