لربما اكثر الدول العربيه ممارسة للسياسه بأوجهها صراحة هي لبنان,, فرغم صغر مساحته فبالاضافة الى الستة ملايين لبناني يعيشون على ارضه هناك اكثر من خمسة عشر مليون لبناني مغترب ومنهم من اصبحوا رؤساء او قادة أحزاب فاعله خارج لبنان.. لبنان مصدّر جيد للكفاءات ولكن اليوم يعيش بداية انفكاك لعُقد الأزمه بعدما عاش فراغ دستوري بغياب الرئيس والحكومه كانت مهمتها تصريف الأعمال لأكثر من عامين ونصف,, ها هم ينتخبون رئيس للدوله وتم تكليف الحريري لتشكيل حكومه وطنيه فهل يستطيع سعد تفكيك التقاطعات بعدما احتاج سلفه لعشرة شهور حتى استطاع تشكيل حكومه؟؟ هناك تقاطع في المصالح وولاءات خارجيه هي اللاعبه الاساسيه على رقعة الوطن المكلوم..

كانت لبنان حصوه في خاصرة سوريا قبل الحرب الدائرة هناك تتسبب بالألم للنظام السوري دوماً واليوم تستظيف لربما المليون ونصف المليون لاجىء سوري على اراضيها وهذه معضله ليست بسهله على دوله بحجم لبنان واقتصادها مديون لربما بأكثر من ستين او سبعين مليار دولار!! أعتقد ان عقدة الحل تكمن في حزب نصر الله وفي نبيه بري اضافة للمكونات السياسيه الاخرى من اتباع جعجع وغيرهم لم تجعل من مهمة الحريري سهله ولربما تطول او تتعقد لانسحاب السعوديه من دعم لبنان,, فقد كان للثقل السعودي الى جانب الحريري ما يدعم ويقوي نفوذه..

اذا ارادوا للبنان أن يتعافى فعليهم بتجاوز آلام الماضي وتشكيل حكومة وحده وطنيه تبدأ في تأطير العمليه السياسيه والتي كانت معطله لعامين او اكثر,,ولجم الاطراف الخارجيه عن العبث بالمكون السياسي اللبناني, فليس من مصلحة حزب الله ولا من مصلحة تيار المستقبل الابقاء على الوضع القائم, فالدوله اللبنانيه تعيش تحديات اقليميه وأخرى دوليه تجعل من الملف اللبناني شائك ويصعب فكفكته بما يخدم الشعب هناك, كما لا يمكن جر لبنان لحرب اهليه جديده وقد عانت الاجيال السابقه من الاقتتال والتشرذم وخرجوا جميع الاطراف خاسره وخسر لبنان استقراره..

لكن والأقليم بمجمله مضطرب حتى لو احتكم لبنان لنظام حكم فردي فليس من السهل احداث استقرار فيه وحدوده مفتوحه على سوريا حيث الاقتتال وعلى اسرائيل وهي تتربص بهم والبحر من أمامهم حيث لا مفر.. باعتقادي لبنان يحتاج الى معجزه لاحداث استقرار سياسي وثاني أمني وثالث اقتصادي, فكل الاحتمالات متروكه لنرى الى ما ستخلص اليه المحادثات بين كل الاطراف وهل هناك نيه لفرض الحلول ام سيعودوا الى المربع الأول وحيث ان الطائف 2 غير متاح والسعوديه منكفأه على حالها بعدما تم جرها للصراع في سوريا وفي اليمن وتعيش أزمات لا أزمه تحتاج الى رويه!!

المنطقه برمتها تعيش تبعات الحرب في سوريا والحرب في العراق والثالثه في اليمن والرابعه لا نعرف متى ستكون وأين؟؟كل ذلك يجري وخيوط اللعبه خارجيه واستقرار المنطقه يحتاج لربما لوحدة ارادة الأمه ونحن مقبلون على قمه عربيه ولكن لا نستطيع رفع سقف التوقعات لطالما الأمه منقسمه على نفسها .. اللهم ارحمنا وارأف بحال الاطفال والشيوخ اللهم آميييين