مهرجان جرش


نقف اليوم ازاء حقيقة مره متألمين من هذا الوجع الاجتماعي الدافق فينا حد الارتواء, ماذا نقول للصحابي الجليل شرحبيل بن حسنه فاتح جرش, عن وجع يحدثه غلمان الثقافة في كل مره بإقامة مهرجان جرش, وهذا الجراد الذى يجتاحنا, حتى نخاع المكان لنصمت قليلا نوبخ نفر من قومنا ان يستحوا على اخلاقنا وديننا فاذا لا دخل للوطن بهم, وكل عام يعيدون الكرة باسم الثقافة والفنون , ولا ادرى متى كان الجراد امينا على خزائن الربيع في وقت تعتق فيه العظماء في وطني .

هذه محافظة عزيزة على قلوب الأردنيين و رصاص في بندقية الوطن, وذخيرة للوطن المظلة الذى ترك بصماته على قلوبنا , كما تركت غرناطة, وقرطبة, وإشبيلية , بصماتها على محلقي الادب الاندلسي, ورواد الفن المعماري الاسلامي المتقن, واليوم هي بأيدي غيرهم بعدما ركنوا للدنيا واضاعوا الغالي بالرخيص , فحب الوطن والاستبسال في الدفاع عنه مثل الموت والولادة صعب ان يعاد مرتين, والاردنيون يعانقون قرص الشمس مع مطلع كل صباح في استحلاب ارزاقهم والذى اصبح صعبا و مرا كإقامة مهرجان جرش رغم انوفنا واخلاقنا , فثدى الوطن تمكن منه العلق فرضع اللبن والدم في وقت نحن نوصل اوردتنا بوريده لكي يظل حيا ونحن ننتحب حوله .

والحقيقة الدامغة بعدم جواز اقامة مهرجان جرش للفجور والسفور ليست هواية تمارس اوقات الفراغ او خاطرا يصول في الذهن اوقات القيلولة , بل هو وجعا اردنيا مركزيا , يلقى بظلالة على غير مفاصل الحياة العامة, التي تخص طبقات الشعب الكادح , بل يريدون إغراقه في وحل اخلاقي واختلاط ورقص ماجن يختلط فيه , والفقر المتكلس في حياة الاردنين البائسة اولى بإزاحته , من هذا التعنت وادارة الظهر, وهذه القيم المفروضة على محافظة جرش تذبح الوطن من الوريد للوريد.

وترتجف احرفي في مداعبة الورق وراء ستائر النفس في هذا الصرح الشامخ , على تخوم بنى صهيون ومنارات باب العمود المطلة على جرش وعجلون بل عبق الاقصى الاسير يذبح كل ذي عقل واشقائنا السوريين ينحرون على مذبح وطنهم وهم منا كمرمي حجر , واقنع نفسي ان احرفي لا تقدم ولا تؤخر بعدما ضرب جسد الوطن إبر التخدير, امام الالوف المارين الصابرين امثالي , واومن بقدرتهم على تجميل القبح, ولذه الالم , وطهارة الاثم , بعدما مات الوطن ولفظ أنفاسه الاخيرة بأبخرة المعابد والمباخر في فلسفة النقد العفوي النابع من الواقع المر والفاظا مغموسة بالأنين.

ان الروافد الفكرية والايدلوجية المرحلية التي تستورد للوطن من الغرب والشرق بلا تمحيص خلقت ازمة أخلاقية هائلة فهذا الوطن يحتاج لضبط بوصلته على ساعة التوقيت الوطني الاردني , لا ان يقام في هذه المملكة الهاشمية الطاهرة , التي يرجع ارثها الى استار الكعبة والركن والمقام والحطيم مهرجان سمى للثقافة والفنون وهو وايم الله وتالله للعهر والمجون والاختلاط وعلى مسرحه تقوم المغنيات والراقصات بإرقاص شباب الوطن في مهرجان سافر , سابحون في منطقة انعدام التوازن الديني الذى يرفض الخلاعة والبذاءة في ارض الله الاردن التي اجتباها الله لتكون ارض مباركة في اكناف بيت المقدس فئة على الحق لا يضرهم من خالفهم لقيام الساعة .

فبين التقي الزاهد والاردني الشهم والجرشي الاشم, والفاسق القارح والبغي المتمرسة مسافة الف سنة ضوئية فإنني من على اجفان السحاب المثقل بالهم الوطني نعتذر للكرامة والعفة والمروة ولعصائب رؤوس امهاتنا الجرشيات , اهلي وقطعة من قلبي في وضع داء اجتماعي تحت إبطهم, بل ان الطامة الكبرى والخلخلة في النية الوطنية انه برعاية رسمية , ان المفاهيم المتصلبة والمتخشبة والمتحجرة يجب ان تعلم علم اليقين ان الشعب الاردني هو شعب مسلم يقبض على الوطن بكلتا يدية وكتائب الفرس على حدودنا الشمالية وكذا عراقنا العظيم لذا آمنت بالوطن بطقوسه ومراسمه وطهارته وشرف جنديته ولم اعد افهم لماذا الانكفاء عن حب لله و الوطن .

ان الاصطدام التاريخي والحضاري والوطني بين الولاء بلا ثمن والبذل بلا حدود يدلل ان الاجواء ملبدة بالسحاب المثقل بالأمطار الحامضية التي تقتل كل وردة جميلة في الوطن وتقتل الزروع ومن حق شعبنا المطالبة بأغلاق مهرجان جرش تماما لان فيه اساءة لديننا وعقيدتنا وحياتنا الاردنية ونرفض اي تغيير على قوانين البلد التي تجعل منه مسخا دون ان تحمي هويته وكيانه السياسي ووحده صفة والاهم الامن والسلم والمحافظة على كينونة الدولة ودينها الاسلام قولا وفعلا .

ان سمفونية الظل والضوء والرخام الليلكي الجرشي والحروف الدافئة ووشوشة الينابيع وانت تجلس امام الداخون والقلوب العامرة في الكته والمجدل ودبين وسوف وساكب ومخيم جرش ونجده وكفر خل والمشيرفة , هذه الديمغرافيا العزيزة تتحرك وتتسلق اصابعنا لتعانق قلوبنا في الدفاع عن شرعية عدم اقامة مهرجان جرش ومن اشترى ما لا يحتاج اليه باع ما يحتاج اليه .

وحمى الله وطننا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات