بعيدا عن شاشات الدم العربي وتناقضات المواقف السياسية وقاعدة الغاية تبرر الوسيلة ؛ اجد نفسي متسمرا امام شاشة تلفزيوني اتابع مسلسل " الفايتنغ " ، وهو حكاية عن الموروث التاريخي والديني ﻷوروبا من خلال تفاصيل العلاقة بين الدين والوثنية ومعارك النساء وارتكاب المحرمات بأسم المصلحة الذاتية والسياسية لكل اﻷطراف ، وحكايات عن بدء ظهور نفوذ رجال الدين وسط قبائل وثنية الاعتقاد.

وتشدني الحبكة رغم انها مجرد لقطات تصويرية تم ترتيب تتابعها الزمني بما يتماشى مع صراعات الفكر الوثني والفكر المسيحي في بدايات ظهوره في اوروبا ، ورغم محاولاتي في الهروب من مهارة المقارنة بين ما يحدث عربيا واسلاميا اليوم وما حدث ايام الفايتنغ ، وهروبي من محاولات ترسيخ مقولة ان التاريخ يتشابه باحداثه ؛ ورغم كل ذلك وجدت اننا اليوم نشابه زمنهم فقط في خلافنا حول الله .

وهذا الخلاف وتعدد القناعات وتنوعها جعلنا نبيح لانفسنا استعباد بعضنا البعض واستباحة دماء بعض البعض ، وشعوب تقاد من انوفها خلف قيادات تمارس البغاء الفكري مقترن بالبغاء السياسي ويقادان من خلال البغاء الديني ، و حقيقة ان الله وعند خلقه للانسان قالت له الملائكة بان هذا الانسان سوف يسفك الدماء دون اضافة اية خطيئة اخرى ؛ تؤكد ان التاريخ لايعيد نفسه وان الدماء هي فقط حبر هذا التاريخ وإن اختلفت الروايات من زمن ﻷخر.