وثائق سرية عن أكبر هزيمة استخبارية للكيان الصهيوني في الخمسينات (صور)


جراسا -

رصد - قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، إنه بعد 62 عاما على القصة التي سببت عاصفة هوجاء في تل أبيب، تم الإفراج عن وثائق تتعلق بفضيحة لافون، والخاصة بقيام تل أبيب بتفجير عدد من المكاتب الأمريكية والبريطانية في كل من القاهرة والأسكندرية في خمسينيات القرن الماضي، للإيقاع بين الحكومة المصرية وكل من لندن وواشنطن.

ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أن الوثائق تتعلق بجلسة شارك فها كل من رئيس هيئة الأركان -وقت الفضيحة- موشي ديان ورئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية حينئذ بنيامين جبيلي، لافتة إلى ان فضيحة لافون كانت زالزلا هز أركان المؤسستين العسكرية والسياسية بتل أبيب.

وقالت إن "العملية التي عرفت باسم (سوزانا)، كان هدفها منع رحيل البريطانيين عن قناة السويس، ومع بداية المحادثات بين القاهرة ولندن بشأن الجلاء عن القناة، خرجت خلية تابعة للمخابرات الإسرائيلية للقيام بالعملية".

وأضافت "على مدار سنوات، دارت تساؤلات حول المسؤول عن عملية سوزانا، ومن أعطى التعليمات والأوامر في هذه العملية، وقام رئيس المخابرات جبيلي ووزير الدفاع بنحاس لافون بتبادل الاتهامات وإلقاء المسئولية فيما بينهما عن فشل الأمر وكشف المصريين له، بينما أبعد ديان نفسه عن القضية وزعم أنه اكتشف أمر الخلية بعد فشل العملية، لأنه كان مسافرا خارج البلاد في هذه الأيام".

وتعود إحدى الوثائق المفرج عنها إلى يونيو 1958، وهي عبارة عن رسالة كتبها رئيس الأركان حاييم لسكوف لوزير الدفاع الإسرائيلي يسأله فيها هل يقوم بترقية جبيلي في ظل السمعة السيئة للأخير بالجيش بسبب فضيحة لافون وتورطه فيه، وتسبب هذه الأخيرة في عرقلة صعود جبيلي على سلم الترقيات العسكرية، طالما لم يتم تبرئة ساحته".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه "على مدار السنوات، شكلت عدد من اللجان للتحقيق في فضيحة لافون، وفي أكتوبر 1960 كتب جبيلي لرئيس الأركان رسا لة يطالب فيها بتشكيل لجنة تحقيقات خارجية من أجل تبرئة اسمه، وكرر كلامه بانه تلقى التعليمات بتشغيل الخلية الاستخباراتية من وزير الدفاع بنحاس لافون".

ولفتت إلى أنه "في يناير 1961 كرر جبيلي مطالبه بتشكيل لجنة من أجل التحقيق في نفس الفضيحة، وزعم أن فحص مسألة من أصدر التعليمات ستبرأ ساحته وتعيد له سمعته الحسنة، وكتب جبيبلي لوزير الدفاع أنه مستقيل من الجيش لحين تشكيل هذه اللجنة".

ومن بين الوثائق أيضا -وفقا للصحيفة – خطاب أرسله جبيلي لرئيس الأركان عام 1961؛ كتب فيه إنه "يستقيل من عمله، وسيستمر في النضال من أجل تطهير اسمه"، قائلا "أعود وأقول إن التعليمات الخاصة بالعملية تم اتخاذها من قبل وزير الدفاع حينئذ بنحاس لافون"

بدورها أوردت صحيفة "معاريف" العبرية مقتطفات من الوثائق، مضيفة أن "موشي ديان رئيس الأركان قال خلال إحدى الجلسات إن هدف عملية سوزانا كانت عرقلة قرار الحكومة البريطانية بإخلاء قواعدها في قناة السويس، وذلك بعد أن أصدر الرئيس المصري جمال عبد الناصر تعليمات بتأميم الأخيرة، على ان تتم العر قلة بعمليات تبدو كما لو كان المصريون هم المسؤولين عنها، وتؤدي إلى توتر بين القاهرة ولندن".

من جانبها أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية جزءا من الوثائق والخاصة بعلاقة ديام بالفضيحة؛ لافتة إلى أن نقاشا دار في هيئة الأركان شارك فيه ديان وجبيلي حول فشل العملية، وهو النقاش الذي جرى في الأول من نوفمبر عام 1954، وقال فيه جبيلي إنه "في الأسكندرية والقاهرة قمنا على مدار عامين إلى ثلاثة أعوام بإعداد خلية للقيام بعمليات، وكان غالبية أعضائها من الشباب اليهودي المصريين الذين جلبناهم لإسرائيل، وبقيوا هناك من 6 أشهر إلى عام وتلقوا تدريبات ثم أعدناهم لمصر".

وأضاف جبيلي خلال النقاش " حدث خطأ تمثل في ان أحد هؤلاء الشباب وخلال حمله للمواد المتفجرة، اشتعلت النيران في جسده، وكان هذا بجانب أحد دور العرض السينمائية بالأسكندرية، وفي النهاية تم إلقاء القبض على أكثر من 100 يهودي في كل من الأسكندرية والقاهرة ، وحددت السلطات المصرية من بينهم مجموعة من 13 شخص تم اتهامهم بالتجسس والقيام بعمليات تخريبية".

ووفقا للوثائق قال ديان " يتضح لي أننا تلقينا واحدة من أقصى الهزائم، ليس فقط على الصعيد السياسي، لقد فشلنا، رجالنا سوف يقضون سنوات طويلة في السجن، لقد تم اتخاذ القرار خلال زيارتي للولايات المتحدة، كان الأوامر من وزير الدفاع لرئيس المخابرات العسكرية".

 



تعليقات القراء

شاهر السويطي
طول عمرها اسرائيل ام المشاكل
24-06-2016 01:20 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات