ثلاث رسائل مهمة وحسين باشا الحواتمة في القمة


يعزف دعاة الفتنة واصحاب الأفق الضيق على وتر الفساد المالي وبعض مظاهر الفساد الإداري وكأن اعمالهم في صب الزيت على النار ليست فساد أكبر وكأن أعمالهم ليست استبداد وكأنهم الحمل الوديع !!.

إن الراصد للاحداث منذ تم بناء خيمة ذيبان والراصد لما تتناقله مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد بأن المشهد انقسم الى ثلاثة اقسام ؛ القسم الاول الأغلبية الصامتة التي لسان حالها يقول يكفينا رغيف خبز ورأس بصل من أجل الاردن ويكفينا لقمة عيش من اجل الاردن ويكفينا الهواء والحرية ويكفينا حفظ الانفس والاعراض والدين من اجل الاردن فقد رضوا بالشيء القليل من اجل الاردن وهذه الفئة لارابط بينها وليست مسيسة وتكتفي بالسكوت ومراقبة المشهد رغم انهم على استعداد لفداء الوطن بالمهج والارواح ويشكلون على الاقل 90% وهم يمثلون شعار كلنا الاردن والاردن اولا لكن يفتقدون للخطاب الجامع الذي يربطهم وهنا ليست مجال التوسع في الحديث .

والفئة الثانية ضاق الأفق فقال بعضهم كلنا بني حميده وكلنا مع بني حميدة وبني حميدة اولاد عمومتنا وتبشِر ذيبان بالفزعة وكأننا في شق عرب ولسنا في دولة وكأن الحرب بين ذيبان والدولة وكأن كل اهل ذيبان ثاروا على الدولة وان خيمة ذيبان اتسعت لتشمل كل لواء ذيبان وتناسوا أنهم في دولة وان لهذه الدولة قانون ودستور وان الهفوة ليست مبرر للخطأ وان فساد البعض لايعني فساد الكل وان تعيين ابن مسؤول في وظيفة مرموقة رغم أنه فساد مبرر للاستبداد في الانحياز للطابور الخامس وكأن الفساد مقتصر على الوزير والمدير وكأننا لانسرق كهرباء وماء وكأننا لانتوسط بالحق والباطل .

وهذه الفئة وأقصد الثانية لم نسمع صوتها عندما تم التعدي على خطوط الماء ممن يملكون آبار ارتوازية بسعة " 8 إنش" ويبيعون الماء بمبالغ باهضة ولم نسمع منهم عندما أطلق البعض نيران اسلحتهم على جُباة شركة الكهرباء ولم نسمع منهم عندما أُطلقت النيران على محولات الكهرباء .

واقتصر نظر هذه الفئة على الاردن وكأن الاردن بعيدة عن عين العاصفة في هذا الظرف الدقيق وكأن الاردن تعيش بمعزل عما يدور حولها وكأن الاردن قارة في اعالي السماء وتناسوا أننا خلال اسبوع قدمنا اكثر من عشرة شهداء قضوا على تراب الوطن من كافة بقاعه .

ويؤخذ على هذه الفئة حصر البطالة في ذيبان رغم اعترافي بوجودها واعترافي بحق اهل ذيبان إلا أني أؤكد على ان حظ جرش وعجلون قريب من ذيبان وحظ قبيلة الحجايا وبني عطية قريب من ذيبان وحظ ابناء قرى الكرك والمفرق قريب من ذيبان فكلنا سواسية وكلنا نشتكي البطالة والفقر وكلنا لنا اخوة او ابناء يبحثون عن عمل فالبحث عن العمل أسهل ألف مرة من البحث عن مأوى وعن كسرة خبز والبحث عن عمل خير من البحث عن مكان نحفظ فيه الكرامة .

بني حميدة ليست بحاجة للإشادة وليست بحاجة للانصاف فهم مكون مهم من الاردن وهم رجال أشاوس فيهم المفكر والعالم وفيهم الفقير والغني وفيهم كما في الوطن نخوة وشهامة وإقراء الظيف وجيرة الملهوف وستر العورة والتضحية عندما يجود البخيل بماله ونفسه فلا تزاودوا على بني حميدة تلك القبيلة التي أرست دعائم الوطن مع ابناء عمومتها من بني صخر والحويطات والجازي والبلقا واهل حوران وبني حسن وجبال عجلون واهل الكرك .. وغيرهم مما لاتسع المجال إلا للاستدلال ببعضهم.

بني حميدة لن تكون حسب ما أفهم وحسب حبي لهذه القبيلة محراك سوء في يد سوء ولن تكون مياهها ضحلة ولن تكون "مهاقيها " قريبة فكم من مسؤول من بني حميدة تسلم مناصب مهمة ولم تمتد يدهم لحرام وعادوا كما كانوا ؛ عادوا الى فقرهم وعزة نفسهم فلا تجعلوا خيمة ذيبان قميص يوسف فخيمة ذيبان سواء أصاب من أعطى القرار أم أخطأ لا تمثل ذيبان القبيلة ولا تمثل ذيبان اللواء .

إن الصدع بالباطل ؛ كجعل المبطل محقا والمحق مبطلا وهنا تكمن الخطورة فقد اعتلى صوت الباطل من "الفئة الثالثة " فئة الشر التي لا تريد للوطن خيرا وكان الأولى وعتبي على اجهزة الدولة المختلفة بدلا من الذهاب الى خيمة ذيبان كان الأولى جلبهم والتحقيق معهم وتحويلهم للقضاء لينالوا الجزاء العادل فنحن نتابع ما يُكتب على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكيك وتخوين والدولة في سبات عميق من بعض من ضاقت بهم النظرة الذين فهموا الإعلام الرسمي أنه إعلام الجمود والغرق في الرسمية .

غذت الفئة الثالثة طريق الإنحراف ضد بوصلة الوطن وحاولت أن تجعل خيمة ذيبان محجا لكل باحث عن ضوء ولكل باحث عن مكان ونحن نتحدث وننبه ولا يُسمع كلامنا وهنا أستذكر قول شاعر سوداني : إنما يسترد البلاد الرجال الاسود وليس الرجال النعاج.

نعم يسترد البلاد الرجال الاسود ويسترد البلاد الرجل المقنع سيرة وسريرة وقد نادينا ونادى الكثير بوجوب وجود خطاب سياسي أردني يضع نصب عينه الامن الوطني في سلم الاولويات مرتكزا على اهدافه الوطنية ويؤطر الساحة السياسية بإطار وطني ليختفي صوت النشاز.

أما علاج الدولة فكان دون الطموح خاصة وانه جاء بعد خطاب جلالة الملك بالضرب بيد من حديد فكان التوقيت خاطيء وكان لابد للعلاج من أن يكون قبل ذلك بكثير عندما أصبحت الخيمة محجا لبعض من تعاطى الكتابة الصحفية ولبعض الصحف الالكترونية المشبوهة ولبعض أزلام الحركة الاسلامية الذين حركوا أتباعهم في مشهد واضح يقرأه الأعمى بوضوح .

مللنا الحديث منذ زمن ونحن ننادي يوجوب ان يكون هناك مؤتمر حوار وطني لكن لاحياة لمن تنادي والذين يكتبون لصانع القرار إما انهم لايرون أو ان الرؤيا لديهم ضبابية.
يا اصحاب الفكر ويا أهل هذا الوطن ويا حماة الراية هيبة الدولة سياج وانتقاصها إهانة لا تُقبل ولايعني الحفاظ على هيبة الدولة منع الاحتجاجات السلمية , لكن أن تتحول المظاهرات لأن تنال من قدسية الدولة وهيبتها هو الممنوع لذا وأكرر لابد من تقنين حق التظاهر والتعبير عن الرأي بما لا يكون خصما على حرية الاخرين .
أما القوات المسلحة فهي سياج الوطن وحاميه وتحتكم لامر قيادتها فقط , والأصوات النشاز التي تخرج هنا وهناك تشكك وتلمز وتقول : " دماء ابنائنا ليس لها ثمن " و " دماء أبنائنا ليست للبيع " ماهي إلا أبواق سوء واجب الجميع إسكاتها .
اما دعاة استنساخ الثورات ودعاة استيلاد الربيع العربي من جديد فنقول لهم بقوة الحق وحق القوة كذلك إن لم تعجبهم قوة الحق ان الاردن مختلف كليا شعبا وقيادة عن الجميع وهناك اختلاف في العلاقة بين النظام والشعب فلكل بلد وضعه الخاص وكل دولة تنفرد عن الاخرى فلا يمكن استنساخ الثورات الليبية والسورية وغيرها في الاردن ؛ الاردن ثائرة مع الحق والثائر مع الحق لايفور .

إن المفاسد واردة في كل الاحوال ؛ فالمطلوب هو تقدير ما يكون به تقليل حجمها وتخفيف آثارها السيئة فالنار تبدأ من شرارة والفتنة إن تمادت نتيجتها اللاعودة فلا ترهنوا الوطن لمن حساباتهم قصيرة النظر فسقف بيت الوطن من حديد العطاء والتضحية والموقف.

المعارضة الحقيقة عنوان مهم من عناوين الوطن على ان تنفذ أجندة وطنية بعيدة عن حظ النفس وحق الذات لان من يحسب لنفسه فقد يختل حسابه .

وللدولة أكرر وأقول أعيدوا لنا الخطاب السياسي التوعوي التوجيهي فإن ما يدمي القلب حقا طبيعة الكلمات التي باتت تمارس بها السياسة فقد انحدر خطاب البعض واضحت كلمات الشارع تسيطر على خطاب بعض الساسة فالكلمة الصادقة تفكك البرامج وترقى بالبشر تهزم ايديولوجيا الظلام وترتقي بالاخلاق .

أما غياب الاشخاص المؤثرين الذين ارتووا من حوض الوطن في كل محافظة ولواء وتأثيرهم المحدود دليل على خطأ في الاختيار ودليل على عدم الإقناع فجُلُهم يمارس لعب الشدة وطلب العرائس في الجاهات وبعضهم يمارس النقد السياسي وينهي حديثه بعد اللمز بكلمة " مابدي اغمق كثير " فيصفق له الجمهور وهذا اخطر مافي التوجيه السياسي واستذكر هنا قول أريستوفانيس " السياسة ليست للأشخاص المحترمين حسني التربية"

ونقول لهؤلاء الساسة الذين يغيبون عند واجب الحضور ويحضرون عند وجوب الغياب الوطن شجرة شامخة يرشقها البعض بالحجارة ليأكل شيء من فاكهتها السياسية غير أن ذلك لا يهز من شموخها شيء فأحد الساسة الكبار فاسد مع سبق الاصرار أكل من خير البلد وأطعم النسيب والولد وتربع على اكثر من كرسي ودوار وعندما قيل له استرح قليلا ملأ الدنيا فحيح وحول بيته الى محج والى مزار .

استبد البعض وتبرم من كل مايمت لهوية الوطن بصلة إلى حد الحساسية وهاجموا حسين باشا الحواتمة وكأنه نزل على الاردن بالباراشوت وكأنه وُلد وفي فمه ملعقة ذهب أو في بيت والده آنية فضه ؛ بيت والده كان بيت عفة وكان بيت طهر وكان بيت قضاء عشائري يقضي بالعرض والدم وتتلمذ في ذيبان وقاسى في ذيبان وكان أغلب فطوره الخبز والشاي وكان الببسي حلم بعيد وكان الحذاء الجديد للعيد فأخلص وكان له ماكان وهو يعاني من بطالة بين اخوته وانسبائه واولاد عمومته شأنه شان أهل ذيبان فلم يرتكب جريمة ليحرق بيت شقيقه ويُسب على والده ووالدته وعلى شَرفِه وهو ابن ذيبان عندما كان البعض في ايلول الاسود ترتدي " المدارق " وترفع بيارق الجبهة الشعبية والصاعقة كانت راياته أردنية ضد كل عابث بأمن الوطن .

حسين باشا الحواتمة ذلك الفتى الأسمر أنا أجزم أنه اكثر من تألم وتأثر واكثر من قدم قدما وأخر لكنه لبى نداء الواجب فهل تريدون منه أن يخلع الرتبة والتاج ويعود الى ذيبان وهل ذيبان تعرضت للظيم !!.

حسين باشا ابن الوطن الآن لن تقزموا وطنيته بضيق أفقكم وكلنا نقول لحسين باشا انت باشا في صف الوطن واصوات النشاز التي تريد حرق " كرت حسين" بقولها قدم استقالتك وعُد الى ذيبان هي أصوات .... لاتفقه من السياسة شيء فذيبان لم تتعرض لغزو ولم تتعرض لجور فانت كبير بوطنيتك وانت محسوب على الوطن .

اعتذر عن الاطالة لكن لاغاية والله أرجو مما كتبت إلا ان اضع رؤية استنتجتها وتابعتها وتستمر الحكاية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات