الاستمطار بالتأين


حكومتنا السابقة كانت مغرمة بمشاريع الاستمطار، فإلى جانب مشروع الاستمطار مع المملكة التايلندية التي وقعت إتفاقية تفاهم مع دائرة الارصاد الجوية في آذار الماضي لمدة ثلاث سنوات والذي لم يحقق أية نتائج على أرض الواقع لغاية هذا التاريخ ،فاجئتنا بتوقيع إتفاقية أخرى مع شركة القدرة للاستثمارات البيئية الممثلة لشركة ويذر تك الالمانية.

كما هو معروف فإن الطريقة التايلندية تعتمد على نثر مواد كيميائية أو طبيعية في السحب لغاية زيادة فرص سقوط المطر. وتلك الطريقة هي الاكثر شيوعا على مستوى العالم رغم الشكوك التي تحوم حولها، أما الطريقة الالمانية Ionization)) والتي تعتبر حديثة نوعا ما فتعتمد أساسا على إطلاق أيونات سالبة في الجو من مولدات ارضية لغرض شحن السحب . مهمة الايونات هو جعل نويات التكاثف تدوم فترة أطول مما يمنح قطرات الماء وقتا أطول للنمو. تشترط هذه الطريقة أن لا تقل نسبة الرطوبة النسبية في الجو عن 30%.

أقول ما (....) من الطريقة التايلندية غير الطريقة الالمانية فكلا الطريقتين لم يثبت نجاعتهما فالخل أخو الخردل، وما العمل بكلتيهما إلا مضيعة للجهد والمال، كان من الافضل لو وجه الدعم المالي لهما إلى نواحي أكثر أهمية على سبيل المثال زيادة السعة التخزينية للسدود أو التوسع في إقامة الحفائر الترابية لتجميع ما يمكن من الامطار.

ما وجدته من أراء ودراسات حول الطريقة الالمانية ليس بالكثير نظرا لحداثة الطريقة كما أسلفت سابقا ،والدول التي جربت هذه الطريقة معدودة على اصابع اليد.

- منظمة الارصاد العالمية المرجع الوحيد لجميع دول العالم لشؤون الطقس والمناخ أدلت بدلوها حول هذه الطريقة حيث أشارت بالقول كما هو واضح من وثائقها بما يلي

It should be realized that the energy that involved in weather systems is so large that is impossible to cloud systems that rain ,alter wind patterns to bring water vapour into a region, or completely eliminate severe weather phenomena.

والذي يعني إستحالة تخليق أنظمة سحاب لتعطي مطرا أو تغير نمط الرياح التي تجلب بخار الماء إلى المنطقة أو التقليل من الظواهر الجوية العنيفة.

- أحد خبراء الطقس المعروفين في مجال الاستمطار السيد ريولف بروتنجز قال
"It is very sad that rain enhancement by methods that have no scientific basis (or at least have never been exposed to a scientific evaluation
أي انه من المحزن الخوض في الحديث عن تحفيز الهطول بطرق لا يتوفر لها القاعدة العلمية او على الاقل لم تعرض للتقييم العلمي اطلاقا.
ما هو متوفر من وثائق على شبكة الانترنت حول هذه التقنية التي قامت بها بعض الدول مثل استراليا وسويسرا تشير إلى التكلفة العالية المتمثلة بإنشاء أبراج لتوليد الشحنات الكهربائية (Emmiters) .والسؤال الذي يفرض نفسه على واقعنا وحالتنا ، كم من الابراج يلزمنا ،وكيف هو توزيعها ، وكيف ستدار تلك الابراج اهيى آلية أم تحتاج إلى كادر بشري لتشغيلها ، وما هو مصدر الطاقة الكهربائية المغذي لتلك الابراج ، كل تلك الاسئلة تحتاج إلى أجوبة.

لقد مضي على توقيع العقد الذي تقدر تكلفته بالاف الدنانير مدة تناهز الستة أشهر ولغاية هذا التاريخ لم تصدر أية تقارير عن مجريات سير المشروع ،وعلى وسائل الاعلام المختلفة كشف ما يدور حول هذا المشروع من كافة الجوانب.

كان الاجدى أولا على حكومتنا الاطلاع على نتائج الدول التي جربت هذه الطريقة ودراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع من كافة جوانبه قبل الالتزام مع الشركة المنفذة للمشروع.

أخير ما أود اقتراحه هو تفعيل الماده 7 بند أ من نظام الدائرة التي تنص على تشكيل لجنة إستشارية لدائرة الارصاد الجوية بقرار من رئيس الوزراء برئاسة وزير النقل وعضوية عدة وزارات ودوائر لها علاقة بالرصد والتنبؤات لمساعدة الادارة على إختيار خططها ومشاريعها والتأكد من جهوزية الدائرة لتلك الخطط والمشاريع.
حمى الله بلدنا العزيز تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ادآم ملكه ورعاه
بقلم فهيد الطعيمه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات