"قراءة في فكر كامل الشريف"برعاية اللوزي وحضور مفكرين وسياسيين .. المشاركون يستذكرون مناقب الراحل


جراسا -

بحضور مفكرين وسياسيين ورجال دين عقدت يوم أمس ندوة " قراءة في فكر كامل الشريف " والتي أكد فيها المشاركون على أهمية الفكر التنويري  للمفكر الإسلامي المرحوم الأستاذ كامل الشريف كإرث يمثل نبراسا للأمة تهتدي به الأجيال، ومشيرين إلى تجربة المرحوم في الجهاد ضد المحتل ودوره التاريخي للدفاع عن الحمى العربي والإسلامي في فلسطين مستعرضين أبرز المحطات التي صقلت تجربته السياسية والصحفية والجهادية والفكرية .

وبين عدد من المتحدثين في الندوة الفكرية التي أقامتها أسرة المرحوم أمس بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي وبرعاية دولة الأستاذ أحمد اللوزي بعنوان :"قراءة في فكر كامل الشريف"والتي ادارها الاستاذ حيدر محمود إلى أن القدس في فكر الراحل الكبير هي القضية الأولى للمسلمين ، وهي دائماً في الضمير الإسلامي ويعتقد أن الخطر الصهيوني ليس خطراً عادياً يهدف إلى انتزاع قطعة غالية من وطننا الإسلامي فحسب ، بل هو استعمار استيطاني إحلالي يغرس جذوره بعيداً في الأرض.

الأمير الحسن بن طلال
 وفي كلمة لسمو الامير الحسن بن طلال بعنوان"لله درك يا ابا اسماعيل" القاها نيابة عن سموه رئيس مجلس ادارة الدستور ـ المدير العام سيف الشريف قال فيها : لله درك يا ابا اسماعيل فها انت تجمع محبيك في هذه الامسية الخريفية كما كنت تفعل دائما تجمعهم على الخير والحوار الهادئ وتنظر الى الفانية بحكمة الذي خبرها بعمق ولا تنسى هدوءك واتزانك حتى في احلك الاوقات .

وقال: فتنتقل الحكمة والهدوء وكان ذلك بالعدوى الى من حواليك تمزج العقل والوجدان والفؤاد كل شيء بقدر فتؤثر في الناس التأثير الحسن الخير وتمدهم بالعزيمة والرجاء والامل لقد كنت قامة عالية قولا وفعلا من قاماتنا نزهو بها ونعتز والتي ستبقى معنا ما حيينا .

عرفتك على مدى العمر مكافحا ومجاهدا في سبيل امتك وتلمست كفاحك المضني كي تجتث من نفسك كل ما من شأنه ان يفرق بينك وبين اخيك الانسان كما تابعت جدك وكدك من اجل تهذيب العقل وتشذيب النفس وصقل الوجدان فاصبحت الانسان الكبير الذي عرفناه واحببناه .

كنت انظر مجرد نظرة الى عينيك الرضيتين وابتسامتك التي لا تفارقك فأستشف عمق جولاتك البرانية والجوانية واعرف مدى سياحتك وترحالك في دنيا الله الواسعة وفي دنيا الفكر والثقافة والوجدان .

لقد كانت الحكمة ضالتك انى كان مصدرها مرجعك الاول محكم التنزيل لكنك كنت تعود المرة تلو المرة الى الكتب السماوية الاخرى كنت تنهل من ديوان الشعر العربي بلا حساب كي يكتسب اسلوبك طلاوة وحلاوة ولم تنس الارث الانساني لكل الاقوام في الشرق والغرب والشمال والجنوب فلم تتوان عن الاستشهاد بالعيون والذخائر وجوامع الكلم لكل الثقافات والاختيار قطعة من العقل كما يقولون .

وقال سموه: سعيت حقا رواء الكلم المؤثر البليغ لكنك شغلت دوما بالمعاني والدلالات والافعال فلم تنأى ابدا عن نبض الناس شيبا وشبابا ورياضتك العقلية ذلك العمل الشامخ كانت مرآة لكل ذلك فعلى ما حفلت به سيرتك العلمية والعملية العطرة من اعمال وانجازات اخرى تفانى هذا العمل بجزئه الذي نشر وجزئه الاخر الذي صدر للتو يبقى ثمرة حياتك وعصارة فكرك وشخصيتك هذه الرياضة العقلية تتجاوز العقل الى الروح والوجدان وتنعش النفس بالرجاء والامل والايمان .

وأكد سموه ان الانسان ـ اي انسان ـ مجسد في اسلوبه واسلوبك جمع بتوازن نادر بين القول والفعل وبين الكلمة والموقف كنت دائما امثولة في الوضوح والثبات وبساطتك في التعبير كان وراءها من اعمال فكر بعميق اصيل فهذا كان السهل الممتنع في ابداع صوره لذلك سيبقى فكرك حيا متالقا عند الناشئة والشباب قبل غيرهم .

وختم سموه قائلا : فنم ايها الصديق الغالي قرير العين مع الاولياء والصديقين والابرار ولن تزول ابدا بصماتك بصمات الخير والعطاء .

احمد اللوزي

وألقى السيد احمد اللوزي رئيس الوزراء الأسبق راعي الحفل كلمة قال فيها"فها أنا اقف بينكم بخشوع واعتبار في ذكرى المرحوم الاستاذ كامل الشريف طيب الله ثراه وهو الرمز العربي والإسلامي الذي غاب عنا وعن هذه الدنيا الفانية بجسده والقراءة المتأنية لفكره وسيرته تهبنا دروسا وعبراً حية ومتجددة كيف لا وأخي ابو اسماعيل قد آتاه الله الحكمة ومنحه العبودية الخالصة لله الواحد الاحد الذي عمر قلبه وجوارحه بالمعرفة بشؤون الدين والدنيا فعاش حياته الطويلة الصالحة مسكونا بقيم الحق والعدل والانسانية والحوار والسلام.

وأضاف"أنه وفي اخريات منتصف القرن العشرين الماضي قرر دون تردد أو وجل أن يكون الجهاد منهجه وعنوان وجوده فانتسب للجندية جواداً بالنفس والروح يطلب الموت والشهادة لتكتب له ولفلسطين ولأمته الحياة الحرة والعزة والنصر نعم قرر أن يكون جندياً محارباً استجابة لأمر الله القوي القدير"جاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله واعدوا لهم ما استطعتم من قوة"وبكل شبابه وعنفوانه بدأ التدريب العسكري والإعداد الجاد لمقتضيات قراره الشجاع فكان له ما أراد قائدا لكتائب الأخوان المسلمين والمتطوعين العرب في حرب فلسطين عام 1948 ومن بعدها قائداً لكتائب الاخوان المسلمين في مقاومة الاحتلال البريطاني في قناة السويس وقد تجشم اشد المخاطر والمشاق وابلى البلاء الحسن في البطولات والمعارك العصيبة التي خاضها وقد حفظه الله وكتب له السلامة والعمر المديد وجنبه الهلاك.

وقال "لما وضعت الحرب اوزارها هنا وهناك وقعت الكارثة بإحتلال اسرائيل لفلسطين ما عدا الضفة الغربية التي حماها الجيش العربي الأردني وافتداها بالالوف من شهدائه الأبرار وبطولاته المعمدة بالدم والشهادة وكذلك ما عدا قطاع غزة الذي حماه الجيش المصري في حرب ضارية ومعارك مشهودة قدم فيها كتائب الشهداء والتضحيات الجسام".

وإشار إلى أن اخي ابو اسماعيل هنا واجه موقفا صعبا كان فيه على مفترق طريق وعر قرر عنده ان يفيئوا هو وبعض صحبه الى هذا الحمى العربي المملكة الاردنية الهاشمية وطن كل احرار العرب واستقر ابو اسماعيل في القدس الشريف مهوى فؤاده ليواصل العمل من جديد في سبيل المسجد الاقصى والقدس الشريف وفلسطين وهو يعلم علم اليقين ان الاقصى والقدس وفلسطين هي هدف المؤامرة الصهيونية وغاية الاستعمار البريطاني واهب وعد بلفور وجريمة سايكس بيكو الغادرة كما ادرك ان الصراع طويل والاعداد لمواجهته متعدد السلاح والوسائل وأن الحشد لصده شامل وباهظ الاعباء منه المعنوي والمادي والمعرفي والإعلامي والعسكري وحشد كل طاقات الامة وهو يحتاج إلى مراحل جادة وتربية أجيال والمهم عنده أن نبدأ دون ضياع اي فرصة متاحة وهذا ساقه إلى أن يهتم ويبدأ العمل بتعزيز خطوط الحرس الوطني الأردني المرابط إلى جانب الجيش العربي الأردني في القدس وما حولها ومع امتداد خطوط الهدنة بين الأردن وإسرائيل وبدأ بتدعيم هذه الخطوط بالمال والسلاح وإقامة الجدران الصادة للعدوان وغدره ومكره. وأكد اللوزي أن هاجس ابي اسماعيل بقي الدائم هو وصحبه أن سلاح المعرفة والتعبئة المعنوية أقوى سلاح وأن الإعلام القوي الصادق له الدور الأول لوضع الشعوب والأمم أمام مسؤولياتها وتوعيتها بواجباتها وحقوقها ودورها في معركة المصير. وبين أن هذا ما أوجب عليهم تأسيس جريدة المنار ومجلة الأفق الجديد ثم الاقدام على القرار الكبير باصدار جريدة الدستور وبناء مؤسستها الاعلامية الزاهرة الشامخة وقد سعى ابو اسماعيل واخوانه الاساتذة جمعة حماد ومحمود الشريف ورجا العيسى الى اشراك المجتمع المدني كله والرأي العام وحشد مجاهدي ابناء الشعب في هذا الميدان الواسع الاهداف والغايات.

وقال "لقد قام استاذنا كامل الشريف والخيرون من امثاله في الاردن وفلسطين واقطار العروبة والاسلام قاموا بتأسيس المؤتمر الاسلامي العام لبيت المقدس وتأسيس الهيئة الاسلامية المسيحية للدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية الى جانب اختيار ابي اسماعيل امينا عاما للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة وعضوا في رابطة العالم الاسلامي ومنظمة المؤتمر الاسلامي.

واستأذنكم لاذكر امامكم بكل اخوة واحترام فكرة بقيت تراودني وتسكن نفسي وتلح عليّ ان اذكر الفضل لاهله هذه الفكرة مؤادها ان جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه قد قرأ كتاب اخي كامل الشريف وفكره وعمله قبل قراءتنا هذه له بخمسة عقود عندما دعاه برؤيته المستنيرة ليكون سفير جلالته وسفير بلده الاردن في نيجيريا اكبر بلد افريقي سكانا وثراء واعراقا وهنا تجلى ابو اسماعيل سفيرا قديرا متميزا وداعية كبيرة مسموع الكلمة والخطاب في سبيل قضية فلسطين بخاصة وقضايا العرب والمسلمين بعامة ثم اختاره الملك الحسين ثانية وزيرا للاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية ثم اصطفاه عينا في مجلس الاعيان ، لعمري ان هذا استثمار غني لكفاءات ابي اسماعيل وقدراته فكان الكفوء المجلي في كل ميدان متقدما فيه الصفوف في المنابر والندوات والحوارات بين الاديان والامم والشعوب اذن رؤية قيادتنا الهاشمية وقراءتها لمواهب ابي اسماعيل تقدمت قراءتنا له بعقود وقرنت صواب الرؤية بالفعل وباستثمار عزمه وحماسه وريادته وتواصلت رعايتها له حتى وفاته وانتقاله للرفيق الاعلى.

واكد أنه ومهما حاولت من قراءة في فكر اخي كامل الشريف هيهات ان اوفيه حقه او ابلغ بعضا من آماده وطاقاته المبدعة في ميادين الدعوة والجهاد والفكر والحوار بين الاديان والحضارات وما دمت بين ايديكم وفي محراب ذكرى اخي ابي اسماعيل وقراءة فكره فاني لارجو منكم ومنه ان تسبغوا علي من فضلكم بان تقبلوني طالب علم وهذا غاية منايا مشفوعا بالدعاء الى العلي القدير ان يزيدني علما ونورا آمين.

وختاما اسمحوا لي ان استعين بما يمنحه الحديث النبوي الشريف لفقيدنا الحبيب من الرحمة والغفران والعفو والرضى من الرحمن الرحيم كل ذلك اراه والله اعلم ماثلا في حديث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام القائل:اذا مات الانسان انقطع عنه عمله الا من ثلاثة: الا من صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له نعم هذا الحديث الشريف يفتح ابواب رحمة الله امام الانسان وتيمنا بهذا الحديث الشريف اقول بشراك يا اخي ابا اسماعيل فقد قدمت في سبيل الله وابتغاء مرضاته صدقات وحسنات جارية والله جل وعلا يعلم عددها وقصدها.

وبشراك ثانية فقد تركت علما ينتفع به لحمته وسداه التقوى والصلاح وخير الناس وبشراك ثالثة فقد خلفت بنين وبنات صالحين وزوجة مؤمنة واهلك آل الشريف ينهجون نهجك ويدعون لك بالرحمة في كل آن وبشراك رابعة لان اخوانك واصدقاءك والمحبين من امثال هذا الجمع من الحضور كلهم ضراعة ودعاء ان يتغمدك الرحمن الرحيم بالرحمة والرضوان وانا واحد منهم ادعو العفو الكريم ان يتغمدك برحمته الواسعة التي وسعت السموات والارض.

المشير عبدالرحمن سوار الذهب والقى فخامة المشير عبدالرحمن محمد سوار الذهب كلمة قال فيها ان الحديث عن احد عمالقة العصر وفي قامة مثل قامة فقيدنا الراحل الاستاذ كامل الشريف صاحب المواهب المتعددة والصفات المشرقة الوضاءة لهو امر ليس بالسهل.

وأضاف : هل نبدأ الحديث عن حياته المبكرة وهو شاب فض الاهاب دون العشرين يفيض حيوية ونشاطا وايمانا بالجهاد في سبيل الله والوطن حين لفت انظار مرشد الاخوان المسلمين آنذاك الشيخ حسن البنا الذي لمس فيه قوة الشكيمة والعزيمة وصفات القيادة الحكيمة رغم صغر سنه فعهد اليه بقيادة كتائب الاخوان المسلمين من المتطوعين في جبهة القتال في فلسطين فكان نعم القائد ، حقق الله على يديه انتصارات باهرة ومثلها على جبهة قناة السويس ، ام نتحدث عن بلائه الفريد كمحاور لا يشق له غبار في مناظراته وحواراته ومنطقه القوي المنبثق والمستمد من بحرو من الثقافة الاسلامية والعلوم الحثيثة يسفر عنها لسان ذرب طليق بلغات العصر الحية التي يجيدها من الانجليزية والفرنسية ان نتحدث عن دبلوماسي متميز كسفير للمملكة الاردنية الهاشمية في كثير من الدول او رسول امين يحمل رسائل جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه الى قادة الدول الاخرى ، ويكفي انه حينما كان سفيرا في افريقيا ركز على مقاومة النفوذ الاسرائيلي وكتب كتابا يفضح فيه المغامرة الاسرائيلية في افريقيا.

ام نتحدث عن عطائه كوزير للاوقاف وانتم ادرى بذلك ، من بنائه لجامعة القدس بنواتها كلية الدعوة وأصول الدين ، ثم إسهامه في انشاء البنك الاردني وقانون الزكاة واعمار الاوقاف الاسلامية وغير ذلك.

وقال : غير انني اركز على الفترة التي هياها الله لي ان اتعرف عليه عن كثب فأول مرة اسمع عنه حينما جئت دارسا في جامعة مؤتة العسكرية في كلية القادة والاركان ، وكان ذلك اوائل السبعينات واسعد ان يكون من بين الحضور من زملائي العين يوسف محمد الدلابيح والمحامي الدكتور شاهر الرواشده أقول في تلك الفترة كنت اقرا له بعض مقالاته الحية في جريدة الدستور ثم حين ان شرفني الله ان التقي معه في عمل مشترك في عام 1988 حين تم انشاء وقيام ما عرف بالمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة حين عهد اليه بالاجماع ان يكون امينا عاما لذلك المجلس الذي ضم في عضويته اكثر من ثمانين منظمة اسلامية في كل بقاع العالم.

وأضاف : كلفت انا بمنصب نائب رئيس المجلس وكان رئيس المجلس في ذلك الحين المغفور له فضيلة الامام الاكبر جاد الحق علي جاد الحق شيخ الازهر الشريف وهو صاحب الفكر والدعوة لقيام ذلك المجلس وقد صحبته طوال عشرين عاما او نحوها لالتقي مرات عدة في لجان المجلس والمؤتمرات والدورات فأسعدني الله بالتعرف عليه عن قرب ، فعرفته في السفر والحضر وشهدت اداءه المتميز في المؤتمرات واللقاءات ووقفت على حكمته في معالجته للقضايا المتشعبة وما اكثرها في امتنا الاسلامية والتي لا يكاد يشرق صباح يوم جديد الا ومشكلة جديدة تطل برأسها فيتلقاها بصدر رحب لا يضيق ولا يسأم.

وقال اني لاحمد الله تعالى ان هيأ للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة شخصية فذة في ثقافتها وواسع خبراتها فوضع للمجلس منهاجا واهدافا وفلسفة واضحة المعالم سار على اثرها المجلس فحقق اهدافه بصورة جيدة رغم العقبات والمعوقات التي كانت ولا زالت تقف في طريقه . وكان الاستاذ كامل الشريف شديد الغيرة على قضايا الامة الاسلامية فكان حريصا على حضور المؤتمرات وتلبية الدعوات الكثيرة التي تعقد لمعالجة تلك القضايا فقد كانت في نظره مهمة ولا يجوز التخلف عن حضورها رغم ما كان يجده من تعب وارهاق في السفر . واذكر انه كان يقول لي حينما يصحو مبكرا لصلاة الفجر وقبل ان ينهض من السرير ينتظر ليفكر بعض الوقت ليتذكر في اي مكان هو من العالم وفي اي مدينة اصبح ذلك لكثرة اسفاره المتصلة.

وللاستاذ كامل الشريف مواقف مشرفة سجلها له التاريخ من ذلك مثلا اصلاح ذات البين بين الدول الاسلامية حين رأى ارسال وفد من المجلس لموريتانيا والسنغال حين نشب بينهما نزاع مسلح كاد يؤدي الى حرب ضروس . ومن مآثره الخالدة حرصه على اشراك المرأة المسلمة واسماع صوتها في المؤتمرات الدولية التي تعقد بشأن المرأة والطفل وحقوق الانسان كمؤتمرات الامم المتحدة في بكين والقاهرة واسطنبول حين عمل على اعداد وفد نسوي لتمثيل المرأة في تلك المؤتمرات مؤهل علميا وفكريا ومزود بالبحوث والدراسات الموضوعية في كافة المجالات فاتت بنتائج عظيمة وحالت دون اصدار قرارات تمس جوهر وثوابت العقيدة ثم ان من مآثره التي لا تنسى افضاله على المجلس الاسلامي نفسه فحينما المت بالامة كارثة حرب الخليج الثانية وكادت ان تعصف بالمجلس وهو لا يزال في طور النمو تصدى لها الاستاذ كامل الشريف بحكمته وثاقب نظره فقاد المجلس بحكمة الربان الماهر وسط تلك الاعاصير الهوجاء حتى وصل الى بر الامان وتلك مواقف لا تنسى في مسيرته الخالدة.

غني عن القول اننا نعيش في عالم تكاد تنعدم فيه الرؤيا وتسود فيه فوضى مبادئ العلمانية التي تسعى بشتى الطرق الى القضاء على قيم وثوابت الامة يدعمها اعلام موجه ذو مقدرة فائقة على تشويه وطمس الحقائق وترويج الاباطيل وتدمير القيم والاخلاقيات في مثل هذه الاجواء القاتمة التي تتعطب فيها البوصلات وتنعدم الرؤيا في عتمة الضحى تكون فيها الحاجة الماسة الى قيادات واعية ذات خبرة وفكر صائب لقيادة الامة في مثل هذه الاجواء إذ اننا نفتقد شخصية قيادية فذة كشخصية راحلنا المقيم الاستاذ كامل الشريف الذي يعتبر غيابه خسارة فادحة للامة الاسلامية والعربية التي افنى حياته مجاهدا ومتحسبا صادقا بالنفس والنفيس في سبيل عزتها وكرامتها .

الدكتور عبدالله نصيف والقى الدكتور عبدالله بن عمر نصيف الامين العام للمجلس العالمي الاسلامي للدعوة والاغاثة كلمة قال فيها : لقد صاحبت صديقنا المرحوم ابا اسماعيل اكثر من ثلاثين عاما في كافة المحافل المحلية والدولية وبالسفر كان له مواقف جليلة تقدر للمرحوم من قبل من رافقه وعرفه خلال مسيرة حياته كون السفر يبين معادن الرجال وكامل الشريف من هؤلاء الرجال .

واشار الى ان الحكمة التي رافقت مسيرة المرحوم امر ليس بالسهل كونه كان رجلا ثابتا قويا يقوم بواجباته دون تقصير وكان فارسا مغوارا في كافة المجالات بالاضافة الى عمله بالصحافة التي منحته منبرا حرا يعبر من خلاله عما يجول في خاطره من افكار تبقى نبراسا لاجيال المستقبل .

المهندس رائف نجم

وألقى المهندس رائف يوسف نجم كلمة بعنوان "القدس في فكر كامل الشريف" جاء فيها: تشكل القدس عقيدةً دينيةً وواقعاً إيمانياً ورمزاً تاريخياً لدى المرحوم الأستاذ كامل الشريف منذ مرحلة شبابه ولذلك دفعته إلى الحياة الجهادية في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين واستمر عطاؤه الفكري فيما بعد حيث ظهر في عدة مؤلفات وأبحاث عن القدس وفي المشاركة في عدة مؤتمرات وندوات عالمية ومحلية.

وقال "انه وبتاريخ3 - 12 - 1953 عقد المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس في مدينة القدس للتشاور في قضية فلسطين والقدس والشؤون الإسلامية العامة وكانت المشاركة واسعة من علماء الأمة الإسلامية حيث انتخب الأستاذ كامل الشريف أميناً عاماً مساعداً وبعد احتلال القسم الشرقي من القدس عام 1967 صادرت السلطات الإسرائيلية ممتلكات المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس وأغلقت جميع مرافقه الصحية والتربوية والاجتماعية والتي كانت تحت إشراف الأستاذ كامل الشريف فتم بعد ذلك نقل مكتب المؤتمر إلى عمان برئاسة الأستاذ كامل الذي أسس فيه هيئة تنفيذية محلية وهيئة عامة عالمية ولجنة استشارية ولجان متخصصة وأمانة عامة وهيئة إسلامية ـ مسيحية لتعزيز العمل المشترك.

واضاف "بقي الأستاذ كامل يرعى هذه المؤسسة ويبذل قصارى جهده في تنفيذ رسالتها الدينية والوطنية إلى أن وافاه الأجل المحتوم وما زال موقعه شاغراً بعد أن ترجل عن صهوة جواده.

ويعتقد الأستاذ كامل أن القدس تحتل موقعاً مركزياً وأساسياً في مجمل القضية الفلسطينية حيث تمثل أهم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأقوى أركان دولة فلسطين المرتقبة وتشكل بمكانتها الدينية وأهميتها التاريخية والحضارية عاملاً حاسماً في مجرى الصراع الإسلامي - الصهيوني والقدس ليست واحدة من العواصم العربية الإسلامية ولكنها تحتل مكانة سامية في الاعتقاد والحس والوعي الإسلامي فهي مسرى ومعراج الرسول وأولى القبلتين وأرض النبوات والبركات وموطن الرباط والجهاد وبوابة السماء من الأرض فيجب أن تكون سبباً للتضامن الإسلامي والعربي ونبذ كل الخلافات حتى تتمكن الأمة من تحقيق أهدافها العليا وحل قضيتها المصيرية". وقال "وللأستاذ كامل الشريف تحليل فكري خاص يتلخص بأن القدس هي صنو مكة المكرمة كما يوحي بذلك مطلع سورة الإسراء والقدس هي الخط الأمامي للدفاع عن مكة المكرمة فإذا سقطت القدس في يد الأعداء واستقروا فيها يبدأ خيالهم بالتوسع ويتجه عدوانهم نحو مكة المكرمة ذلك أن العدوان على القدس يهيجه العدوان على الإسلام وعلى العرب وأي عدو يتجه ضد الإسلام لا بد أن يؤدي به خياله إلى مكة المكرمة مهد الإسلام ورمزه الحي. وبين "انه ومن أفكار الأستاذ كامل أن المسلم يبقى منتصراً طالما بقي مجاهداً وطالما بقي قلبه معلقاً بالأمل وينتهي كل ذلك حين يخفت الأمل وتتراجع الدعوة للجهاد وتعلو صيحات الاستسلام فيجب أن تبقى قضية القدس قضية الحق والاستمرار في النضال فدور القدس في تاريخ الأمة الإسلامية كان دائماً دور المنقذ ودور الحافز للإعداد والجهاد فالقدس هي الضحية والمنقذ في آن معاً وهي نهاية الانحدار وبداية الصمود في وقت واحد وهي الموقع الذي تلتقي فيه أعصاب الأمة الإسلامية وهي موقع نهاية الظلام وبزوغ فجر جديد وطريق تحرير القدس يبدأ بتحرير النفس من الجهل والفرقة والجمود واليأس ، ثم بناء القوة الاقتصادية والعسكرية بناءً صحيحاً فحينها تصبح القدس الجائزة الثمينة.

والصهيونية تدرك أن القدس تحتل مكانة خاصة في الضمير البشري وتنطلق منها شرايين روحية وتاريخية في كل اتجاه لذلك تريد الصهيونية السيطرة على مركز الضخ الروحي والإشعاع الفكري في العالم لتستغله وترسل من خلاله فكرها الشرير الهدام.

واشار الى انه ومن أقوال المرحوم الأستاذ كامل ما وجهه للعالم حينما قال: إذا كان العالم يريد سلام الشرفاء الذي يعطي الحقوق لأصحابها ويعيد المقدسات لأهلها ويضمن الأمن والأمان للناس جميعاً فبها ونعمت أما إذا كان الأمر لا يعدو المناورات والمراوغات وكسب الوقت لتركيز العدوان وسحق شعب فلسطين وأهالي القدس وانتهاك حقوقهم المشروعة فلا مفر من المواجهة وإن عظمت التضحيات وأمامنا قول الله البليغ: "كُتب عليكم القتالُ وهو كره لكم ، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ، والله يعلم وانتم لا تعلمون". صدق الله العظيم.

وبين انه وباختصار لقد كرس المرحوم الأستاذ كامل الشريف حياته الجهادية والفكرية للقدس الشريف رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور رؤوف أبو جابر كما ألقى الدكتور رؤوف سعد أبو جابر كلمة بعنوان"قراءة في فكر كامل الشريف"جاء فيها : محاولة القراءة في فكر الصديق الذي خسرنا كثيراً برحيله ستكون بلا شك عبارة عن رحلة فكرية الى أقصى الحدود نظراً لاتساع الآفاق وشمولية الفكر لدى الفقيد فقد كان الأخ أبو اسماعيل مفكراً واعياً ومؤمناً صادق الايمان وكاتباً ذا نزعة انسانية ونية حسنة ورغبة أكيدة في السعي لخير الجميع.

كان فكره العميق عنوان مسيرة حياته الهادفة وكان يبثه في هذه النفثات التي سجلت تأملاته في الحياة ولذا فقد أحسنت العائلة الكريمة صنعاً عندما أصدرت مجموعة من مقالاته القصيرة في مؤلف عنوانه "الرياضة العقلية" فجعلت منها سجلاً لهذه الباقة من تجارب الحياة خلال نضاله الموصول لتحقيق وحدة الأمة واعزاز مكانتها بين العالمين.

الايمان العميق بعظمة الله سبحانه واتساع المدى فوق التصور البشري كان الأول في فكر صديقنا مثله في ذلك مثل تولستوي لأن الايمان بالنسبة لكليهما هو "قوة الحياة" وكانت وسيلته للتعبير عن هذا الايمان الصلاة فقد كتب يقول "حين أتهيأ واستعد لاستقباله - أراه - بعين الخيال يأتي الي راضياً عطوفاً محباً" ويضيف ما ورد في الآية الكريمة "هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور".

الفكر السياسي كان دليله في ميادين الصحافة والسياسة والدبلوماسية وما يتطلبه العمل فيها من النشاط والعمل الدؤوب وقد انطلق بعد كفاحه كقائد لكتائب الاخوان المسلمين المجاهدين في حرب فلسطين عام 1948 في ميدان الصحافة والعمل في مجال السياسة والدبلوماسية الواسع كوزير وسفير في عدة دول وكان يصدر في الكثير من الأمور عن قناعة بضرورة التمسك بالمبادىء التي أجمعنا عليها وقاتلنا من أجلها ولم يقع ما يغيرها ففلسطين أرض عربية وكل ما وقع عليها احتلال استعماري غير مشروع ويجب أن يزول واذا كان لا بد من مناورات أو مداولات فمكانه غير الصحف وكما يقول السياسي النمساوي ميترنخ "ان أعظم موهبه للسياسي ليست نوع التنازلات التي يقدمها ولكن الوقت الذي يقدمها فيه".

ومن أجل ابداء آرائه في التعامل الانساني والحوار وأهمية تبادل الآراء سجل الفقيد أفكاره في مقالات عديدة وأبحاث مطولة وحضر المئات من المؤتمرات والندوات واللقاءات لحوار الأديان والحوار الاسلامي المسيحي وبحوث شؤون القدس والقضية الفلسطينية وقضايا العرب الكثيرة وكان دائماً مثال الرجل الملتزم بقضاياه وجديتها الحريص على الكلمة المتزنة العادلة وقد عود نفسه كما قال "على المرء أن يتعامل في هذا اللقاءات بميزانين واحد لنفسه - الدقة وآخر للناس التسامح" وأنا أشهد أن تنفيذه لهذه الموازين كان أيضاً دقيقاً فما سمعته قط يخطىء بحق مشارك آخر اذ أنه كان واضحاً في اعتقاده بضرورة سماع الرأي والرأي الآخر وأن اختلاف الآراء يجب أن لا يفسد الود كما كان له قول مأثور "لا بأس أن تحاول كسب العدو ولكن حذار أن تفرط في الصديق" وقول مأثور آخر "ان الانسان لا يتمكن من معرفة دور الأنبياء والقديسين اذا لم يعرف دور الطغاة والجبارين".

رحم الله أبا اسماعيل فقد كان أستاذاً في المشاورة وتبادل الآراء كان يقول "الشورى ضمان للرأي الصائب وجميل أن تأخذ الآراء ولكن يجب أن يكون لك رأي فتقارن وتسدد أو تعدل ثم تعزم وتتوكل هكذا والا كانت الشورى غطاء يخفي تحته الضعف والتردد والعجز عن اتخاذ القرار" وأشار في هذا الصدد الى قول تشرشل زعيم بريطانيا المشهور عن حكومة تشمبرلين التي سبقته "قرروا ألا يكون لهم قرار وشددوا العزم ألا يكون لديهم عزيمة" وكان معتقده في نهاية المطاف التنفيذ لما ورد في القرآن الكريم "وأمرهم شورى بينهم".

تأملات هذا المفكر الرائد عن الموت الذي هو النهاية الأزلية لجميع الناس ملأى بالحكمة فالخوف من الموت جزء من الحياة ومع ذلك يذكرنا بقول أرسطو حين سئل - إن كان يخاف الموت فأجاب "كيف أخاف شيئاً لا أعرفه" ثم يؤكد صحة مفهوم فيورباخ في "جوهر المسيحية"عندما أكد من يخاف النهاية لا يستحق البداية "وكان يحاول في حياته أن يجر اسدال الحياة على الموت بالحب والرفق والصلاح والخير مستشهداً بكلام النبوة العبق "خيركم من طال عمره وحسن عمله" كان رحمه الله يعرف "أن الموت نهاية حاسمة وان ذروة المأساة ان هذه النهاية مفروضة ليس فيها خيار وهنا يأتي الحل الذي يقدمه الدين لأنه يدل على العلاقة المستمرة على الجسر الممتد بين الموت والحياة وكلما التزمنا بمعنى الحياة نكون قد التزمنا بمعنى الموت".

واننا اذ نتكلم عن الفكر الذي أغنى به صديقنا الراحل حياتنا المعاصرة نستعذب الحديث عن ذكراه العطرة في مناسبة أخوية كريمة كهذه ونقول له رغم قوله في حديث عن الموت "من حسن حظ الأموات أنهم لا يسمعون ما يقال عنهم" قرّ عينا يا أبا اسماعيل فكلمة الحق التي يقولها الذين يذكروك بالخير في هذه الأمسية انما هي شهادة عدل وانصاف فهم يقدرون كل التقدير حياتك الحافلة ويتطلعون الى المستقبل كما كنت تريدهم أن يفعلوا ، بثقة وأمل ، لأن فجر الحرية لهذه الأمة سينبلج بعد أن طال انتظاره وسيرى أبناؤئها ميلاد الأمل العظيم الذي تغنيت به في حياتك.

اسماعيل الشريف

وألقى إسماعيل كامل الشريف نجل المرحوم كلمة عائلة الفقيد جاء فيها:لو قدًّر لوالدي رحمه الله أن يسطرَ سيرةَ حياتًهً وفًكرًه وكما كان يحب أن يستشهدَ بالقرآنً الكريم لَلَخَّصها في آيتين كريمتين إحداهما: بسم الله الرحمن الرحيم "وَالَّذًينَ هَاجَرُواْ فًي اللَّهً مًن بَعْدً مَا ظُلًمُواْ لَنُبَوًّئَنَّهُمْ فًي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأجْرُ الآخًرَةً أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ". وأكد "كان يستطيعُ لو أرادَ أن يجمعَ في يدَيه السُّلطةَ والقوةَ وأن يتبوأَ أعلى المناصبً في بدايةً حياتًهً فهو أحدُ الأبطالً المعدودين في حربً فلسطين عامَ ثمانيةْ وأربعين وأحدُ أبطالً مقاومةً الإنجليزً في قناةً السويس وعلى يديه تتلمذَ بعضُ الزعماءً العربً في حربً فلسطين ولكنه اختارَ دينَهُ ومبادئَه فظلَّ مطارداً رَدحاً من الزمن في بلادْ مختلفةْ وبجوازاتً سفرْ متنوعةْ ولقد آثر الإستسلام للإضطهاد والإعتقال على أن يشهر سلاحه في وجه مسلم إيمانا منه بأن من نذر نفسه للدفاع عن الدين والأمة لا ينبغي له ان يشهر سلاحه إلا على اعداء الدين والأمة إلى أن احتضنه جلالةُ الملكً الحسين طيب الله ثراه فاستمر عطاؤه الكبيرُ بعد أن أصبح الأردنُّ ملاذَه الآمن فَمًن عظمةً الأردنًّ احتضانُ العربً الأحرارً ضمن نسيجً هذا المجتمعً وتبني جهودًهم في سبيلً رفعةً العربً والمسلمين انطلاقاً من أرضً الحشدً والرباط".

واضاف "وقد كانت له بصماتّ في جميعً المناصبً والمراكزً التي تبوأها فأنشأ صندوقَ الزكاة ومبنى مسجدً الملكً المؤسس وعَمًل على توحيد الأَذان في مساجدً عمّانَ عندما كان وزيراً للأوقاف كما وأسّس المجلسَ الإسلاميَّ العالميَّ للدعوةً والإغاثة ومثَّل الأردنَّ والأمَّة من خلالً عضويتًهً الفاعلةً في العديد من المنظماتً الدولية.

أما الآيةُ الثانيةُ التي يمكنُ أن تَصًفَ منهاجَ حياتًهً فهي قولُهُ تعالى بسم الله الرحمن الرحيم "وَمَا كَانَ لًنَفْسْ أَنْ تَمُوتَ إًلاَّ بًإًذْنً اللَّه كًتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرًدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتًهً مًنْهَا وَمَن يُرًدْ ثَوَابَ الآخًرَةً نُؤْتًهً مًنْهَا وَسَنَجْزًي الشَّاكًرًينَ". وقال "ونحن إذ نعتصرُ ألماً لفًراقًه وأسفاً لنضوب ذلك القلمً بعد أن عَزَّتً السيوفُ المسلولة نَذْكُرُ ما قالَه رسولُنا العظيمُ صلى الله عليه وسلم"إذا مات ابن آدم انقطع عملُهُ إلا من ثلاث..."وذكر منها"علمّ ينتفعُ به" فقمنا بتدشينً موقعْ الكتروني على الشبكةً العنكبوتيةً يحملُ اسمَهُ وننشرُ فيه تراثَه حتى يكونَ قبلةً للباحثين وللدارسين وقد كان يقولُ دوماً أن جميعَ أعمالًهً موجهةّ أساساً للشبابً لأخذً الدروسً والعبرً من أخطاءً الماضي تمهيداً لغدْ مشرقْ بإذنً الله ، كما قمنا بطباعةً الجزءً الثاني من كتابً "الرياضة العقلية" الذي قدمَ له سموُّ الأميرً الحسنً بن طلالْ حفظَهُ الله ، وسنعملُ على إعادةً طباعةً ونشرً كتبًهً وتراثًهً بإذنً الله. ونعاهدُ روحَهُ الطاهرةَ الأبية أن نستمرَّ على نهجًهً ومبادئًهً التي زرعها فينا وسنظلُّ أوفياءَ لمُثُلًهً العُليا وعقيدتًه السمحةً خاصةً فيما يتعلقُ بالقضيةً الفلسطينية ووحدةً الأمةً الإسلامية. وأخيراً لا يسعني إلا أن أتقدم بعظيمً الشكرً والامتنانً لمشاركتكم إيانا هذه الندوةَ الفكريةَ التي حاولنا من خلالًها تسليطَ الضوءً على أعمالً وأفكارً والدي المرحوم كامل الشريف ، أحدً مناراتً المسلمين الذي انتقلَ إلى رحمتًهً تعالى في بدايةً العامً الحالي. وفي بداية الاحتفال قرأ الشيخ محمد الشريف آيات من الذكر الحكيم

وتخلل الندوة الفكرية عرض لفلم وثائقي عن سيرة المرحوم كامل الشريف كما تخلله إطلاق الموقع الالكتروني للراحل الشريف كما تم توزيع كتابي الرياضة العقلية ـ الجزء الثاني وكتاب آراء ومقالات في رثاء الراحل الكبير



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات