رحيل الأمهات


هي الوطن الحنون والفراش الدافئ ، هي رائحة الياسمين ولون السماء الصافية ، هي عبير الزهور و رائحة المطر ، هي كل قديم جميل وكل مستقبل مشرق... كم أحب ذاك الوجه الملائكي البشوش ، وتلك العيون الجميلة التي طالما سهرت من أجلنا ، أحب خُصل الشيب التي كلما ظهرت من تحت (الشنبر والبشكير) تحاول لمّها وإخفائها ،أحب تلك المسبحة التي تدور بين يداك بعدد دوران الأرض والكواكب والنجوم ... أحب ذاك المصحف الذي يظهر في أخر أوراقة بصمة إبهامك ... أحب ذاك الحضن الذي يحمل معنى الوطن الحنون...ما أجمل الباكورة التي تتكئي عليها وسجادة الصلاة الرمادية ... أحب سورة الكهف وياسين وسورة الملك والرحمن التي تقرأها كل ليلة جمعة.....

لا تصدقوا من يقول بأن الصغار هم فقط من يحزنوا ويتألموا على غياب أمهاتهم ويفقدوهن، فغياب الأم ورحيلها ألم ما بعده ألم وعذاب ما بعده عذاب، فهو يقصم ظهر الكبير قبل أن يحزن الصغير ، فمهما بلغت من العمر تبقى بحاجة لهذا القلب الرحيم ولهذه الدعوات الصادقة التي تصل إلى السماء السابعة...

أمي كم أحب الجلوس عندك بعد صلاة المغرب ..وكم أحب إطالة النظر في وجهك المضيء ، وكم أحب النوم تحت أقدامك الطاهرة ...لقد أعتدنا على التجمع والتلاقي عندك في المساء والليل ..واليوم نحن والليل وحيدان بلا قمر ينير سهرتنا وبلا نجوم تضيء بيتنا...وداعاً يا أمي الغالية والحنونة وداعاً يا رائحة الجنة وأبوبها .

فكل رحيل صعب وكل فراق مؤلم... ورحيل الوالدين يشبه رحيل الوطن.... لكن لا يوجد شيء في الدنيا أصعب من رحيل الأمهات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات