يديعوت أحرونوت: "ويكيليكس" يمهد لتفجير قنبلة


جراسا -

كشف تحقيق نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «جوليان أسانج» مؤسس موقع «ويكيليكس» الشهير يمهد الطريق هذه الأيام لتفجير قنبلة قبل الانتخابات الأمريكية بأيام قليلة، وذلك بعد أن نشر خلال الفترة الماضية رسائل داخلية محرجة جدا عن الحزب الديمقراطى الأمريكى تسببت فى الإضرار بمرشحة الحزب هيلارى كلينتون، وكادت تحسم النتيجة لصالح المرشح الجمهورى دونالد ترامب.

الجزء الأهم فى التحقيق الذى أجراه الصحفى الإسرائيلى «رونين برجمان» كان حول علاقة «أسانج» بالكرملين والأجهزة الأمنية الروسية، إذ أشار الصحفى إلى أن قصر الحكم وجهاز المخابرات فى روسيا «كى جى بي» وقفا وراء اقتحام حواسيب الحزب الديمقراطى، وهو ما أدلى به مصدر استخباراتى من المخابرات الأمريكية لـ«رونين»، زاعما أن التهمة تستند إلى إيجاد اللغة الروسية فى الرمز السرى لأدوات الاقتحام التى يستخدمها المقتحم.

وأضاف المصدر الاستخباراتى الأمريكى لـ«أحرونوت» أن جهاز المخابرات الأمريكى «سى آى إيه» لديه مواد استخبارية كثيرة تشير إلى موقع القراصنة، ولكن لا يمكن الكشف عنها الآن، مضيفا نحن متأكدون من هوية المقتحمين.

وعندما سأله الصحفى الإسرائيلى عن كيفية وصول المواد إلى «ويكيليكس»، أشار المصدر الأمريكى إلى وجود صلة بين «أسانج» والروس، مبررا ذلك بأنه لم يسبق أن قام «أسانج» بالهجوم على روسيا أو بوتين، رغم أن هذه دولة ديكتاتورية تخل بحقوق الإنسان، وكان من المفترض أن تكون هدفا مفضلا له، ولكنه صديق للروس، فقد تمت استضافته فى القناة الإنجليزية التى تمثل الكرملين، ونجح فى الحصول على مقابلة عبر سكايب مع حسن نصر الله، وتساءل المصدر الأمريكى: كيف يمكن حدوث شىء كهذا بدون وساطة الاستخبارات الروسية؟

وكشف الصحفى الإسرائيلى أنه التقى «أسانج» فى إبريل عام ٢٠١١ فى بريطانيا، وكشف «أسانج» له عن دوافعه قائلا: «أحب البصق فى صحن الزعماء»، وعندما سأله أى زعماء؟ أجاب: «هذا غير مهم، جميع الزعماء». وبعد ذلك بعام ونصف العام صادقت المحكمة فى بريطانيا على تسليمه للسويد، ولكن «أسانج» هرب من الحكومة البريطانية إلى سفارة الأكوادور، ومنذ ذلك الحين وهو يعيش فى غرفة صغيرة داخل السفارة، حيث يعتبر أشهر لاجئ فى العالم.

ورصد التحقيق عددا من أحدث عمليات اختراق الحواسيب التى تعرضت لها أجهزة الدولة الأمريكية والتى ثبت أن مؤسسة ضخمة تقف خلف الاختراق، وجميعها تتبع المخابرات الروسية، وليس فقط الولايات المتحدة هى المستهدفة بل كل الدول التى لديها صراع مع بوتين والتى كشفها «رونين» فى تحقيقه، فمثلا تم تعطيل الإنترنت فى جورجيا أثناء الحرب مع روسيا، وتم إلحاق الضرر بشبكة الحواسيب فى أوكرانيا، كما تعمل المخابرات الروسية أيضا من خلال شبكات التواصل الاجتماعى لإثارة الشعوب مثلما حدث فى السويد، حيث تمت استثارة الشعب السويدى حول الانضمام لحزب الناتو عن طريق نشر قصص كاذبة عن السلاح النووى الذى سيوضع على أراضيها جراء الانضمام، كما قامت أيضا هذه الجهات باقتحام حواسيب البوندستاج والبرلمان الألمانى وعدد من الأحزاب المركزية فيه، وحواسيب جهات عسكرية فى إيطاليا.
وكان «أسانج» نشر على مدار الخمس سنوات الماضية وثائق تسببت فى زعزعة العالم، خاصة وثائق وزارة الخارجية الأمريكية السرية، التى كانت ترأسها هيلارى كلينتون، بما فى ذلك وثائق كثيرة بتوقيع كلينتون نفسها، وأعلنت الحكومة الأمريكية الحرب عليه بعد نشره تلك الأسرار، وقد تنافس الأمريكيون حول الإجراءات التى يجب اتخاذها ضده، فيما ادعت شابة من السويد أن «أسانج» قد اعتدى عليها جنسيا، وبدأت فى إجراءات طلب تسليمه، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات