"نيويورك تايمز" تكشف الشبكة السرية لتنظيم "داعش" في العالم


جراسا -

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الشبكة السرية لتنظيم الدولة في العالم، وذلك من خلال لقاء أجرته الصحيفة، يوم الاثنين الماضي، مع أحد الألمان العائدين من سوريا، والمعتقل حالياً في سجن بريمن الألماني.

وأوضحت الصحيفة أن السجين ويدعى هاري سارفو كان قد غادر إلى سوريا، بعد رحلة استمرت قرابة أربعة أيام متتالية، التقى هناك فور وصوله بعدد من الرجال الملثمين التابعين للتنظيم.

وأضاف المعتقل الألماني لنيويورك تايمز: "أبلغوني فور وصولي أنهم لم يعودوا بحاجة إلى مقاتلين في العراق وسوريا، وأنهم يريدون من الأوروبيين أن يبقوا في أوروبا لتنفيذ هجمات مسلحة هناك، وكانوا يؤكدون أن لديهم العديد من المقاتلين في أوروبا وأنهم ينتظرون إشارة لشن هجمات إرهابية في أوروبا، كما أنهم يبحثون عن المزيد من المقاتلين".

وتابع سارفو: "سألوني؛ هل لديك مانع من العودة إلى ألمانيا لأننا لا نحتاجك هنا في الوقت الراهن؟ وأبلغوني أنهم يريدون تنفيذ سلسلة من الهجمات المتزامنة داخل أوروبا".

وتقول الصحيفة إن لدى التنظيم وحدة استخبارات خاصة في أوروبا اسمها "أمني"، وهي قوة لها ذراع داخل التنظيم وأخرى خارجه، ومهمتها تصدير الإرهاب إلى الخارج، وفقاً لما كشفته الآلاف من الوثائق الخاصة بالمخابرات الألمانية والنمساوية واطلعت عليها الصحيفة.

هجمات باريس، في 13 من نوفمبر الماضي، سلطت الضوء على شبكة الإرهاب الدولية التي باتت ترهب العالم، خاصة أن العشرات من مقاتلي التنظيم عادوا خلال العامين الماضيين إلى دولهم الأم في أوروبا.

الانتماء والعمل للتنظيم خارج العراق وسوريا له عدة مستويات، كما تنقل الصحيفة عن تلك الوثائق السرية؛ فهذا التنظيم السري حول العالم يخضع لإدارة مباشرة من أحد أهم مساعدي أبو محمد العدناني، ويطلق عليها الخدمة السرية للشؤون الأوروبية، بالإضافة إلى جهاز المخابرات للشؤون الآسيوية وجهاز الخدمة السرية للشؤون العربية.

أوروبا كانت قد تعرضت خلال الفترة الماضية إلى 10 هجمات قاتلة، تم تنسيقها من قبل وحدة خاصة تابعة للتنظيم متخصصة بتصدير الإرهاب إلى الخارج، وعلى إثرها اعتقل قرابة 30 شخصاً داخل التراب الأوروبي يعملون رسمياً ضمن تلك الوحدة.

الوحدة السرية التي تعمل في أوروبا لديها مطلق الصلاحية بتجنيد أو إعادة عناصر من الوافدين الجدد إلى بلدانهم، أو زج من ترى في ساحات المعارك، حيث أظهرت سجلات استجواب سابقة أنه يتم اختيار العناصر وفقاً للجنسية وتجميعهم بحسب اللغة المشتركة.

جهاز "أمني" الخاص بتصدير الإرهاب إلى أوروبا بحسب الصحيفة، أدى دوراً حاسماً في الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت أوروبا، حيث أظهرت التحقيقات أن هذه الوحدة أرسلت عشرات المقاتلين إلى النمسا وألمانيا وإسبانيا وغيرها من البلدان.

وتنقل الصحيفة عن سافور قوله إن التنظيم في أوروبا يلجأ في العادة إلى المهتدين الجدد، أو ما يسميه بـ"الرجل النظيف"، لتنفيذ هجمات أو تجنيد مقاتلين جدد.

وبحسب مسؤول في المخابرات الأمريكية تحدث للصحيفة، شريطة عدم ذكر اسمه، فإن التنظيم أرسل العديد من عناصره إلى الاتحاد الأوروبي، وأيضاً مئات أخرى إلى تركيا تمهيداً لشن هجمات جديدة، في حين يرى سافور أن عدد أتباع التنظيم في أوروبا يبلغ المئات.

يروي سافور تجربة ذهابه إلى سوريا قائلاً: "إن أول ما يصادفك هو مجموعة من المهاجع التي أعدت للمنتمين الجدد للتنظيم، وهي مهاجع داخل الحدود السورية المقابلة لتركيا، وهناك تبدأ المقابلات مع المجندين الجدد، ثم أخذ البصمات وأخذ فحص الدم، قبل أن يأتي رجل مع جهاز محمول ليبدأ أسئلة عادية عن الاسم واسم الأم وأصلها، وطبيعة الدراسة والطموح وماذا تريد أن تصبح؟".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات