"وول ستريت جورنال": أمريكا تستحق نخبة سياسية أفضل من الراهنة


جراسا -

رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن أيًا من دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون، لا يرقى لمواجهة تهديد تنظيم “داعش”.

وقالت الصحيفة  إنه “حتى في ظل عمل إرهابي بحجم مذبحة أورلاندو، فإن الأمريكيين يجدون المزيد من أسباب تبرير عدم سعادتهم بالنخبة السياسية الراهنة وفي مقدمتها الرئيس أوباما والمرشحين المفترضين للرئاسة ترامب وكلينتون، والذين جاءت تعليقات ثلاثتهم على الحادث مخيبة لآمال الأمريكيين”.

وأضافت الصحيفة أن “الشعب الأمريكي يستحق استراتيجية لإنزال الهزيمة بالإرهاب أفضل مما بجعبة هذه النخبة السياسية (أوباما وترامب وكلينتون).”

وبدأت “وول ستريت جورنال” بالحديث عن أوباما قائلة “إنه يبدو مُصّرا على الرهان على التهرب؛ محاولا البرهنة حتى اليوم الأخير على أنه ليس جورج بوش الإبن.. وفي حديثه يوم الاثنين عن القاتل لـ 49 شخصا “يبدو أنه أعلن ولاءه لتنظيم داعش في اللحظة الأخيرة” ترى ماذا يعني الرئيس بالضبط؟ ربما على مقياس أوباما لمكافحة الإرهاب ذي الدرجات العشر، ربما لم نصل بعد إلى الدرجة رقم عشرة على المقياس لأن الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات في “أورلاندو” و”سان برناردينو” قد نشأوا في أمريكا ولم يأتوا من الخارج.”

ثم انتقلت الصحيفة إلى الحديث عن ترامب قائلة إن “تعليقاته على العديد من شاشات التليفزيون وفي خطاب يوم الاثنين في نيوهامشاير- هذه التعليقات لا تشير إلى أنه (ترامب) تحدث إلى أي مسئول في قطاعَي الاستخبارات أو السياسة الخارجية بشأن التفاصيل المتعلقة بالتهديد.. واقترح ترامب في ظهور تليفزيوني أن بعضا من مرتادي ملاهي أورلاندو كان ينبغي عليهم أن يتسلحوا.. وقد خصص المستر ترامب نحو نسبة 80 % من خطابه في نيوهامشاير للتأكيد على، والدفاع عن مقترحه بشأن حظر هجرة المسلمين، على أن يكون هذا الحظر مؤقتا حتى يتسنى فحص هؤلاء القادمين وغربلتهم جيدا.”

وأضافت الـصحيفة “غير أن مقترحات المستر ترامب بشأن ما يتعين عليه تحديدا فعله لصد الإرهاب في معقله بالشرق الأوسط - هذه المقترحات لم تكن أكثر من مجرد حاشية .. على أن ترامب محقٌ، من ناحية، في قوله إن الهدف يتعين أن يتمثل في إنزال الهزيمة بإرهاب داعش عبر اتحاد العالم المتحضر في الصراع.”

وتابعت “لكن هجوم ترامب واعتراضه على التدخل الأمريكي للإطاحة بنظام القذافي في ليبيا وبناء الدولة - هذا الاعتراض يعكس أنه (ترامب) أكثر ميلا إلى العزف على وتر انعزالية أمريكا منه على وتر الخيارات العسكرية حتى عندما يتعلق الأمر بالإرهاب الداعشي .. وحتى مقترحه على صعيد الهجرة لا يمكن التعويل عليه في وضع نهاية لهذا التهديد الإرهابي.”

ولفتت الصحيفة إلى أن “ترامب ركز في خطابه يوم الاثنين على الإشارة إلى أن أيًا من السيدة كلينتون أو الرئيس أوباما لم ينطق بعبارة “الإرهاب الإسلامي الراديكالي”.. صحيح أن الكلام مهم لكن خطط المعارك ضد عدو إرهابي يتنامى عنفه يوما بعد يوم في ملاذات عبر الشرق الأوسط - هذه الخطط هي بالتأكيد أكثر أهمية من التوصيف.”

ثم انتقلت “وول ستريت جورنال” إلى الحديث عن السيدة كلينتون قائلة إن “كلينتون في تعليقاتها على المذبحة سواء في لقاءات تليفزيونية أو في خطاب تم الإعداد له سلفا في مدينة كليفلاند- استغلت الحادث كفرصة سياسية للقول إن منافسها (ترامب) ينزع إلى التقسيم والتفريق بينما هي تدعو إلى الاتحاد ضد أهل الشر والكراهية.”

وأضافت أن “كلينتون كعادتها ذكرت أن بحوزتها خطة لمكافحة تنظيم داعش .. وقد صرحت المرشحة الديمقراطية بشيء جيد بشأن الدفاع عن الولايات المتحدة ضد الهجمات الإرهابية قائلة “لدينا الموارد والعلاقات والخبرة اللازمة لذلك” .. هذا التصريح صائب وهذا هو لبّ القضية.”

وتابعت الصحيفة “بعد هجمات “أورلاندو” و”سان برناردينو” و”فورت هود” وباريس وبروكسل - بعد تلك الهجمات يبقى السؤال الأوحد الذي يبحث الناخب الأمريكي له عن إجابة هو: “هل سيقوم أي من هذين المرشحين (ترامب وكلينتون) باستخدام الموارد الاستخباراتية والعسكرية الأمريكية الهائلة، واستخدام علاقات الحلفاء حول العالم، واستخدام خبرة أمريكا فيما يتعلق بالإرهاب - للحيلولة دون وقوع هجمات مستقبليلة على أراضي الولايات المتحدة؟”

ورأت أنه “حتى اليوم، لا يكاد يوجد ما يبعث على الاعتقاد بأن أيا من المرشحين (ترامب وكلينتون) سيقدم على استخدام هذه القوى الأمريكية غير المستخدَمة.”

واعتبرت الصحيفة أن “الأمر الأكثر إدهاشا في التعليقات على حادث أورلاندو من جانب المرشحَين الرئاسيين قد تمثل في مدى حرص كل منهما على عدم الخروج عن أطره السياسية.. على أن لحظة سقوط 49 أمريكيا قتيلا على يد إرهابي، هي لحظة كانت كفيلة بإظهار استعداد من جانب أي مرشح للخروج عن أطره السياسية وهو ما لم يفعله أي منهما.”

وقالت “إن المستر ترامب في تعليقاته على المذبحة إنما كان يروج لحظر هجرة المسلمين على مدى شهور، لكن فيما بعد ذلك، إلى أين سيذهب ترامب؟ أما السيدة كلينتون فإن مناصريها يهمسون بأنها أكثر حزما من أوباما ومن ثم أكثر استعدادا للقيام بأكثر مما فعله أوباما لإنهاء آثار تنظيم داعش المقوضة للاستقرار في الشرق الأوسط وأوروبا.. لكن ما أعطته السيدة كلينتون من انطباع هو أن سياساتها لن تكون غير نسخة ثانية من سياسات أوباما.. ربما تضمنت عمليات قصف أكثر، ربما، ولكن ليس ثمة استراتيجية حقيقية لتدمير داعش.”

واختتمت الصحيفة قائلة إن “المرشحَين الرئاسيين يبدوان كزميلين متناظرين في جامعة يحاول كل منهما تسجيل نقاط بلاغية على حساب الآخر.. المستر ترامب لا ينفك قائلا “يجب علينا فهْم ما يجري”.. نحن نعرف ما يجري؛ عرفنا ذلك منذ ظهور تنظيم داعش إبان رئاسة أوباما.. وأمام الشعب الأمريكي نحو خمسة أشهر للحصول على فكرة أفضل مما لدى المرشحين الرئاسيين الآن عما سيفعل أي منهما حيال هذا الذي يجري الآن؟”



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات