تايمز: المعارضة السورية تتراجع أمام "تطهير الأسد"


جراسا -

قالت صحيفة تايمز البريطانية إن المعارضة المسلحة في سوريا تواجه الانهيار في سلسلة من الجيوب، وإن قادة المعارضة يتهمون الأمم المتحدة والقوى العالمية بمساعدة النظام في تنفيذ سياسة "التطهير العرقي والسياسي" التي ينتهجها.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن إستراتيجية النظام السوري بالقصف والحصار والتجويع بلغت أقصى قسوتها، وأن إحدى بلدات المعارضة استسلمت، بينما اعترف سكان بلدات أخريات بأنهم يفكرون في عروض بالاستسلام والموافقة على إعادة التوطين في شمال سوريا.

وأشارت إلى موافقة أهالي داريا في ريف دمشق على عرض حكومي بالانتقال إلى محافظة إدلب، وقالت إن تعدادهم يصل إلى 280 ألفا بينهم سبعمئة مقاتل، موضحة أن داريا لم تتسلم إلا قافلة معونات إنسانية واحدة من الأمم المتحدة خلال أربع سنوات مع اضطرار سكانها إلى تناول الأعشاب وأوراق الشجر، وخضوع البلدة لقصف جوي مكثف طوال يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين.

ونسبت الصحيفة إلى وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر قوله للتلفزيون السوري الحكومي إن داريا عبارة عن بداية "الدومينو" بعدها ستسقط أخريات، وأشارت إلى قول الناشط قاسم عيد الذي هرب من المعضمية عام 2014 إن الناس تعبوا كثيرا ولا يستطيعون الصمود.

وقالت الصحيفة إن سكان حي الوعر آخر الأحياء الصامدة بيد المعارضة في مدينة حمص التي تبعد مئة ميل (160 كلم) شمال المعضمية يقولون إنهم أيضا يفكرون في صفقة للاستسلام، وقال أحد سكان الوعر -واسمه جهاد إدريس- إنهم خيروا بين أمرين، إما المغادرة وإما الموت تحت القصف، موضحا أن ضباطا روسيين يشاركون في المحادثات بينهم وبين الحكومة.

وقالت المعارضة ببلدة مضايا الجبلية التي تبعد ثلاثين ميلا (48 كلم) عن دمشق إنها أعدت قائمة بمن يرغبون في الجلاء إلى إدلب، لكنها لم تتوصل إلى صفقة مع الحكومة.

ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا أنه قلق من أن تكون هذه الاتفاقات على جلاء السكان من مناطقهم جزءا من إستراتيجية أوسع للنظام، لكنها نقلت في الوقت نفسه اتهام رئيس الوفد المفاوض بجنيف عن المعارضة السورية المسلحة رياض حجاب قوله إن الأمم المتحدة سهلت دون أن تتعمد عملية جلاء المواطنين عن مناطقهم.
خطة خبيثة

واتهم حجاب النظام السوري وروسيا وإيران بإعداد خطة خبيثة لتنفيذ تغييرات ديمغرافية كثيفة في أنحاء سوريا.

وقال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إيميلي هوكايم إن التطورات الأخيرة هي استمرار لإستراتيجية الحكومة السورية التي تمثل فيها الهدنات المحلية بوساطة أممية أدوات مهمة.

وأوضح هوكايم أن الحكومة تفتقر إلى القوى البشرية، وأنها تهاجم بصعوبة منطقة ما وتجمد القتال في أخرى مستغلة هدنات الأمم المتحدة، وعندما تكسب الحرب تفك تجميد القتال لتكسب أيضا، مشيرا إلى أن نهج المنظمة الأممية يغذي إستراتيجية النظام، "وأنا أنتقد ذلك بشدة".
وأضاف هوكايم أن دعم الأمم المتحدة وقف إطلاق النار في أي منطقة يشعر القادة الأمميين بأنهم يؤدون عملا جيدا "لكن الصورة الكبرى تغيب عنهم".
المصدر : تايمز



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات