زاوية حادة ومنعطف جديد


مخطط يستمر برؤيا استعمارية مبنية على المصالح و رؤيا إستراتيجية لا تتغير بتغير حاكم أو إدارة.
هي شامة على سطح تفاحة ، للشعراء رعشة من الجمال وللمزارع خراب .

اتفقت المشاريع الاستعمارية على تحطيم البنية الثقافية للإنسان العربي واتفقت أن يكون هذا السلوك طريقاً نحو تفتيت البنية الاجتماعية داخل إطار المجتمع الواحد وخلق قيادات مأجورة تضع حدود لمجاميع محددة في ظل الحكومة المركزية.

وحدود المجاميع ترتبط بالفقر والحاجة للامان والقيادات المأجورة توفر الحد الأدنى لمتطلبات الحياة فيبقى المجموع في دائرة الالتفاف حول القيادة التي تطرح المشروع الاستعماري كما هو في ظل حكومة مركزية ضعيفة ومتآكلة.

استخدم الاستعمار اطر تنظيمية تم استحداثها بنبش التاريخ والثقافة وتزوير الحقائق ومن خلال تعبئة تجهليه تم بناء تنظيمات عقائدية تتقاتل على كل شيء ولأجل أي شيء ، خدمة لمشروع استعماري ومشروع توسعي.

المستعمر استطاع أن يحتفظ بالورقة الأقوى إقليميا مع مساندتها تنظيمياً، فكانت "القاعدة" الإرهابية و وريثتها "داعش" المجرمة والنقيض "الحرس الثوري الإيراني" وما أنجبه بالزنا من تنظيمات ومليشيات طائفية الرؤيا والعقيدة والسلوك.

وما بين التعبئة والتجهيل و الحشد والاستغباء دخلت الجماهير و القوى الوطنية بدوامة صراع وقتل ومحاولات تبرئة لم تنتهي ولن تنتهي.

وقبل الحديث عن الورقة الأهم وجب الاتفاق على أن العدو هو الثالوث "المشروع الاستعماري بقيادة أمريكا ، المشروع الفارسي التوسعي ، المشروع الصهيوني الاستيطاني" بجميع أدواتهم من أنظمة وأحزاب وأفراد وتجمعات فكرية أو دينية.

والمشاريع الثلاث متفقة فيما بينها تنسق و تتفق و تتبادل الأدوار.

شكل الأكراد تاريخيا ورقة مهمة من أوراق أمريكا الضاغطة وتم استخدامهم في مهام تأديبية وإشغاليه لدول وأنظمة وتيارات مقاومة، وتم استخدامهم كنقطة توتر في قلب أي استقرار.

مما لا شك فيه أن إيران استطاعت أن تحول ولاء تنظيم "داعش" لصالحها فدخلت كشريك استراتيجي مع أمريكا في رسم إستراتيجية التنظيم وتحريكه بما يخدم مصلحة المشروعين ، فصار الاستفراد بتحريك التنظيم شبة مستحيل.

ولان العداء بين أمريكا وإيران قائم وان تم وضعه بالثلاجة نتيجة التحالف الإلزامي بحث كل مشروع عن ورقة يستخدمها إذا ما لزم الأمر.

إيران تهدد الخليج العربي واستقراره للضغط على أمريكا ولان التحالفات بالنسبة للأخيرة اختلفت وتغيرت فلم تعد تهتم بأمن نظام أو رئاسة وخاصة أنها استطاعت حماية مصالحها باستبدال التحالف من نظام مدني إلى مؤسسة الجيش وبخطة مدروسة على مدى عقود استبدل المزاج الشعبي في المجتمع العربي من الولاء والأمان بالدستور والقانون إلى مؤسسة الجيش التي ترى في الشارع العربي كمخلص و محور للاستقرار، وجميع مؤسسات الجيوش العربية ترتبط بالمشروع الأمريكي تحت مظلة التحالف والتشارك والدعم اللوجستي، فهمت إيران أن الأنظمة العربية بمؤسساتها الرسمية لم تعد ورقة مهمة أو إستراتيجية لدى أمريكا.

سعت إيران لبناء المليشيات الإرهابية بعناوين مختلفة لاستخدامها في إرباك وإرهاق الجيوش العربية ، كما يحدث تحديداً مع الجيش المصري في سيناء، وكما يحدث في اليمن مع تحالف الجيوش العربية.
والتاريخ القريب فيه الكثير من الأمثلة.

لم تستطيع إيران اختراق الجبهة الكردية واستخدمت كل الوسائل الممكن إلا أنها ظلت جبهة متماسكة ومتفقة على الولاء لأمريكا و رفض إيران كشرط أمريكي للدعم.

المشهد اليوم يدخل تعقيداً جدياً وخاصة أن تركيا فهمت أن دورها لا يمكن أن يكون إلا ضمن الرؤيا الأمريكية وان كانت راعية مشروع التمكين الأمريكي ، إلا أن طموح " الاردغانية " جعلها تنحرف عن دورها ، فتم تأديبها وعزلها ، ففهمت الرسالة فعادت لبناء تحالفات تليق بها وبدورها حفاظاً على استقرارها .

الأكراد يتحركون في سوريا وفي العراق كمجاميع أمريكية ، وينهضون في إيران وهم السهم الذي يستخدم في زيادة تعقيد المشهد الإيراني الداخلي وخاصة مع انتشار الفساد و البطالة و زيادة الصراع بين أجنحة الحكم.

وفي هذا تحديداً غياب واضح لأي مشروع عربي ، والتحالف الجديد بين مصر والسعودية وتركيا هو تحالف لحماية مشاريع ومصالح لن يرتقي لمستوى تحدي أو محاولة عرقلة المشروع الأمريكي.

النظام الرسمي العربي يعي ويعرف ويدرك أن الرد وإشهار مشروع مستقل يحمي المصالح ويحافظ عليها هو فقط بدعم الأحوازيين.

إلا أن غياب الإرادة والسيادة والقرار المستقل لم يسمح للتحالف العربي الناشئ بحسم معركة اليمن، والتحالف بطيء الفهم معدوم البصيرة نتيجة الخنوع والتبعية.

تحتاج المنطقة اليوم قراراً وطني و بصيرة ومشروع نهضة ، فالمرحلة القادمة سيكون الأكراد فيها القوة الفاعلة بديلاً "لداعش" من الناحية التوسعية بموافقة ومباركة دولية ولا يمكن أن يقال عنهم إرهابيون أو مجرمون هم أصحاب حق ومطالبين بحقوقهم على حساب المشروع العربي.

وسيكون الشارع العربي أكثر انفصاماً بين تأيد حقهم القومي والإنساني وبين الرفض المطلق وبكلا الحالتين لن يسمع الصوت، وبين انفصام الشارع حول داعش أنها إسلامية أو أنها من الخوارج سمع الصوت وفي الحالة الكردية المتأججة لن يسمح لصوت عربي وان سمح سيكون فاقد الشرعية والتركيز.

مشاريع استعمارية تكبر وتتحقق بالولاء للوطن وطن القانون والمؤسسات والحقوق ، وتنفذ علينا نحن العرب بولائنا الأعمى للفرد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات