واشنطن بوست: لماذا تأخر رد الجيش على المحاولة الانقلابية؟


جراسا -

علقت صحيفة "واشنطن بوست" على بيان وزارة الدفاع التركية، الذي قالت فيه إنها تلقت معلومات حول المؤامرة الانقلابية قبل ساعات من بدئها.

ويشير التقرير إلى أنه جاء في البيان أن المعلومات وصلت في الساعة الرابعة مساء، حيث تم التعميم على وحدات الجيش كلها بمنع الدبابات من الخروج من معسكرات التدريب، خاصة إيتمسغوت، خارج العاصمة أنقرة.

وتستدرك الصحيفة بأنه مع ذلك، فإن عدة مقاتلات "إف-16" استطاعت ترك المطارات وضرب أهداف في أنقرة، منها البرلمان، كما لاحقت طائرتان طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ترك فندقه في منتجع مرمريس، مشيرة إلى أن وكالة أنباء "رويترز" نقلت عن مسؤول قوله إن الطائرتين اعترضتا طائرة الرئيس، لكنهما لم تطلقا النار عليها.

ويلفت التقرير إلى أن الكشف عن الخطة من المخابرات الوطنية العامة، والبطء في التحرك، يثيران أسئلة حول عدم القيام بمنع الدبابات من إغلاق جسر على مضيق البوسفور، في أول إشارة عن عملية سيطرة على الحكم كانت في طريقها للحدوث.

وتذكر الصحيفة أنه تم اعتقال عشرات الجنرالات والأدميرالات، الذين اتهموا بالتورط في العملية، التي قتل فيها 290 شخصا، لافتة إلى أنه منذ ذلك الوقت وسعت الحكومة عملية القمع، لتشمل الشرطة، والقضاة، والمحافظين، والملايين من عمال الخدمة المدنية، في عملية تطهير واسعة للمعارضة.

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الولايات المتحدة وأوروبا دعت تركيا إلى اتباع حكم القانون، والحفاظ على القواعد الديمقراطية، في ضوء الانقلاب، مشيرا إلى أن نقاد الرئيس أردوغان يقولون إنه يستغل الانقلاب لضرب المعارضين لحكومته.

وتورد الصحيفة أن الجيش التركي أكد أن المحاولة الانقلابية قامت بها مجموعة من "الخونة"، الذين "لا علاقة لهم بغالبية القوات المسلحة"، مبينة أن الحكومة التركية حمّلت رجل الدين المسن المقيم في بنسلفانيا فتح الله غولن، مسؤولية المؤامرة، وقالت إن عددا كبيرا من الذين اعتقلوا لهم علاقة به.

وينقل التقرير عن رئيس الوزراء التركي بنعلي يلدريم، قوله في جلسة برلمانية، إن أنقرة تقدمت بطلب رسمي للولايات المتحدة لترحيل رجل الدين غولن، وأضاف: "سنزودهم بالكثير من الأدلة"، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في السابق إن واشنطن ستقبل طلبا من هذا النوع في حال تقدمت تركيا بأدلة تستوفي المعايير القانونية الأمريكية"، لافتا إلى أن وزارة الخارجية لم تعلق على ذلك يوم الثلاثاء، رغم المطالب المتكررة التي تقدم بها الصحافيون لها.

وترى الصحيفة أن أي خلاف حول عملية ترحيل رجل الدين سيضع تركيا في صدام مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن أردوغان ناشد الرئيس باراك أوباما بتسليم غولن، الذي يتهمه بإدارة منظمة إرهابية.

وينوه التقرير إلى أن الـ 278 شخصا الذين لا يزالون في المعتقل متهمون بجرائم تشمل "عضوية جمعية عسكرية إرهابية"، والقيام بجرائم ضد الحكومة، حيث تصل عقوبة بعض التهم في حال ثبوتها إلى إمكانية السجن مدى الحياة.

وتبين الصحيفة أن قائمة القادة تضم الجنرال أكين أوزترك، المتهم بكونه قائد الانقلابيين، وقائد الجيش الثاني المسؤول عن مواجهة المخاطر القادمة من سوريا الجنرال آدم حودوتي، لافتة إلى أن مستشار أردوغان للشؤون العسكرية العقيد إكران كيفراك متهم بالتعاون مع المتآمرين، وتم اعتقاله في منطقة سيرك في محافظة أنطاليا اليوم الثلاثاء.

وبحسب التقرير، فإن عمليات العزل استمرت، حيث تم إعفاء 492 من كبار مسؤولي الشؤون الدينية؛ بتهمة تعاونهم مع الانقلابيين، حيث أعلنت وزارة الداخلية يوم الاثنين أن عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم يصل إلى 9 آلاف شخص، ما يرفع عدد المعتقلين، أو الذين أعفوا من عملهم، إلى 20 ألف شخص، كما أعلن رئيس الوزراء عن تعليق عطلة أكثر من 3 ملايين عامل في الخدمة المدنية.

وتقول الصحيفة إن أردوغان ومؤيديه يقولون إنهم يواجهون تهديدا محتوما، وإن عمليات الملاحقة ضرورية لإعادة النظام والقانون، مستدركة بأن الحملة وتوسعها أثارا مخاوف حلفاء تركيا في الغرب من أن البلد بدأ ينزلق نحو نظام شمولي.

ويورد التقرير أن مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأمير زيد رعد بن الحسين أثنى على الأتراك الذين خرجوا إلى الشوارع لمنع الانقلاب العسكري، إلا أنه عبر عن قلقه من عمليات القمع، والدعوات لإعادة العمل بقانون الإعدام.

وتنقل الصحيفة عن منظمة "هيومان رايتس ووتش" قولها إن الحكومة لديها الحق بمحاسبة المتورطين في الانقلاب، لكن "حجم الاعتقالات وسرعتها يشيران إلى أن هناك عملية تطهير أكثر منها محاكمات قائمة على الدليل".

ويشير التقرير إلى أن أردوغان قد تحدث لـ"سي أن أن" عن التهديد الذي تعرض له، وقال: "لو بقيت في الفندق 10 -15 دقيقة لقتلت أو اعتقلت"، وقال مسؤول تركي إن هناك عملية تحقيق جارية في اختراق حركة غولن لقوات الأمن والقضاء والجيش.

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول المسؤول التركي إن "العناصر المعروفة بولائها للحركة داخل الجيش تتعرض للرقابة منذ وقت طويل"، وأضاف: "كانت هناك قائمة بأسماء الأشخاص المتهمين بمحاولة للانقلاب".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات