"الجارديان" محذرة: "لعنة حلب" ستطال أوروبا


جراسا -

حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية, من عواقب صمت أوروبا على حصار النظام السوري لمدينة حلب, وأنها ستكتوي بنيران أية مجازر جديدة تقع ضد المدنيين هناك. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 31 يوليو, أن المذابح التي ارتكبها نظام الأسد على مدى خمس سنوات وفشل المجتمع الدولي في وضع حد لها، أو حتى محاسبته، قد أوجدت سببا كبيرا للتطرف الذي يجعل أوروبا تنزف الآن. وتابعت " الهجمات التي شنها تنظيم الدولة في أوروبا أكدت أن ضمان سلامة المواطنين في أوروبا، لا يمكن فصله عن مسألة حماية المدنيين في سوريا".

واستطردت " لا يمكن دحر تنظيم الدولة فقط من خلال العمليات العسكرية في العراق وسوريا، أو العمليات الأمنية في أوروبا، بل سيتم دحره فقط من خلال مواجهة الإغراء الذي تمارسه هذه الجماعات المتشددة على الشباب في الشرق الأوسط وأماكن أخرى, وذلك من خلال وضع حد للمجازر المتواصلة ضد المدنيين في سوريا وإنقاذ حلب من السقوط في يد نظام الأسد وأعوانه". وكانت المعارضة السورية المسلحة, أعلنت في 31 يوليو بدء معركة حلب الكبرى لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة بالمدينة، فيما استقدمت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة بعد سحبها من ريف حمص الشرقي وريف حماة الشمالي. وفي مطلع أغسطس, أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على المزيد من المناطق غرب مدينة حلب ومقتل العشرات في صفوف قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، كما نجحت المعارضة في إخراج عشرات العائلات من المحاصرين.

وقال جيش الفتح التابع للمعارضة السورية المسلحة إنه سيطر على حي "مشروع 1070 شقة" غربي حلب، وقالت شبكة "شام" إن أكثر من سبعين عسكريا بقوات الأسد -بينهم ضباط برتب عالية وعناصر من الميليشيات الشيعية- قتلوا في 31 يوليو خلال الاشتباكات الجارية على عدة محاور في الأطراف الجنوبية والغربية من حلب. وأضافت الشبكة أن قوات الأسد تكبدت "خسائر كبيرة" في العتاد، بينها تدمير دبابتين بمنطقة الراموسة، ودبابة في الحويز، ودبابتين بجبهة الراشدين، وآليتين بالكاستيلو، وقاعدة صواريخ كورنيت بالأكاديمية العسكرية، ومدفع رشاش بالعامرية. كما استحوذت المعارضة على ثلاث دبابات في مدرسة الحكمة، التي استهدفتها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) بسيارتين مفخختين، وأوقعت العشرات من القتلى والجرحى من عناصر نظام الأسد، بينما وقع 12 عنصرا في الأسر.

وحسب "الجزيرة" تمكنت المعارضة السورية أيضا من إخراج ستين عائلة من المنطقة, بعيدا عن جبهات القتال، حيث تخوض معارك لفك الحصار عن الأحياء الشرقية من حلب. وتسعى المعارضة السورية إلى قطع الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحلب، لتقطع بذلك طريقا رئيسيا لإمداد نظام الأسد، كما تسعى لوصل مناطق سيطرتها في كل من شمال حلب وريفيها الغربي والجنوبي. وأسفرت المعارك في الساعات الأخيرة عن سيطرة المعارضة على خط إمداد قوات الأسد من الريف الجنوبي نحو الأحياء التي يسيطر عليها النظام غربي مدينة حلب، كما سيطرت على تلال مؤتة والمحبة وأحد والسيرياتيل والجمعيات وقرية العامرية وكتيبة الصواريخ غربي مدفعية الراموسة وسلسلة سواتر السابقية.

وفي تطور آخر, أكدت روسيا في مطلع أغسطس مصرع خمسة من عسكرييها كانوا على متن مروحية أسقطتها المعارضة السورية المسلحة في ريف إدلب شمال غربي سوريا، وهي خامس مروحية روسية يتم إسقاطها منذ بدء التدخل العسكري الروسي قبل عشرة أشهر. وقالت الرئاسة الروسية إن العسكريين الخمسة -وهم طاقم من ثلاثة أفراد وضابطين- قتلوا الاثنين الموافق 1 أغسطس عقب إسقاط المروحية من طراز "Mi 8" شمال شرق بلدة سراقب بمحافظة إدلب على مقربة من الحدود الإدارية مع محافظة حلب.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت قبل ذلك في بيان إسقاط المروحية بنيران من الأرض، وقالت إن مصير العسكريين الخمسة غير معروف. وأضافت أن المروحية كانت في طريق العودة إلى قاعدة حميميم الجوية بمحافظة اللاذقية غربي سوريا, قادمة من حلب. وبذلك ترتفع حصيلة الخسائر الروسية في سوريا منذ نهاية سبتمبر من العام الماضي إلى 19 قتيلا من العسكريين، وخمس مروحيات، وطائرة مقاتلة. وحسب "الجزيرة", فإن المروحية الروسية سقطت في منطقة تل السلطان بين بلدتي سراقب وأبو الظهور، حيث تنشط جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وحركة أحرار الشام في المنطقة. وسقطت المروحية على بعد 35 كيلومترا من مسرح المعارك العنيفة الجارية جنوب وجنوب غرب مدينة حلب بعد الهجوم الذي بدأته فصائل معارضة سعيا لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية الخاضعة للمعارضة. وبعد إسقاط المروحية, نشر ناشطون سوريون صورا لحطامها بينما كانت النيران لا تزال تشتعل فيها ويتصاعد منها عمود كثيف أسود من الدخان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات