خطوة جريئة من معالي وزير الأوقاف


لا يشك عاقل ما لخطبة الجمعة من أهميةٍ بالغةٍ في التوجيه والوعظ والإرشاد في المجتمع فالمنبر هو لبنة الإصلاح الأولى في الأمة والذي من خلاله يتمّ إظهار الإسلام بوحييه غضاً طرياً كما أراده الله عزّ و جلّ ؛تصفيةً مما علق به من بدعٍ دخيلة وأفكارٍ متطرفةٍ هدّامة ومن ثم تربيةً للجيل على هذا الدّين ليشهد له جيل اليوم الشهود الحضاري الذي يليق به كما شهد له جيل الصحابة والسلف الصالح فكان هذا الدين نبراسَ خيرٍ و عدالةٍ ورحمةٍ للعالم بأسره مؤمنه وكافره؛ كيف لا يكون كذلك والله تعالى يقول في حقّ نبيه صلى الله عليه وسلم [ وما أرسلناكَ إلا رحمةً للعالمين ].
من هنا تكمن أهمية خطبة الجمعة في التوجيه والتغيير والإصلاح وتوعية الأمة بالأخطار المحدقة بها وكيفية التعامل مع هذه الأخطار ضمن الأطر الشرعية والحكيمة القائمة على الوسطية والإعتدال والفهم السليم والرأي السديد بما يعود على الأمة بالخير والنفع التام؛وهذا يتطلب أن يعتلي منابر المساجد الدعاة والخطباء الأكفاء الذين يُحسنون صياغة الخطاب الدعوي ومن ثم إيصاله للناس سليماً معافىً من أي تنطعٍ وإجحاف أو تطرّف وإسفاف.
وإنّ الخطوة الصائبة والجريئة التي اتخذها معالي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأستاذ الدكتور وائل عربيات حول تفعيل مشروع (المسجد الجامع ) في خطبة الجمعة بحيث يجتمع أهل الحيّ الواحد على خطبةٍ واحدةٍ في المسجد الأكبر والجامع لهي خطوة صائبة وفي الإتجاه الصحيح فما عرفتُ عن معاليه إلا شعلة تتوقّد نشاطاً وفكراً وإبداعاً ؛وفّقه الله تعالى لما فيه الخير في كل مكان و زمان.
إنّ فكرة مشروع المسجد الجامع لهي فكرة جديرة بالعناية والإهتمام والتفعيل على أوسع نطاق في محافظات وألوية المملكة الحبيبة وقد تمّ تفعيلها في بعض البلدان الإسلامية جزئياً كالسعودية والباكستان وماليزيا ومصر وقد نجحت الفكرة نجاحاً باهراً ومؤثراً
ومفيداً .
لا شك أن البعض لن يستوعب هذا المشروع وهذه الفكرة مبدئياً وسيطرح بعض الإشكالات مهوّلا للأمر !! لكن العبرة بالنتائج وليست بالبدايات فكل شيء في بدايته سيواجه حتماً بعض العراقيل والصعوبات وليس أدلّ على ذلك من مشروع الفحص الطبي قبل الزواج والذي طرحته وزارة الصحة ودائرة قاضي القضاة قبل سنوات فقد واجه هذا المشروع الرفض من قِبَل البعض وأصبح الناس فيه بين مؤيد ومعارض لكن سرعان ما تلاشت هذه التخوفات للنتائج الصحية والنفعية التي حققها مثل هذا المشروع.
ولا شك أنه في بلدنا العزيز سيلاقي هذا المشروع (المسجد الجامع ) ترحيباً وقبولاً واستحساناً من الغالبية الشعبية لما فيه من الإيجابية التي من شأنها أن ترتقي بالخطاب الديني وصولاً إلى المبتغى المنشود.
كل الشكر والتقدير لمعاليه على هذا المشروع وهذا الطرح الرائع وهذا الإبداع الراقي والذي ليس بغريبٍ عليه؛ سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد لخدمة هذا الوطن العزيز تحت ظل الراية الهاشمية المظفرة.



تعليقات القراء

عبد الكريم لفاعوري
فكرة جميلة جدآ ونتمنى على معالي الوزير المحترم تنفيذها والإسراع بها
13-07-2016 02:28 PM
خالد توفيق
خبر مفرح ويصب في مصلحة الدعوة
وفقكم الله
13-07-2016 02:30 PM
سناء فارس
هذا المشروع لازم من زمان تم تفعيله لأنه عنا بالبلد صار بين كل جامع وجامع جامع
نحيي معالي الوزير على هذه الفكرة الرائعة
13-07-2016 02:34 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات