رقم وطني للبوكيمون !


لم تفشل الحكومات الاردنية في التأسيس لمشروعات وطنية اقتصادية كبرى في قطاعات المياه و الطاقة و النقل و الصحة و التعليم و التعدين فحسب ، لا بل إنها مدانة ببيوعات مشبوهة و غير دستورية ، و غير أخلاقية ، لمشاريع وطنية منتجة ، خسرتها ، كان من الممكن تطويرها، لتعتمد كليا في موازناتها العامة البائسة اصلا على الضرائب و المساعدات الخارجية التي تعطى للحكومة بناء على شروط و تدخلات تمس استقلالية الاردن ، و ليس لوجه الله حتما .
اليوم تحقق الشركة التي تملك لعبة " البوكيمون " ارباحا بعشرات المليارات خلال أيام قليلة فقط ، و من دون أي تكاليف قطع غيار و مباني و بموظفين لا احسب انهم يزيدون عن العشرات . من دون رواتب و امتيازات لوزراء و نواب و اعيان
نحن اليوم امام ورطة على المستوى الوطني نتيجة تراجع مداخيل الموازنة العامة. لدينا - مثلا - قدرة خيالية على تحويل أي مساحة فارغة بين الأحياء إلى " مزابل " لسببين رئيسيين ؛ الأول تراجع دور البلديات و تراخيها عن مهامها التي ندفع مقابلها بحجة عدم توفر مخصصات ! . و الثاني نتيجة إهمال الناس و تعايشهم مع واقعهم الرديء سيما أن لا إجراءات رسمية تردعهم !
و لدينا أزمة مياه ، ليست جديده كما هو معلوم. و هذا هو الغريب ! فمنذ أن وعينا على الحياة و الجهات الحكوميه تتحفنا ب " الشكونة " بهذا الخصوص. طبعا دون جهد للخلاص من هذه الأزمة التي تتفاقم. و أكثر ما يمكن تصنيفه ككوميدياء سوداء هو أن يظل بيتك بلا ماء طيلة شهور ثم تتجرأ جهات معنية على ارسال فاتورة المياه ..و المضحك أكثر من كل ذلك هو أن تبادر للدفع !
لدينا أزمات في قطاع النقل و الصحة و التعليم و كل ذلك له حجة حكوميه واحده : الموازنة لا تسمح !
طبعا الموازنة تسمح لناس و لا تسمح لناس . مصروفات بعض ناس لا تعرف الضبط و لا التقشف ، فيما من يدفعون الضرائب و الرسوم من عامة الناس تشيح الموازنة بوجهها عنهم !
إذاكان الحديث المستمر عن ضرورة استرجاع كل القطاعات الكبرى التي بيعت بدون وجه حق كشرط شبه وحيد لإنقاذ حياة الاردنيين و إعفاء الاردن من كوارث مقبلة مملا لجهات متورطة اصلا بهذه البيوعات، فإننا اليوم نقترح عليهم تخصيص جزء من المليارات " المصادرة " لتأسيس لشركات شبيهة بالشركة التي أطلقت لعبة البوكيمون لتحقق لنا مداخيلا بعشرات المليارات ، و تنقذنا من واقعنا المتردي ، أو أن تسلموا هذا الشعب لإدارة الشركة التي ستكفل له بمعيشة أفضل حتما !
الغريب حقا ان ثمة ناس في عالمنا يستفيدون هم من " البوكيمون " و ثمة ناس من يستفيد " البوكيمون " منهم، و يعيش على حسابهم مترفا !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات