أبو زيد الهلالي وحديث العيد


بسم الله الرحمن الرحيم

في الأعياد والمناسبات يكون همي الإصغاء والإنصات لحديث الناس لمعرفة الموضوع الذي حاز على الاهتمام الأول ثم الذي يليه وهكذا، ذلك لأن مهمة الكاتب نقل الواقع الشعبي كما هو وتسليط الضوء عليه لعل ذلك يجد أذنا صاغية أو عينا بصيرة من المسؤولين وصناع القرار للقيام بواجبهم المتمثل في خدمة الناس وتلبية حاجاتهم وتطلعاتهم، لأن كثيرا من المسؤولين يأنفون علواً واستكبارا عن مخالطة عباد الله في مجالسهم، وإن حصل ولسبب يعلمه الله أن حضر أحدهم مجلسا فسيكون الحديث له ولا يسمح بأحاديث جانبية إلا إذا كان هناك فرصة لأحدهم فقط للثناء على "أبو زيد الهلالي" ومدحه، ولذلك فهم لا يعرفون حقيقة أوضاع الناس ولا حتى مشاعرهم.

في هذا العيد حازت على المرتبة الأولى في الحديث غزوة أبو زيد الهلالي على ذيبان وكان للناس فيها أقوالٌ وأقوال .. فمن قائل أن الحكومة جاءت فارعة دارعة وهجمت على ذيبان مرتين في رمضان والناس صيام وأولادهم في اختبارات التوجيهي وجاءت الحكومة على حد قوله إلى ذيبان "منهبله" ومذعورة ودون أدنى تخطيط لمهمتها وبإرتجالية همجية بسبب حادثي البقعة والرقبان الذين افقدا الحكومة صوابها وكشفا عورة وزيف الإدعاءبأنها كانت يقظة ومستعدة لمحاربة داعش في البر والبحر والجو وعلى أهبة الإستعداد وخذلك من هالخرط والعرط والمرط والمصطلحات الكبيرة الفخمة التي تظهر على شاشة تلفزيون الحكومة والتي تزعم فيها أنها قد هزمت داعش في البر والبحر والجو.

ويقول أن الحكومة جاءت إلى ذيبان ملخومة تحت وطأة ضربات داعش على عنقها وعمودها الفقري وهذه اللخمة جاءت واضحة جلية على تصرفات الحكومة مع أهل ذيبان طوال شهر رمضان.

ومن قائل أن أبو زيد الهلالي هجم على ذيبان فقط ليصرف أنظار الشعب الأردني عن الإسئلة الكبيرة التي ألقاها الشعب بوجه الحكومة حول حادثتي البقعة والرقبان، فهربت الحكومة إلى ذيبان لإشغال الناس بموضوع آخر كي لا تجيب على تلك الإسئلة.

مواطن آخر يزعم أن الحكومة ذهبت إلى ذيبان لتغطي على إهمالها وتقصيرها في البقعة والرقبان لكنها فشلت أيضا في ذيبان بسبب عشوائيتها وارتجاليتها وأثارت سخط الشارع في المحافظات كلها فزادت الطين بلّه.

تحدث آخر بقوله أن وجه هذه الحكومة نحس فبمجرد تشكيلها إنفجرت في وجهنا أحداث خطيرة كثيرة والعياذ بالله.

جاء في المرتبة الثانية في العيد الحديث عن الإنتخابات وكان هناك شبه إجماع بأنه "يا عمي اللي بدها اياه الدولة بطّلْعه فكّونا من هالسواليف" وهاهي قد أوعزت لعدد كبير من أصحابها من قبيلة بني حميدة للترشح للتخريب على بعضهم حتى لا ينجح أحد من الرجال لأن الحكومة تريد في هذه المرة أن تفوز "حرمة على الكوتا" فقط من بني حميدة.

قال آخر يخالف هذا الرأي "صدقوني يا جماعة حتى لو لم ينجح أحد من مرشحي بني حميدة الرجال بسبب كثرتهم فإن الحكومة كما فعلت في مرة سابقة ستعلن فوز مرشح حميدي لأن الحكومة تعرف أن بني حميدة إذا لم ينجح منهم أحد رح يولّعوا الدنيا".

تقريبا كان هذا مجمل حديث الناس في العيد إلا أن وفاة المرحومتين خالتي أم سليمان وكنّتها أم عبدالله اللتين بالود عاشتا سويا وبالوفاء ماتتا سويا وقصتهما المعبرة التي كانت درسا عظيما للجيل الجديدمن النساء أخذت حيزا لا بأس به من حديث الناس في مجلس العزاء الذي أستمر ستة أيام في ديوان القبيلات، نسأل الله لهما الرحمة والمغفرة ولجميع أمواتنا وأموات المسلمين .. وكل عام والمسلمون جميعا بألف خير .. آمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات