قلت في المقال السابق في بند رقم
(2) الضابط الشرعي للمفطرات من ابر او قطرات للعيون والانف
كونها مغذية ام غير مغذية ..
فابر الانسولين غير مغذية فهي غير مفطرة... وابر فيتامين B12 مغذية لذلك هي مفطرة
اما قطرات العين والانف على الغالب انها دواء ليس مغذيا فهي غير مفطرة
لصقات النيكوتين غير مغذية فهي غير مفطرة
وعليها قِسْ .... والله اعلم

وللتوضيح هذه المسألة اقول:

عموم أدلَّة الكتاب والسنة على تحريم الأكل والشرب كما تعلم دكتور محمد فالخلاف هل يسمى ذلك أكلاً أو لا يسمى ..ولا يطلق الاكل الا على المطعوم...
والحقيقة هذا الرأي اختاره ابن تيمية في المجموع(20/528) ونقل صاحب الفروع عن بعض المالكية بهذا
"الصائم نُهي عن الأكل والشرب؛ لأن ذلك سبب التقوي، فترك الأكل والشرب الذي يولد الدم الكثير الذي يجري فيه الشيطان إنما يتولد من الغذاء، لا عن حقنة ولا كحل"أهـ

(1) جاء في قرار المجمع الفقهي العالمي عام 1997 المواد التالية ليست من المفطرات:
"قطرة العين، أو قطرة الأذن، أو غسول الأذن، أو قطرة الأنف، أو بخاخ الأنف، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق،"
(2) وكما تعلم دكتور محمد اختلاف الفقهاء بمعنى بمعنى الجوف ..والحنابلة على انه المعدة كما قال ابن قدامة ...وعلى هذا الاساس يكون الدخول الى الحلق انه لم يصل الى المكان الذي يقصد من عملية الاكل والشراب..
واليقين لا يزال بشك
(3) كذلك خاصية المادة لا تقوم مقام الاكل والشراب او ما يفهم منه اكل وشراب ..وان المواد المكونة لها يسيرة جدا لكونها قليلة وغير مقصودة تكاد -لو وصلت المعدة- ان تقيم صلباً وينشئ لحما ودما يقوي به الجسم بمعنى التغذية

(4) عن عامر بن ربيعة: "رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستاك وهو صائم ما لا أحصي" رواه البخاري
ومعلوم من التحليل الكيمائي للسواك كم فيه مواد كيماوية!!

(5) والخلاف قديم ومشهور كون المواد الداخلة الى الجوف(الحلق-المريء-المعدة)
قال ابن رشد:
"وسبب اختلافهم في هذه هو قياس المغذي على غير المغذي، وذلك أن المنطوق به إنما هو المغذي، فمن رأى أن المقصود بالصوم معنى معقول لم يلحق المغذي بغير المغذي، ومن رأى أنها عبادة غير معقولة، وأن المقصود منها إنما هو الإمساك فقط عما يرد الجوف، سوَّى بين المغذي وغير المغذي" بداية المجتهد

باختصار ارى هذا الرأي والخلاف مستساغ فيه ....ومن اراد اعتبار العكس فله ذلك لا نلزم احدا بها ...