محاربون بلا وطن


للحكاية الف عنوان وعنوان : محاربون على قارعة الطريق، متقاعدون طردتهم قوى اللف والدوران المركزي centerfujal force خارج فلك الزمن، محاربون يتسولون، .يتبهدلون، يتلطون....... الخ، نقِّ ( اختر)، أو نقّل الاوصاف والنعوت حيث شئت من الهوى، لكنها الضرورة والحتمية تجعلنا نطلقها صرخة مدوية، شئتم ام أبيتم.

هي صرخةٌ في وجه العدم، "سنزرعها كالسيّف في جبهة الصحراء"، حتى يجيبنا الصممُ ، سنظلّ نصرخ حتى تندى الجباه التي طُلِست بقطران الجحود، سنظلّ ونظلّ ونظلّ، حتى لو بقيت الضلالة سيمفونية الابالسة تتمشكحُ فوق مِحراب الاكاذيب الوطنية....

نعم، ها قد نضبَ الحياءُ وتحجّرتْ العيون معلنة بلاهة الشعور وبلادة الاحساس، عيون تجحظُ على سراب بقيعةٍ، يوهمون الراعي ان الخراف جاثمةً على بئر زمزم تتقلب بطرانة بين راحوب، وعيون تسيل علينا من انهر الجنة، فاهنأ يا عرار، وقرّ عينا يا حبيب، ويا سليمان عويس، (وعليك مردود النقا) يا ايها البدويّ الملثّم (يعقوب العودات)، اين انتم اليوم لتروا ما نرى؟

هل غادر الشعراء بعدكم الشِعر من عمان ؟

نعم، فكلهم قد تلهّى بعيون القصيدة، يُمسّدُ بسقط المتعة جسدها الذبلان، حتى أعمتهم الشهوة عن رؤية الخطيئة الوطنية.

هل غادر الرجال ارض الكرامة؟ نعم، انهم ماتوا منذ نضبت آخر دمعة على الفتى الهُمام.
لله درّكم!!!!!! لا درّ درّكم، لله درّكم!!!!!!! ما أشدّ لؤمكم !!!!!!! ما اجرأكم على الله وعبيده!!!!!! وانتم، تكذبون عليه حفظه الله وعلينا اعاننا الله صبح مساء، وجوهكم تلمع من فرط الرذيلة لمعان الغُسل المتكرر لتكرار الحداثة ونقض الطهارة.

ستقولون همسا لبعضكم: ترى من ذا يخاطب منا هذا الشتّام اللعّان ابن الحرام.؟ ستنفضون ايديكم من غبار القراطيس التي تكدَّستْ على رفوف اللعنة، وهل البرك الآسنة تنزُّ عليك ماء قراحا؟ فما عدتم مع الامانة بِصلةٍ حتى ولو بأدنى مربوط العلاقة.

تكذبون، تبرّرّون، تُنظّرون، والوطن (لهف قلبي) ينحدر متهاويا انحدار الصخرة من علٍ بلا وخزة من ضمير ، وبلا خجل يريح المنكوبين قليلا إذّ عجزتم عن ايّ بادرة.
المتقاعدون العسكريون يا انصاف الالهة، يا اعواد القصب المنخورة، المتقاعدون باتوا يتسوّلون على مرأى من عيونكم يا آكلي اللبّ والقشرة والتفل حتى النوّى ، يا من تركلون باقدامكم من وجه الجياع فتات ما يتساقط عليهم بالصدفة من جِرايات الآلهة.

المتقاعدون العسكريون من صغار الرتب وقدامى المحاربين يُحاكَمون ويُجلَبون الى القضاء لانزال العقوبة بهم كانهم المهجّرون الوافدون عنوة من بلاد الموز فوق مشالخ خشبية من خلف المحيطات، أين الحصافة والدماثة والكياسة؟ اولم يكن الاجدر معالجة امر الرجل بستر وبدون تشهير وفضائح؟ ام ان هوس القفشات والسبق الصحفي والشماتة قد طغت كلها على ذهنية موظفي الدولة؟؟؟؟؟؟؟؟، ام هي الرعونة والطيش فحسب؟

فوالله لو انها كانت عاهرة تسللت من مستنقع النبالة من قصر منيف اقيم على عهر ودناءة ، اقول لو كانت عاهرة قُبضَ عليها مخمورة في احضان شبيبة من وسطها الاجتماعي في الغنى والنفوذ والسلوك لنشطت كل مفاصل الدولة بهدوء وصمت جنائزيّ ، ولاجتهد الجميع من ناتعي (حاملي ) الرؤوس والكروش لمعالجة الامر وانهاء الملف في التوّ واللحظة بلا ضوضاء وبلا تشويش او شوشرة ، فهل انت وكل من قضى ومن لا زال ايها المتقاعد المحارب على بوابات الاقصى تعادل في وزنك ووزن اهلك وبلدتك وهمتك ورجولتك واقيا حوته حقيبتها؟

ها هي قد بانت، والحَمْل ابشرّكم قد اكدّ نفسه انه وليد سِفاح، مخلوق مَسْخ يشي بكل ادعاءاتكم وآغانيكم، وآناشيدكم، ومعوناتكم، وحفلات الولائم المتلفزة لمن تدّعون حبهم وتقديرهم، ها هو المقبوض عليه ، رجلٍ مسنّ، تقاعد والجيش ما زال اردنيا عروبيا بحقّ.

شكرا لكم على حِرفيتكم المهنية، شكرا لكم لصونكم هيبة الوطن والمواطن والجيش، شكرا للفزعة الحاتميّة لكل المتقاعدين عسكريين ومدنيين، وهنيئا لطوابير المتسوّلين الذين يملؤون الشوارع والاشارات احراراً طلقاء،جهاراً نهاراً بلا رقيبٍ او حسيب.

عميد متقاعد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات