أسد سعيد


سبحان الله كيف الصدفة صارت، باليوم اللي صدر قرار تقاعد أبو العبد من الجيش، أم العبد تعيَنت معلمة بالتربية بعد ما قعدت عشر سنوات من تخرجها من المعهد، فرحوا وانبسطوا الجماعة واعتبروا هذا اليوم من الأيام الجميلة بحياتهم، واتفقوا على أن يحتفلوا كل سنة بهذا التاريخ ، أبو العبد بعد التقاعد بلّش يدَوّر على شغله سهله على قد حالته، وصار يفكر يفتح دكانه بالحارة .

طبعاً أبو العبد زلمه شعبي ومعروف ومحبوب بين الناس وزبونه وأصحابه كثار ، ودايماً بحب يطلع مع صحابة القدامى على السهل يسهروا ويشمّوا هوا،وبالشتوية كانوا يتعللوا عند بعض ، وكان من صفات أبو العبد و طبيعته يشاور زوجته بكل شيء (بالشاردة والواردة) وما بدنا نحكي انه محكوم لكن هيك أتعلم من أول يوم تزوج فيه ( بالفطرة).

وبعد ما تعينت أم العبد صارت تشوف حالها شوي على جوزها ، وقررت توسيع نطاق سلطتها ونفوذها بالبيت وبالأخص على أبو العبد المسكين ( اللي بالأصل مسلِّم ومبصِّم بالعشرة)..فكان أبو العبد لما يطلع مع الشباب ويقترحوا شيء بينهم ويطلبوا رأي أبو العبد بالطلعة أو حتى عمل الصاجية أو تغيير مكان السهرة أو يلعبوا طاولة زهر بالسهل، كان أبو العبد يدق تلفون على أم العبد ويشاورها ( شو رأيك ألعب معهم طاولة زهر؟ وشو رأيك نعمل صاجية بندورة ولحمه أو نشوي اللحمة شوي؟) فكان هذا الشيء يضايق أصحاب أبو العبد من تصرفات صاحبهم اللي تسبب لهم تأخير بكل شيء من وراء اخذ مشورة ورأي أم العبد... حتى لما يلعبوا ورق الشدة أبو العبد يستعين بمرته بنص اللعبة ويرن عليها ويشاورها ( لمين اطعم شيخ الكبة؟ وعلى مين أطرنب؟) ... أصحاب أبو العبد مع الوقت فهموا اللعبة مزبوط .. فأخذوا رقم تلفون أم العبد من نسوانهم وصاروا لما بدهم ينسّقوا طلعة أو سهرة أو أي شغله .. يحكوا مع أم العبد تلفون ويؤخذوا منها الموافقة (الدِمّ) وبعدين يمروا على أبو العبد يأخذوه من الدكان ويقولوا له : كل الأمور تمام ولا تغلب حالك بالاتصال والتشاور ولا تهكل هَمّ.

نقول بأن هذا التصرف الذي تقوم به بعض النساء مع أزواجهن (كما هو حال أم العبد مع زوجها) هو تصرف غير مقبول وغير لائق ،ولا يعد بطولة للزوجة ولا إنجاز يُسطره التاريخ لها ، ولا حتى براءة اختراع يكتب لها كما تعتقد...فجميل أن يكون هناك تفاهم بين الرجل و زوجته ويكون تشاور فيما بينهم على أن لا يصل إلى طمس شخصية الرجل بين الناس ومحو كيانه حتى بين أولاده ،والمشكلة أن أكثر الزلم (اللي من هذا الشكل) ما في على لسانه إلا قول وشعار: (أرنب سعيد ولا أسد تعيس)..فهذا القول و الشعار خاطئ وغير صحيح لأن هناك فرق كبير وشاسع بين الرجولة والقسوة ...وليس كل أرنب سعيد ولا كل أسد تعيس ، فالأفضل أن تختار و تعيش أسداً سعيداً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات