خفافيش الظلام


الهجوم الآثم على ثغر من ثغور الأردن،ونقطة المراقبة الحدوية في البرقان لجيش أردننا الغالي الذي يعمل ويسهر ويوصل نهاره بليله حتى ينام مواطنوه بأمن وأمان، يمثل عملا إرهابيا آخر خططت له خفافيش الظلام مستهدفة النيل من هذا البلد الصامد الذي تعمل قيادته وجيشه على حفظ أمنه وقيادته نحو الأمان في بحر متلاطمة أمواجه، فيه قوى للشر لا تعير لحرمة الأرض، والعرض والدين، والدم والمال أدنى اهتمام، بما فيها تنظيم داعش، والنظام السوري، وحتى النظام الإيراني أيضا.

هذه القوى المتطرفة والتي تكن العداء للأردن الأشم، ربما تناست أو نسيت ما تملكه المملكة الأردنية الهاشمية من قدرة تعجز عنها ربما كبار الدول على مواجهة مختلف التحدّيات في أصعب الظروف والمواقف، فكان ظنهم الخائب إن مهاجمة نقطة حدودية للجيش العربي الأردني الباسل تقوم على راحة اللاجئين السوريين وتقدم المساعدات الإنسانية لهم ستفت من عضد الدولة وجيشها في الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأردن أو حتى مجرد التفكير فيه.

إن الأردن برغم الصعوبات ظل يستقبل اللاجئين السوريين، ويقدم لهم المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها انطلاقا من القيم والمبادئ الإسلامية، والإنسانية، التي جعلت المملكة منها ديدنها منذ بدايات الثورة العربية الكبرى التي بسببها سمي الجيش الأردني بالجيش العربي، ونذرته قيادتهجيشا لكل العرب.

لقد ساء هذه القوى أن يظل الأردن ممثلا بقيادته الهاشمية يمارس دوره العربي وإيجاد الحلول للمشاكل التي تعصف بأكثر من دولة من الدول العربية، والقيام بدوره في المنطقة العربية، بما في ذلك الحرب على الإرهاب، وإيقاف الحرب السورية التي لن تؤدي إلى تقسيم الدولة فقط، بل وجعلها بؤرة للإرهاب والإرهابيين في المنطقة بغض النظر عن توجهاتهم الدينية، سنية أو شيعية أو تكفيرية وغيرها.

ولا ننسى هنا أن الأردن يعمل دون كلل أو ملل على المحافظة على المقدسات الإسلامية في القدس، ويعمل باتجاه التوصل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولا نجد مناسبة أو مؤتمرا أو زيارة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلا ويؤكد فيها على أن حل المشكلة الفلسطينية هو أساس المشاكل في منطقة الشرق الأوسط، وأنه حل هذه المشكلة، سوف يكون عاملا أساسيا في نشر السلام، وإدامة الاستقرار في المنطقة.

أما فيما يتعلق بالإرهاب، فقد أكد جلالة الملك في أكثر من مناسبة، على استئصال الإرهاب من المنطقة، وأن الخوارج لا يمثلون الإسلام، وأن محاربتهم هي من واجب المسلمين أولا، ونقل جلالته هذه الرسالة إلى الغرب وأن الدين الإسلامي دين تسامح وسلام يحمل رسالة سمحة إلى العالم أجمع، وليس دين إرهاب وقتل وتدمير.

لن يجرالمتآمرون على الأردن أيا كانت طبيعتهم إلا ذيول الخيبة والفشل في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك، وشعب يؤمن بأن وحدته هي أساس وجوده، وأن هناك جيشا قويا شديد المراس، وأجهزة أمنية، مشهود لها بالكفاءة تسهر على الذود عن حمى الوطن، والتصدي لكل من تسول له نفسه الاعتداء عليه، وسيفا للأمة العربية التي يتطلب الأمر منها يد مد العيون للأردن والوقوف معه في الملمات. رحم الله شهداء الأردن الأبرار، الذي قدموا أرواحهم فداء للوطن، وأسكنهم فسيح جناته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات