صناعة الكراهيه "الاسلاموفوبيا"


ان الاسلاموفوبيا والتي عربت على أنها (التخويف من الاسلام والمسلمين او الفزع منه وكرهه على أنه الدين الذي يتصادم مع العقل وواقع الحياه العصريه الحديثه وأن الارهاب الاسلامي هو تلك الصناعه الاجراميه التي يصدرها العالم الاسلامي للغرب هذه السياسات الغربيه هي محاوله اقناع المجتمع الغربي بأن الخطر الاسلامي هو الخطر الجديد القادم نحو الغرب وشعوبه بعد سقوط المعسكر الاشتراكي وكما عبرت عن ذلك معظم الخطابات السياسيه الغربيه للكثير من زعمائه منذ مطلع التسعينات من القرن المنصرم .


لقد ساهمت احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001وبكل مايلفها من غموض في اثراء تلك الصناعه للكراهيه والتي اتهم بتنفيذها ثلة من الشباب المسلمين وتم ملاحقة من اتهم يتنفيذها والتخطيط لها في جبال افغانستان واحتلال افغانستان عام 2002 للقضاء على تنظيم القاعده وزعيها أسامه بن لادن لوقف التهديد للغرب وحضارته ومن ثم تم احتلال العراق عام 2003 واجتياحه بحجة تهديد الامن والاستقرار في المنطقه عبر امتلاكه اسلحة دمار شامل وتهديد الوجود اليهودي في فلسطين والحقيقه المره أن السيطره على منابع النفط واستيلاء الشركات الامريكيه عليه هو الهدف الاهم من تلك الحمله المسعوره لتدشين عصر الهيمنه الامبرياليه الغربيه الامريكيه .


ان ازدواجية الخطاب والمعايير الغربيه والتي تسهم بها خصوصا السياسه الامريكيه في المنطقه اتجاه القضايا الرئيسيه في المنطقه من فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني أم النوازل في المنطقه والاساس الذي مهد لتفعيل خطاب الكراهيه ضد الغرب والاسلام في الاعلام الغربي بشكل عام والامريكي بشكل خاص عبر الاله الاعلاميه الصهيونيه والتي يسيطر بها اللوبي الصهيوني على تلك الوسائل .


فعلى المستوى الخطابي التنظيري تنادي السياسه الغربيه وعبرتلك الاله الاعلاميه وجيوشها الامبرياليه الزاحفه على الشرق باحترام حقوق الانسان وهي العقيده الغربيه الاكثر شراسه في مناوئتها للشعوب والديكتاتوريات العربيه والدعوه للديمقراطيه منذ ثلاثة او قل اربعة عقود في اطار ذلك الخطاب التعبوي والمعايير المزدوجه والتي تسعى الى :


أولا الحفاظ على امن اسرائيل وديمومة تفوقها النوعي العسكري زالسياسي والاقتصادي .


ثانيا :تدفق ومرور امدادات النفط للعالم وبأسعا مناسبه وعدم وقوعه تحت سيطرة حكومات مناوئه للغرب على شاكلة نظام صدام حسين وايران لاحقا وثورتها .


ثالثا :ضمان بقاء الحكومات العربيه الحليفه المواليه للغرب وعدم وصول أي قوى وحكومات وطنيه تحضى بأي شرعيه شعبيه خوفا على المصالح الغربيه والربيع العربي خير مثال وشاهد على ذلك .


لقد تطور خطاب الكراهيه الاعلامي وبدا ان هنالك علاقه تداخليه بين الكراهيه في الواقع والخطاب الاعلامي في اطار يؤسس لنشر تلك الافكار واثارة النعرات والصراعات وعلى ضوء التداعيات التي احدثتها الثورات العربيه وربيعها الدامي والذي تعثرت خطاه بفعل الثورات المضاده والتي ساهمت في تدمير الاوطان العربيه وتمزيق لحمتها المجتمعيه وسعي الانظمه العربيه الحاكمه لتشتيت الجهد الشعبي الضاغط الذي مارسته الشعوب للتغيير وتداول السلطه وبالطرق السلميه والحريه والديمقراطيه واستحضار الخطاب الطائفي والمذهبي في اطار التعامل مع المشهد السياسي المتداعي واعادة تشكيل الوعي الجمعوي العربي ووفق تلك الايديولوجيات الموغله في النزعه المتطرفه والتأسيس لبيئه اجتماعيه انقساميه والتمترس خلف ثنائية (الانا والاخر)والتي يجري تضخيم خطابها في سياق الصراع السياسي والتنوعات المجتمعيه الطائفيه والمذهبيه والتي لا تدار بوعي ورشاد في اطار الفرز المجتمعي الذي احتدمت اوار حروبه من خلال ثورات الشعوب ضد الظلم والاستبداد وحكم الاقليه للاكثريه في كل بلادنا العربيه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات