الإنتماء .. نعمة أم نقمة .


لم أقرأ أو أسمع بأن هناك نص يذم الانتماء أو يعتبرة عبء يحمله أي منا ليقمع به بعض حواسه وعواطفه البكر تحيزا لدم أو معتقد _إكتسبه بالوراثه _ أو بقعه جغرافيه معينه .

كلنا ينظر للإنتماء بوصفة بيئة حاضنة للعاطفة المدعومة بأفعال وتصرفات إيجابية من شأنها الحفاظ على أصل هذا الانتماء ونقطة الإجتماع التي إلتف حولها نفر من الناس سواء كانت هذه النقطة صلة قربى أو ديانه أو وطن ولم يتطرق أي منا لفكرة مفادها أن هذا الإنتماء يحجب الكثير من فرص التفكر والإنتقاء لالشيء إلا لتمجيد ما وجدنا عليه وما أعتدناه بوصفه الأمثل والأفضل بحكم الوراثه والذكرى والحنين والتقادم ربما .

نحتفي بهذا الإنتماء بالمناسبات الخاصه والعامة ونستدعية بحال الصراعات والمناوشات الإلكترونية ونكرس له كل دليل وحجة تناقلناها بداية من (لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إلية بالخلد نفس ) مروراً( بإذا بلغ الفطام لنا صبي ) .

الإنتماء تكليف لا تشريف فكل الأرض هي أرض قابله للسكن وكل الخًلق هم صنيعة الله فلا فضل لأي يكن بإنتماءه لأرض دون غيرها ولا ميزة لنسب على آخر إلا بما راكمة أهل هذا الدم من إنجاز وخير يخدم الناس ويحقق مفهوم الخلافة والعمارة بالأرض وهنا يكون هذا الانجاز إرث على الشيوع يلزم بالإستمرار بالعطاء والمواظبة على إشاعة المعروف والود إحتراما لهذا المنجز وتقديرا لمن بناه من السلف وهذا طبعا حال إيجابي مشرق نادرا ما نصدفة على أرض الواقع حالياً فالأغلب للأسف الآن يجتر منجز الأباء ويسخفه بعنجهية الكبر والتعريض بالآخر .

أجمل أنواع الإنتماء وأصدقها ما أرتبط بإنتقاء وإختيار واعي إقترنت به العاطفه مع العقل فليس بالضرورة أن يكون الإنتماء لمسقط الرأس إذا كان كل ما فيه بيئة طاردة لا تحترم آدمية الإنسان فالأولى بالإنتماء المكان الذي يوفر لك ما تحتاج إلية وما تتطلبة حياتك اليومية من خدمات وتشريعات .

نجد بحبن أن الإنتماء حاجة نفسية توفر شيء من الإستقرار والتوازن والحماية للفرد تبعاً لظروف وعوامل وضغوط إقتصادية وسياسية وإجتماعية لكن بظل ما نراه الآن من توظيف غير أخلاقي لهذا الإنتماء بات القهر والإقصاء والتهميش وربما الإحتراب والإقتتال هي نتيجة واضحه للإنتماء .

التكنولوجيا ووسائلها ومستخدمها إبتكروا مفاهيم وسلوكات وتصنيفات جديدة يعجز العقل عن إدراكها لتشعبها وتواترها وتعدد قنواتها ومشاربها لذا بات من الضرورة أن يهتم أهل العلم والدراية بالتخصصات النفسية والإجتماعية لرصد هذه الظواهر وتحليلها وفهمها لعلها تصل بنا بنهاية المطاف لنقطة وسط نتقبل بها الآخر ونتفهم معنى الإنتماء الحقيقي بعيدا عن التعصب وتوابعه .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات