السنيد يكتب: الوزير الذي سيغرق سفينة الوطن


كتب النائب السابق علي السنيد ، ترى لو كان وزير الداخلية المنوط به إدارة البلاد امنياً في هذه الآونة يملك رؤية امنية صحيحة فهل كانت حدة الازمة في ذيبان تصل الى حد الشعور العام بان هنالك مخاطر حقيقية تتهدد الامن والاستقرار في الاردن، وهل كانت الاحداث تتخذ في هذا اللواء الجريح المسار الذي بدا وكأنه يطعن في كرامة الناس وانتمائهم الوطني وذلك تبعاً للطريقة البشعة و الاستعلائية والاستفزازية التي راح معاليه يعالج بها واقع الازمة ، والتي كان يمكن ابقاؤها في حدود ضيقة، وقد جرد حملة عسكرية كبيرة على ذيبان بحجة هدم خيمة للاعتصام لعدد من المتعطلين عن العمل، وكان واضحا ان ما يجري يتعدى الهدف المعلن الى كسر إرادة الناس، وايصال رسالة بالقوة المفرطة لهم بأن الدولة تتخذهم بمثابة الاعداء، وكان المشهد صادماً في تنفيذ عملية عسكرية واسعة لاقتحام المدينة في وقت اذان الإفطار، وليمتد الاجتياح طوال ليلة صاخبة شهدتها ذيبان، والقرى المجاورة لها، والتي تبعتها عدة ليالي من الصدامات مع حشود الغاضبين على هذا التصعيد الامني، ولتحدث المداهمات والاعتقالات العشوائية وضرب المارة ، ولتصل قنابل الغاز الى داخل بيوت الامنين ، وبذلك بدا الامر وكأن الاعتداء يهدف في الأساس الى معاقبة المدينة والاعتداء عليها، وادخال المجتمع كله في دائرة الاضطراب والهيجان ، وخاصة وان عناصر غير معروفة كانت تتحرك في المدينة، وتقوم باعمال مشبوهة هدفت الى اشعال نار الفتنة بين الأهالي.

وانا لا ادري ما هي المقاربة الأمنية التي يعتمدها وزير الداخلية في هذه الحالة ، والتي لا تستهدف إطفاء بؤر التوتر الشعبي وانما تأجيجها ، ودفع حركة الاحتجاج الكامنة في الشارع لتخرج الى العلن، وكي تنطلق الشعارات مجددا باسقاط الحكومة، وكي تفقد فرصتها في الحكم ، وكأن هنالك من يريد ان يقول ان الاستقرار في الأردن مرتبط بحكومة الدكتور عبدالله النسور، وبزوال هذه الحكومة يزول الاستقرار، او ربما ان الاحداث باتخاذها هذا المسرب الخطر مع الدفع الحكومي المتواصل لتوسع الازمات ، وتواصل اشعال فتيل الحالة الشعبية بهذه الطريقة - وذيبان مقدمة لذلك- امر مدبر في هذا الواقع المليء بالخصوم السياسيين، والذي يهدف الى افشال تجربة الحكومة في بواكيرها ، واستغلال طريقة وزير الداخلية التقليدية في التعامل مع الازمات على امل اشعال الواقع الأردني.

وهذا ما حدث عيانا لانعدام القدرة لديه على وضع التقديرات الأمنية الصحيحة، وذلك نظرا لاستحضاره من أعماق مرحلة انقرضت من واقع الحياة السياسية، وقد تبدلت بعدها الحالة الشعبية وهو يعجز تماما عن ادراك حجم التغييرات التي طرأت على الأردن اليوم، والرجل ربما لا يدرك ان الشعوب ادركت انها مصدر السلطات ، والشرعية ، وان عملية الحكم تهدف الى خدمتها، وان كافة المسؤولين يتقاضون رواتبهم من جيب المواطن ليخدموه لا ليستعلوا عليه.

ولقد ابتلي الوطن في هذه المرحلة الحرجة من عمره بوزير داخلية لا يملك تصوراً امنياً صحيحاً لانه مشتق من ثنايا مرحلة عرفية ، وربما يفشل في التخاطب مع الجيل الجديد، ولا يملك لغة مشتركة للتعامل مع هذا الواقع المتغير يوميا، وانا اناشد رجالات الأردن بتقديم النصيحة فهل نبقى متفرجين ونقبل ان يكون هذا الوزير سببا في اغراق سفينة الوطن لا سمح الله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات