مساعدة الآخرين تطوع أم تطلُع"


قال الله تعالى : ٍ{وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا},صدق الله العظيم

كما يُعرف عن العمل التطوعي بأنه السعي الجاد للمساهمة في تقديم المساعدة وبذل قُصارى الجهد لأعانة الآخرين أفراداً ومجتمعات باراده داخلية دون اجبار المتطوع على دخوله هذا المجال والانحياز اليه خصوصاً وانه عمل خيري بحت خالص لوجه الله تعالى لا يُطلب منه جزاءً ولا شكورا سوى ابتغاء الاجر والمثوبه من المولى عز وجل.

اليوم قد تقلبُ صورة العمل التطوعي ويُحرف مفهومه البعض ممن دخلوا هذا المجال ليتم اعادة صياغتُه بالصورة المراده وهنا لن أبالغ بالقول أني قد دخلت القلوب وعرفت ما فيها أو أني أعلم الغيب وما تخبأهُ النوايا.بل سأتحدث عن ظواهر واقعية شاهدتها تحدث بين الأقطار التطوعية وتحديداً فيما سلف من ايام الشهر الفضيل من تجاكر وتناحر وتباعد وانشاء تحالفات شبابية مفترقة لن أستهينَ بدورها التطوعي ولكن وباعتقادي كان الافضل لها لو اجتمعت وانتظمت في تحالف واحد وكلمه سواء ويد واحده همها الأول تقديم الخدمه لمن يحتاجها لايصال مفهوم الرسالة التطوعية الحقيقية وادرارجها بحذافيرها على أرض الواقع .بالوقت الذي لن نُنكر فيه ان البعض أصبح يستخدم العمل التطوعي طريقاً ومسلكاً لتحقيق ما يراد تحقيقة .

وهنا لا اقصد الجميع بل هي قله قليلة دخلت المجال لغايات مخفية قد أجملها في دائرة المصالح الشخصية, فاليوم انتشرت لدينا أيضاً ظاهره جديده باتت ترافق كل عملاُ خيراً وتطوعي من خلال نشره بكل تفاصيله عبر الوسائل الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تعج بصور الفقراء والمساكين وذوي الاعاقة وهم يتناولون وجبة الافطار أو وهم يتلقون ظرفاً فيه مبلغ بسيط وما شابه ذلك, هؤلاء الذين لولا حاجاتهم الاضطرارية للمساعده لما رضوا على أنفسم أن تُنشر صورهم بهذه الوضعيه أمام ملايين البشر.

وما يثير في نفسي تعجبها هو تبرير بعضهم عن هذا الفعل بأنه تحفيز وتشيجع للآخرين في القيام بمثل هذه الاعمال ولكن باعتقادي ان تبريرهم مغلوط وليس بمحله سيما وان عمل الخير لا يحتاج لنشر وتحفيز وهو بالاصل لبنه من لبنات تماسك المجتمعات.

ان الضعفاء والمساكين وذوي الإعاقة ليسوا جبالا ليتسلق عليها كل من أراد الوصول لقممه وليسوا عَبد حتى نستعملهم لقضاء احتياجاتنا وبلوغنا مرادنا لذلك اعتقد ان من الافضل لهذه الفرق والمنظمات التطوعية وما شابهها من مؤسسات أن تتحد مع بعضها البعض وتتوحد في نواياها الخدمية حتى ينتج لدينا عمل تطوعي وطني يُستثمر في خدمة من يحتاجه.

فما هو حاصل في هذه الايام من انقسام وتشتت هذه الفرق عن منظومة العمل التطوعي لا يدل على معنى الرسالة الحقيقية له بقدر ما يدل على الرغبة الجامحة لدى الشخص المتطوع للوصول الى ما يُفكر الوصول اليه من خلاله وهنا لا أقصد الجميع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات