في الطريق الى السابع مرورا بالدوار الرابع (قصة)


بعيد اقالة حكومة الملقي، بنصف ساعة، توجهت بسيارتي الى الدوار السابع لامر خاص لسحب بقية من دنانير في بنك يسهر حتى الليل في الكوزمو ، على طول الطريق المؤدي من دوار المدينة الرياضية حتى وصلت مبتغاي، اخذت الطريق مني جراء الازمة قرابة الخمس واربعين دقيقة.

صادفتني وعلى نحو متفرق خلال رحلتي القصيرة عشر سيارات سوداء اللون تحمل اللوحة الحمراء، من نوع المارسيدس. متفرقة لا يجمعها اتجاه.

يقودها شخوص من رجال وبضع نساء ظهروا لي انهم هم اصحاب العطوفة والمعالي والسعادة، اي اصحاب الحظوة والمناصب، اذ لم يكن يقودها السائق اطلاقا، فالامر سري، والنفس لا تقوى على التستر والتمثيل في لحظة مزلزلة فاصلة.

كانت سياراتهم و حركاتهم داخل سياراتهم تحمل طابع الرعونة، والوجوم، والقلق، والانهماك في التفكير بامر لا ادري تفاصيله، لكنه في اطاره العام بدا وكانه تداعيات انفراط عقد الحكومة وما يتبعها من ارهاصات على شكل تمنيات وامنيات واطماع وتزلفات ورقص على مسرح الذاكرة وفي نطاق البعد البؤري وعلى امتداد قوس يمثل جزءا من محيط دائرة الرؤية لمن سيحظى من جلالة الملك بتشكيل الحكومة الجديدة.ليتذكر ويختار حاشيته وبطانته.

خرج كل الطامعين من بيوتهم ليبحث كل منهم عن (اشبينه) الذي سيمسك بطرف كمه ليوصله الى مبتغاه، كانهم في حالة بعث ونشور وقد اذهلتهم اللحظة عن بيوتهم وابنائهم وعوائلهم، لانهم ما كانوا يوما الا ارباب هوى شخصي وهوس وجنون في الكراسي الدوارة، تلك الكراسي التي ادمنوا رائحة الجلد فيها كطفل او مراهق ادمن شم العطور او المواد العطرية في مشتقات النفط كالغراء والاغو والتنر.

هذه السرخسيات، الطحالب، التي تعشقت الالتفاف بجسدها اللدن حول عامود الكرسي الدوار، ازدادت تمسكا به معززا بالتفاف الذيل فوق الجسد للتشبث اكثر فاكثر بالكرسي.
طفق الكل منهم، يبغي السهر والنقاش والثرثرة، والكل منهم يحاول ان يعض على فرصة بدأت تلوح في سماء الطمع اللامنتهي.

الكل منهم يحاول تلمس خطواته الى قلب دولته الجديد، عله يفوز بموقع يضمن له حالة استمرار اشتمام الغراء الذي يديم التصاقه على الكرسي الدوار ملتفا حول رقاب الشعب والدهماء.

بئست اطماعكم، سفهت احلامكم، خسئت مساعيكم، فليس بعد الذي راينا اي توق للنبي منكم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات