شراء الذمم مفسدة للبلاد والعباد


مما يسئ للإنتخابات النيابية والتي نتمنى أن تكون بجو نظيف ومشرق شراء الأصوات بدراهم معدودة وبثمن بخس ،بحيث يستغل بعض المرشحين الأغنياء حاجة بعض الأسر والأشخاص المادية ،وتحت ضغط العوز والفقر ،يبدأ بعضهم عن طريق المعاونين واللجان المشكلة للنائب برصد وتسجيل مجموعات منكرة عندهم الإستعداد للتصويت مقابل أن يدفع لهم مبلغ من المال بطريقة يتم الاتفاق عليها بين الطرفين ،هذه الحالات من أهم التحديات التي تواجه الحكومة بل والمواطن الشريف الذي لا يرضى بحال أن يباع صوته ويشتري بثمن زهيد ،بحيث يصادر رأيه ،وتمتهن كرامته ،ويفقد انسانيته الراشدة ،ويتخلى عن كريم أخلاق ،ويرضى لنفسه أن يعيش ملوثاً في فكره وروحه ومنبوذاً في شخصه وحياته مع الآخرين .

المرشح الذي يعمد أو يفكر بشراء أصوات الناخبين فإنه يبرهن على سقوطه المريع إجتماعياً وعشائرياً وثقافياً ودينياً ،وهو يفقد أخص خصائص الإنسان الذي أكرمه الله بالعقل والعلم والاستقامة وحسن الأخلاق ،وما دام أنه يقدم على فعلته المنكرة وعمله الإجرامي فإنه على استعداد أن يخون الدين والوطن والأمة وأن تكون مصلحة الأمة العليا في مؤخرة تفكيره أو اهتمامه لأن نظرته المادية المحدودة تجعله يعيش في العتمة التي لا يبصر فيها إلا موضع قدمه ومن كانت هذه نظرته فالدين منه براء لأنه خائن للأمانة قال تعالى ": يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون " ،أمثال هؤلاء الذين يعانون من العجز العلمي والمعرفي وعدم القدرة على خدمة الوطن والمواطن ويرغب هؤلاء أن يكونوا الدمل الذي لا يبرأ في جسم الأمة ،ليعيشوا بقية عمرهم في الهامش المنسي المريض ،وإذا أفرزت الانتخابات مجموعة من هؤلاء فحياة الوطن والمواطن ستسير على شفا حفرة من العدم والهدم ،والعبث والفساد .

المواطن الواعي الشريف الحريص على مصالح الأمة العليا ،يضرب المثل الأعلى في نزاهته ونقاء سريرته وصفاء ذهنه ،واندفاعه بصدق ليحقق الأهداف العليا من مشاركته الفاعلة الايجابية النظيفة بالانتخابات ،يتخير المرشح الذي يتوسم فيه الخير لأمته ودينه ،بعد دراسة سيرته العملية والعلمية بدقة وموضوعية والاطلاع كذلك على برنامجه الإنتخابي ،وله الحرية الكاملة في اختيار الكفؤ المناسب الصادق القوي الأمين المعتدل المتوازن في طرحه للقضايا ،الواقعي في معالجته للظواهر السلبية المختلفة في حياة أمته ووطنه ،الحريص على تراب الوطن ،والذي امتلاء قلبه ولاء وانتماء لدينه ووطنه وعنده استعداد أن يضحي بماله ونفسه تبرئة لذمته أمام الله ،دفاعاً عن كل مواطن وموقع في بلده ،ليعلي كرامة الإنسان وشأن الوطن ،وحتى يفوت الفرص على اعداء الدين والأمة الذين يتربصون الدوائر لزرع بذور الفتنه العمياء وإثارة النعرات الجاهلية كما يسعون لإحياء الطائفية والمذهبية التي تفرق ولا تجمع ،تهدم ولا تبني .

المواطن الذي يرضى لنفسه أن يكون أمعة يخضع لضغط المرشحين المادية ،ويقبل أن يبيع ارادته وضميره الخرب بحفنة من المال ،والذي يرضى أن يلغي عقله وتصادر حريته وقراره ،فإنه يبؤ بإثم من ربه عز وجل بسبب خيانته للأمانة والشهادة أمانه ،والمال الذي أخذه حرام لأنه باع صوته بطريقة مذلة ،علاوة أنه سيعيش محتقراً من نفسه والناس عندما يكشف أمره ،وأي قيمة للإنسان إن فقد أعز وأغلى تكريم له من خالقه عز وجل دينه وحريته وعقله وارادته.

والواجب الشرعي والوطني يحتم علينا جميعاً أن تكون أمانة الكلمة شرف ،وأن تتصدر المصالح العامة قائمة الأولويات ،ونحث أبناء الأمة من شبابنا وبناتنا ليكونوا العقد الفريد في عنق وطنهم انتماء وولاء واختياراً للمرشحين الأكفاء الأمناء الشرفاء ،وأن يكونوا أدوات علم ومعرفة وتوعية وتبصرة للمواطنين ،ليسهموا جادين في بناء صرح الوطن لبنة لبنة بنزاهة واقتدار ،والأمل والوعد الخير ينتظر بزوغ الفجر الضاحك للأمة والوطن. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات