واشنطن بوست: هذه الدول تسير على خطى بريطانيا


جراسا -

توافد الناخبون البريطانيون على صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء حول البقاء أو الانفصال، فيما بات القادة الأوروبيون يعدون العدة لسيناريو كان مستحيلاً قبل عدة أشهر في نظر الكثيرين، ألا وهو "بركزيت".

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الأسابيع الماضية كانت حافلة بالخطب المصيرية، إذ حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يشكل تهديداً خطيراً على "الحضارة السياسية الغربية"، ومع ذلك، فإن المخاوف المتعلقة بتفكك الاتحاد الأوروبي هي مخاوف بعيدة الاحتمال.

وبحسب الصحيفة، سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعزز احتمالية خروج باقي دول الاتحاد الآتية:

السويد
السويد تعتبر نفسها اسكندافية أكثر منها أوروبية، لذلك فهي ترفض الاعتماد على عملة اليورو، كما أدى استقبالها لمئات الآلاف من اللاجئين العام الماضي إلى إثارة القلق في البلاد خاصة بعد معاناتها من عدم اندماج بعضهم.

لذلك، اكتسب اليمين المتشدد قوة دفع في تطور يشبه صعود حركة الانفصال في بريطانيا، على الرغم من أن معظم السويديين مازال لديهم انطباع إيجابي تجاه الاتحاد الأوروبي، بيد أن ذلك الشعور قد يتغير بعد تصويت البريطانيين لصالح الخروج.

الدنمارك
عقدت الدنمارك بالفعل استفتاءً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لسؤال الشعب عن رأيه بمنح الاتحاد الأوروبي سلطات أكبر، ولكن الدانماركيين رفضوا إعطاء الاتحاد المزيد من الصلاحيات.

ورأت الصحيفة أن ذلك لوحده ليس دليلاً للتنبؤ باستعداد الشعب الدنماركي للخروج من الاتحاد، لكن ثمة أمور أخرى تعزز هذا الاحتمال، حيث يخشى الدنماركيون من تأثير فيض اللاجئين على نظام الرعاية الاجتماعية، كما يوجد تقارب كبير في السياسات بين بريطانيا والدنمارك.

اليونان
رغم الاختفاء الملحوظ لأزمة الديون من الجدل العام باليونان، بعد أن كانت تتصدر عناوين الأخبار، لكنها ما زالت قائمة، حيث أعربت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية عن مخاوفها من الخطر الذي يشكله سيناريو خروج بريطانيا على عضوية أثينا في المنظمة الأوروبية.

أشارت الصحيفة إلى أن "انتصار معسكر الخروج من شأنه أن يضعف عزم منطقة اليورو على تعزيز وضع اليونان عبر العملة الواحدة".

ومن جانبه، قال مدير الأبحاث لشركة استشارات المخاطر السياسية "تينيو إنتيليجنز" ولفانجو بيكولي، في تصريحات له "إن اليونان تعتمد في كل الأحوال على تقاسم العبء الأكبر في منطقة اليورو، إلا أن ذلك لن يكون محتملاً بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وبالتالي، فإن أكثر ما تخشاه اليونان، لا يتمثل في استفتاء ضد الاتحاد الأوروبي، بل دفع الاتحاد الأوروبي لخروجها منه، بغية إنقاذ التلاحم بين بقية دول الاتحاد.

هولندا
قامت صحيفة "ألجيمين داجبلاد" الهولندية بإرسال رسالة واضحة إلى البريطانيين تقول فيها "لا تتركونا".

ولكن، ذلك النداء لا يعكس جوانب كثيرة من التفكير الهولندي حول الاتحاد الأوروبي، حيث أعلن السياسي الهولندي اليميني المتطرف والمناصر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خيرت فيلدرز عن رغبته بحدوث استفتاء مشابه في بلده.

وقال فيلدرز: "إذا كنا نريد النجاة كدولة، يجب أن نوقف الهجرة والأسلمة"، بحسب مقابلة له مع بي بي سي.

وتابع: "لا يمكن فعل ذلك داخل بوتقة الاتحاد الأوروبي".

المجر
وفي المجر، لا يعرف عن رئيس الوزراء فيكتور أوربان كونه صديقاً للاتحاد الأوروبي، ففي مايو (آيار) الماضي، تحدث جان كلود يانكر رئيس المفوضية الأوروبية عن أوربان قائلاً: "مرحبا أيها الديكتاتور"، والتقطت الكاميرات هذا السباب.

وبالرغم من ذلك، حث أوربان بريطانيا على البقاء جزء من الاتحاد الأوروبي، ويخطط أوربان لإجراء استفتاء يسأل الشعب المجري إذا ما كان ينبغي السماح للاتحاد الأوروبي بإعادة توطين اللاجئين رغم رفض برلمانات الدول المتأثرة من تداعيات الخطة.

فرنسا
الفرنسيون من أكبر الشعوب الأوروبية المتشككة في الاتحاد الأوروبي، حيث كشف استطلاع أن 61 % لديهم آراء سلبية في المنظمة.

وتعتبر فرنسا إلى جانب ألمانيا، القوة الدافعة للقارة الأوروبية، لكنها تواجه أيضاً مشاكل عديدة، بما في ذلك ضعف الاقتصاد وتهديدات عالية الإرهاب، حيث ألقى باللوم في بعض من هذه المشاكل على الاتحاد الأوروبي أو الظروف التي أنشأتها الدول الأعضاء فيها.

اسكتلندا
رغم أن الأسكتلنديين قرروا البقاء داخل المملكة المتحدة عام 2014، لكنها دولة تميل بشكل كبير إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن جانبها، قالت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستورجين "إن الانفصال عن المملكة المتحدة قد يتم مناقشته إذا تحقق سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

ورداً على سؤال إذا ما كانت أسكتلندا متأهبة لإجراء استفتاء آخر حول الانفصال عن المملكة المتحدة، قالت ستورجون "إن المسألة بالتأكيد على الطاولة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات