واشنطن بوست: كيف سيحكم أمريكا رجل كاذب


جراسا -

طلق المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، العديد من الوعود بشأن حملات تبرعات خيرية ولكنه لم يف بها، كما أنه لم يسدد من ماله الخاص أيا من الأموال والمخصصات التي وعد بمنحها للجهات الخيرية التي تاجر بها من أجل الحصول على مجد زائف، تمكن منذ عام 1990 من بناء شخصيته الوطنية.

ومن خلال تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية على موقعها الإلكتروني، تعقبت من خلاله كل الهدايا «الشخصية» التي وعد بها «ترامب» من خلال 83 حلقة وسبعة مواسم – لبرنامج الواقع الذي أطلقه بعنوان «المبتدئين» لدعم أنصاف المشاهير والمغمورين، ولكن لم تتمكن من تأكيد حالة واحدة أرسلت فيها «ترامب» فعلا هدية من جيبه الخاص، فيما لم يرد رجل الأعمال حينها على العديد من التعليقات المكتوبة.

بدأ تقرير نشرته “واشنطن بوست” على موقعها بتساؤل للكاتب، قال فيه واصفا حال «ترامب» أثناء احتفالية توزيع الجوائز الخيرية على الفائزين في برنامجه، إنه دائما ما كان لديه سؤال لهم وهو «ما هي جمعيتك الخيرية؟» ليركز على اسم تلك الجهة التي يصنع من ورائها مجده.

وأشار التقرير إلى أن برنامج «ترامب» هو أحد برامج الواقع الذي يظهر فيه رجل الأعمال يصنف المغمورين وأنصاف المشاهير في فنون الإعلان، والبيع والاقتتال في مكان العمل.

وبعد أسابيع عديدة مرت من البرنامج، كان الفائز واحدا ومحددا بجائزة مالية واحدة فقط تذهب لصالح مؤسسته الخيرية، أما الخاسر في سباقه، فيواجه الطرد من العمل.

قالت الممثلة الأمريكية «كلوي كاردشيان» والتي كانت إحدى المشاركات في سباقه، لـ«ترامب»، إنها كانت تعمل لصالح مؤسسة «شابيرو برنت» التي تساعد المراهقين في الابتعاد عن الكحول والمخدرات، وكان لدى «ترامب» مفاجأة سارة، على الرغم من أن «كاردشيان» لم تستطع الفوز بأي من الجوائز المالية، والتي قال رجل الأعمال حينها إنه سيعطيها على سبيل منحة خاصة، أو تبرع شخصي.

كان «ترامب» يعلن دائما أنه قرر منح 20000 دولار للجمعيات الخيرية، ولكنه لم يفعل ذلك مطلقا.

وبعد عرض تم بثه عام 2009، كان من المفترض أن تفوز مؤسسة «كاردشيان» الخيرية بما قيمته 20 ألف دولار، لكنها لم تكن ممنوحة من «ترامب» ولكن جاء الاختيار من قبل شركة إنتاج تليفزيوني، ونفسها هي التي دفعت ثمن الجوائز الرسمية للعروض.

ويقول تقرير «واشنطن بوست» إن الشيء نفسه تكرر مرات عديدة مع «المشاهير المبتدئين» لمواساة عدد من المبتدئين المطرودين أو من أصابتهم خيبة أمل، وكان ترامب قد وعدهم بهدايا شخصية. بحسب ما نشر موقع “صدى البلد”.

وعلى الهواء، بدا «ترامب» صريحا أن هذا لم يكن تزييفا تليفزيونيا، وكان المال الذي كان يعطيه من خاصته حين أعلن «المال خارج من محفظتي».

وادعى «ترامب» قائلا إن «الأموال مصدرها حسابي الخاص» حسب كلامه، ولكن، عندما كانت الكاميرات مطفأة، جاءت المدفوعات من أموال الآخرين.

وفي بعض الحالات، كما هو الحال مع «كاردشيان» دفع «ترامب» ما وعد به «شخصيا» من خلال شركة إنتاج.

وفي أحيان أخرى، كانت تدفع منظمات غير ربحية التي يتحكم فيها «ترامب» والتي تمتلئ خزائنها إلى حد كبير بالأموال الممنوحة من جهات مانحة أخرى خزائن.

ولصالح «ترامب»، استطاع برنامج «المبتدئ» أن يساعد في إعادة الشخصية الوطنية، لرجل الأعمال بعد سقوطها في الديون والإفلاس للشركات عام 1990.

وتصف الصحيفة الأمريكية «ترامب» بأنه «حكيم، ورجل مهام صعبة» وفي بعض الأحيان، «محب وطيب القلب – وعلى استعداد أن يعطي الآلاف لمجرد نزوة».

وتشير “واشنطن بوست” إلى أن سخاء «ترامب» ازدهر بشكل مفاجئ بطريقة تكفي لنقل الممثل الكوميدي إلى مرحلة التراجيديا الدامعة، حين قال «ترامب»: “أنا سأعطي 10000 دولار إلى ذلك، حسنا؟”، وقدم هدية شخصية للمغني أوبري أودي بعد أن خسر فريق أودي مهمته في العرض، ثم لاحظ ترامب متسابقة أخرى، ليزا لامبانيللي الممثلة الكوميدية المعروفة باسم “ملكة المتوسط”، فقام بمنحها الجائزة.

وفحصت «واشنطن بوست» وعود «ترامب» الزائفة، التي كانت في بحث مستمر عن أدلة على أن المرشح الجمهوري للرئاسة يعطي ملايين للجمعيات الخيرية من جيبه الخاص – على حد زعمه.

ورفض «ترامب» عرض مستندات عن عوائد الضرائب، والتي من شأنها أن توضح مصدر التبرعات الخيرية.

كما رفض محطة «ان بي سي» والتي تبث برنامج «ترامب» الإفراج عن حلقات منه للمراجعة، قائلة إنها لا تملك لقطات، وبدلا من ذلك، اعتمدت “واشنطن بوست” على خدمات النسخ التليفزيوني، والدارمي من على الإنترنت ومقاطع من على موقع «يوتيوب» وسجلات الضرائب العامة.

وبفحص كل شيء، وجدت «واشنطن بوست» 21 حالة منفصلة تعهد فيها ترامب بمنح الأموال من ماله الخاص ولم يفعل، وقد بلغ مجموع تلك التعهدات 464 ألف دولار، ثم وصلت المشاركة في الجمعيات الخيرية الفردية لمعرفة من الذي يسدد وعود ترامب.

وفي عام 2012، كان «ترامب» قد وعد بـ10000 دولار إلى اللجنة اللاتينية لمكافحة الإيدز، والجمعية الخيرية لملكة جمال الكون السابقة «ديانا ميندوزا» وقالت الهيئة إنها لم تتلق أي أموال من «ترامب».

وفي قضيتين أخريين، لم يكن من الممكن تحديد ما حدث فيهما وفقا لـ«واشنطن بوست»، وقالت واحدة إن الجمعية الخيرية لم تؤت أكلها وفق ما وعد به ترامب لكنها امتنعت عن القول إن مؤسسات خيرية أخرى هي التي تدفع عنه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات