الكرماء حين يتزاحمون


ابّان كنا صغاراً، نذعن لصوت الاباء والجدود، فلا رعونة ولا تفلت او صدود، جلست اتلصص على حديث بين القرمين من قرومنا الكبار قبل ان يمضيا مودعيّن، على نحو مباغت، ضج المنزل المجاور بصياح وشجار ، كان رب البيت يلوم زوجه التي افتقرت لادنى مهارة في ادارة شؤون البيت، ومع شح المدخول لعسكري في زمان سبعينيّ، كان الصوت يعلو ويعلو ، هرع القرمان وانا تحت ابطهم عذولا فضوليا اركض الى جانبهم، تجمع الجميع على مدخل المنزل الذي اشتعلت فيه نيران الشقاق، سأل احدهم:
ما الامر يا ابا عمر؟
ابو عمر: يا رجال البيت يقرع كالطبل، لا زيت ولا طحين ولا من مونة، ولست بالذي يشح في تلبية حوائجه ابدا، ما يجعلني غاضبا ان زوجتنا المصون تتبرع للرائح والغادي، توزع مونة البيت فلا يمضي ثلث الشهر واذ بنا لا نجد ما نسد به جوعنا.
التفت الرجل الى ام عمر، سألها وهو يعلم :
اصحيح ما يقول زوجك؟
ام عمر: نعم صحيح، انه يكره ان نلبي طلبات جيراننا، ويصر على ان يتبرع هو لهم، يحلل لنفسه ويحرم علينا الامر نفسه، والناس للناس، هكذا تعودت في بيت والدي.
الرجل الثاني: نعلم ان والدك ميسور رحمه الله، لكن زوجك لا يكاد مدخوله يكفيكم انتم فكيف به ليكفي الحاح الطماعين بكم من بعض الجيران؟
الرجل الاول: يا ابنتي، رضي الله عنك وارضاك، ان الكرم جميل ويغفر الزلات كلها، لكن اعلمي ان زوجك غير مقصّر وهو غير مجبر على فعل هذا.
تابع يقول: اعلمي يا ابنتي ان كريميّن اثنين في بيت واحد يفضحونه، ويدمرونه، وهل يسرّكِ سماع الحي لما يجري من شجار فاضح؟
ارخت ام عمر رأسها واطرقت تنظر الى الارض، اما ابو عمر فقد رافقهما لاكمال لعبة اردنية شعبية يسمونها (السيجة).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات