لمن الاوراق تبثها يا مولاي؟


أطلق جلالة الملك حفظه الله اواراقا نقاشية بلغ عددها ست اوراق. تضمنت خارطة طريق لكل مفاصل الدولة وفي مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.كانت هذه الاوراق خلاصة تجربة حياتية وعلمية وقيادية وضعها جلالته بين ايدينا وعلى خط سير الدولة والمجتمع لتظل نبراسا لنا يهدينا الى سبيل الرشاد.

انتقد جلالته غياب نهج العدالة والمساواة. وغياب الشفافية وغياب روح المسؤولية. حاول ان يضع لكل آفة من آفات الادارة الحكومية والمجتمعية حلولا ناجعة بعد تشخيص دقيق لها وتوضيح لاضرارها على المجتمع بجميع مكوناته واطيافه.

نعم. لم يقصر جلالته. ولم يتوان لحظة عن توجيه دفة السفينة نحو شاطيء الامان والسلامة بكل صبر وحلم وحكمة.

انطلق رجال الحكم والادارة في الظهور على شاشات التلفاز ووسائل الميديا المتنوعة لتحليل المحلل. وشرح المشروح وتفصيل المفصل كانهم يريدون القول ان لغة الاوراق فوق لغة الدهماء. فاخذوا يبنون نصوصهم التزلفية. ونفاقهم فوق هذه الاوراق باحثين دوما كعادتهم عن مكان لهم يعيد لهم القهم الذي فقدوه وحضورهم الذي نسيه الشعب كما نسوا اقدم امواتهم.

من يرى ويسمع ويقرأ كلام علية القوم. يظن ان المشكلة التي يتحدث عنها سيد البلاد هي في الشعب ذاته.

من يراهم ويسمعهم وهم يثرثرون على الشاشات يعتقد جازما ان جلالته يخاطب فقط شريحة العامة بينما هم لا علاقة لهم. لانهم لا يخطؤون ولا يعتدون ولا يظلمون ولا يسرقون ولا يتجاوزون على ممتلكات الوطن ومقدراته.

الى متى يا جلالة الملك ستبقى حليما بهم متجاوزا عن خداعهم وتضليلهم لابناء الوطن؟

الى متى يا مولانا بعد الله تبقى تلعنهم في سرك وتبش في وجوههم في ظاهرك ظنا منك انهم سيخجلون على انفسهم يوما؟

مولانا المعظم بعد الله. الشعب اقصد العامة المنكوبة المبتلاة بهم يروك وانت تمد يدك لمن قتلوا القتيل وساروا في جنازته يلطمون الخدود ويقدون الاثواب بدموع التماسيح.

مولانا المعظم. شعبك الابي. شعبك الصبور. شعبك الحليم كحلمك وحلم ابيك يرحمه الله على الفاسدين ضاق ذرعا بهم.
بات الشعب على حافة الانهيار بسبب فساد الطبقة التي اعتلت وامتطت ظهور كل المنافع والمباهج والفرص المسروقة بلا وازع اخلاقي. الشعب يا مولاي بغالبيته بات خارج حدود الوطن وليس الا جثة هامدة في حدود الوطن. لانهم شكوا وبكوا وتظلموا عند كل مسؤول لكن بلا فائدة فباتوا على يقين بان لاحياة لمن تنادي.

سيدنا وقائدنا المعظم. لمن الاوراق والرسائل تتعب بها نفسك وشعبك اليوم بين مسؤول فاسد ومواطن غلبان مغلوب على امره يجوس خلال الزقاقات بحثا عن حاوية هنا وحاوية هناك؟
مولانا. لمن البوح بوحك والمستهدفون في مضامين اوراقك يصرون على اللعب واللف والدوران والاعتداء واللصوصية على مرأى من عيون الشعب؟

مولاي. لمن تتعب نفسك والفاسدون يوهمونك ويوهموننا انهم هم كتبة الوحي وهم المفسرون لمضامين النصوص الملكية. يفسىرونها لنا ونحن اكثرهم فهما لها واشدهم حرصا على تمثلها لكانهم في ذلك يقرؤون سورة يوسف على يعقوب؟

مولاي المعظم. لمن الاوراق التي تجهد فيها نفسك والذين جعلوك تكتبها يتنصلون من جرائمهم الوطنية جهارا نهارا ليلبسوها للشعب المسكين البريء؟

مولانا بعد الله. الكذبة. الفجرة. القتلة الحقيقيون هم مسؤولو الدولة على مدى تعاقب الحكومات. هم بين اثنين ولا نبريء منهم احدا. الاول لص معتد اثيم وقح. والثاني شيطان عن قول الحق اخرس صامت بصمته دنت له كل المناصب.

مولاي. نحبك ونثق بك وولاؤنا مطلق لك ولال هاشم لن يحيد.

مولانا هي ساعة الفجر التي اخاطبك بها على ايقاع المآذن وعبر اثير التكبيرات المباركات ابث همي وهم العامة التي انبؤك انها باتت في ردة عن كل القيم بسبب ثلة تعدادهم بعدد مقاعد مجلس الشعب.فان اردت معرفتهم اعلن اجتماعك بهم ستراهم يتراكضون يهرولون للسلام عليك والانحناء الكاذب امامك وتقبيل كتفك قبلات خداعة كاذبة.

هم بعدد لا يتعدى حدود مجلس ضم كل منافق يضلل قائده ويعتلي كتف الشعب باسلوب اللص الظريف.

مولاي الغوث الغوث والا فان شعبك في نفق الردة اعلن غيبته عن وطن بحجم بعض الورد كما قال احدهم اقصد احد المسؤولين اياهم.

حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الخير خطاك.



تعليقات القراء

الاستاذ الدكتور محمد عواد
ابدعت استاذ طه وعبرت عما يجول بخاطر كل مواطن شريف
10-11-2016 05:57 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات