خوارج العصر ودواخل الزمن


 ما فعله الخوارج لعنة الله عليهم بشهداء حرس الحدود عليهم رحمة الله ورضوانه ليُعطي دليلا آخر على كُفر تلك الفئة الضالّة التي لا تنتمي للإنسانيّة التي وهبها الله لعباده وانّما هي وحوش إرهابيّة تعشق لون الدم وصوت السقوط عن الصراط المستقيم والشواء في نار جهنّم فالجنّة منهم براءُ للأبد وجهنم مستقرُّهم ويحل بهم ما حل بعاد وثمود .

وهؤلاء خوارج العصر الذين ظهروا على ظهر الأرض من باطنها يحملون الغلّ والنجاسة والحقد للبشرية ويتلبسون شياطين الأرض وباطنها محمّلين بشرور هذا الزمان وسابقه ولاحقه ليملئوا الأرض والكون بها مُيتّمين من الأخلاق خاليين من أي قطرة خير وقد عمت قلوبهم وعميت ابصارهم وماتت ضمائرهم شربوا الدم من صغرهم ورضعوا الشر بطفولتهم حتى تسلّحوا بالإرهاب سلوكا والإرهاب دينا والإرهاب مصيرا والموت تقتيلا ودمارهم مستقبلا وبراءة الدين والناس والأوطان منهم الى الأبد .

ولا شكّ ان السمّ الذي تجرّعوه ورضعوه يجب ان نُحصِّن ابناؤنا منه ومن الأفكار الإرهابية التي يروّجونها خوفا من ان تتمكّن من عقول شبابنا وتكون خراب المجتمعات على ايادي ابنائها وكما ان هناك خوارج العصر فالخشية ان تتسلل ثقافات اخرى الى مجتمعاتنا لا نستطيع مكافحتها بالساهل كثقافة الفساد وثقافة الشلليّة وثقافة النفاق وتحلُّلنا من هذه الثقافات ستساعدنا في محاربة خوارج العصر وتنظيف مجتمعاتنا منهم , كما يجب ان نكون حريصين من اي افكار دخيلة علينا او أيِّ غرباء على مجتمعاتنا أو أي تغييرات نحو الأسوء على ثقافتنا او أيِّ محاولات لجرِّنا نحو المجهول خاصّة إذا كنّا نشعربالشطط او الغضب نحو ذلك المجهول .

وهنا يأتي دور المجتمع بأن يقف وقفة واحدة متّحدا لمواجهة التحدّي بقلب واحد وعزيمة واحدة وان نقف وراء الجيش العربي والأجهزة الأمنيّة لنصون وحدتنا ونحمي حدودنا من أيِّ اعتداء آثم او أيِّ عمل إرهابي ويجب ان يكون الشهداء هم الدرب الذي ينير لنا نفس الطريق الذي ساروا عليه ومن اجل ان يكون الدرب الذي اختطُّوه لنا ولأبنائنا واحفادنا من بعدنا هو درب النجاة.

وبالرغم من تمكُّن هؤلاء الخوارج من السيطرة على بعض المساحات من الأرض وجزء من التمويل الأسود فإنّ التفاف العالم حول أردنّْ العز والفخار والتمسُّك يدا بيد لمحاربة هذا الوباء والتخلُّص من ذلك البلاء سيتمكن العالم من دحر هؤلاء الخوارج الى خارج العصر ليكونوا عبرة لكل الخوارج والإرهابيّين فوق ظهر البسيطة ولنُطهِّر ارضنا وديننا من كل رجس علق به خلال هذه السنوات العصيبة من هؤلاء المجرمين الأشرار وعندها نتفرّغ للقضاء على دواخل الزمن وخاصّة الفاسدين منهم .

امّا شهداء الوطن والتراب الغالي وروّاد عمل الخير الإنساني ومساعدة اللاجئين والهاربين من اقدارهم ومن الموت في بلادهم الى الأماكن الآمنة , فقد قال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) صدق الله العظيم

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا أصيب إخوانكم بأحُد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا - يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا –
وهنيئا لأولئك الشهداء الذين فاضت ارواحهم الطاهرة الى باريها مع صلاة الفجر في هذا الشهر الفضيل المبارك لتكون شفيعا لنا مع شفاعة سيِّد الخلق(ص) لدى خالق الخلق ولتكون شاهد حقِّ على قذارة خوارج العصر شياطين البشر الذين قال تعالى فيهم (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) صدق الله العظيم
اللهم ترحّم بشهداء الأردن الأبرار واجعل مثواهم مع النبيّين واحبابك الصالحين واحم الأردن ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنه شرور الخوارج ومكائد الإرهابيّين وحصِّن شبابه من الأفكار الهدّامة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات