جراسا -

تقدم لخطبتي شاب جيد ميسور الحال ، فوافق اهلي عليه ، كانت امورنا جيدة ، وكنا متفقين ومتفاهمين على كل شئ تقريبا .

حددنا موعد العرس والذي كان في بداية الشهر الجاري ، وقمنا بتوزيع بطاقات الفرح ، وجميع الامور كانت مرتبة وعال العال ، وكنت احلم كل دقيقة باللحظة التي تجمعني بخطيبي تحت سقف بيتنا .

وقبل موعد زفافي بـ 3 ايام فقط ظهرت على يدي " حبة " كبيرة ، لو انها ظهرت في يوم عادي لما اعرت موضوعها اي اهتمام ، ولكني لم احب ان اذهب الي عرسي وعلي يدي اثار لحبة او ما شابه ، فهرعت الى الطبيب بسرعة ، ولكن المفاجأة ان الطبيب قال لي ان هذه "البثرة" ورم سرطاني .

لكن الطبيب طمأنني اني جئت في الوقت المانسب ، وان هذا الورم حميد ، وعلاجه الفوري سوف يحول بإذن الله من انتشاره ، وسوف امارس حياتي بشكل طبيعي .

المفاجأة عندما اخبرت خطيبي بأمر هذه "البثرة" ليجن جنونه ، ويطالب بفسخ الخطبة بشكل الفوري ، واستعادة كل ما قدمه من مهر وهدايا ، وهو ما كان .

فصتي هذه قد لا تكون مناسبة لهذه الزاوية ، فهي اشبه بالفضفضة ، فانا لا اريد حلا ، فلقد انتهت قصتي بفسخ الخطوبة ، وربما انا لست حزينة او مستاءة بسبب فسخ الخطبة ، بل احمد الله ليلا نهارا ، لان هذا الشاب تخلى عني قبل الزواج وليس بعد الزواج ، او وانا قد انجبت الاطفال منه .

ولكن ما يضايقني نظرة صديقاتي واقربي لي بعد ما حدث ، فهم ينظرون الي بنظرة حزن وشفقة ، وانا لا احب هذا الشعور ، واكثر ما يضايقني هو نظرات والدي ، الذي احس ولاول مرة في حياتي انه طفل صغير يريد البكاء ، ولكنه يخشى ان تلومه والدته على ذلك .

قصتي لا تحتاج لحل ، وكل ما اريده منكم هو الدعاء لي بالشفاء العاجل ، وبان يعيد الفرح الى عائلتي ووالدي بالاخص .