بسم الله الرحمن الرحيم
فقط منذ فترة قريبة بدأ العالم يتفهم مطالب الشعب الفلسطيني و حقه في اقامة دولته على ارض وطنه فلسطين من البحر إلى النهر " ارض الوطن غالية " و صار الكثير من شعوب العالم و حكوماتهم يتحدثون علنا عن امكانية اعادة " الحوش اللمم " الصهاينة حثالة شعوب العالم إلى امريكا او إلى الاقطار التي جاءو منها .
لم يأت هذا التفهم العالمي لحق الفلسطينيين المشردين بعودتهم إلى وطنهم و اقامة دولتهم على ارضهم إلا بعد فترة زمنية طويلة امتدت قرابة 70 سنة قدم خلالها الفلسطينيون خيرة شبابهم و صباياهم و اطفالهم قرابين من أجل تحرير وطنهم شاركهم في هذا النضال اخوتهم من العرب و المسلمين و كان على الهامش مسرحيات حربية عربية رسمية كحرب 48 و 67 و 73 انتهت باحتلال كل فلسطين .
كما تخلل هذه المواجهه الممتدة حوادث خطف طائرات و عمليات فدائية استشهادية ضد الغزاة قام بها الفلسطينييون في الداخل الفلسطيني و في انحاء مختلفة من العالم ضد مصالح صهيونية من أجل لفت نظر العالم لقضيتهم العادلة و حقوقهم المشروعة .
اعتبرت اسرائيل و بعض دول غربية المقاومة الفلسطينية تخريب و ارهاب و اطلقوا هذه الاوصاف على منظمة التحرير الفلسطينية و الجبهة الشعبية و حركة حماس و منظمة الجهاد الاسلامي و كل فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة التي تشكلت ضد الغزو الصهيوني .
كما تخلل ذلك انتفاضات شعبية في الداخل الفلسطيني ضد الغزاة الصهاينة بالحجر و السكين و الدهس بالسيارات و العبوات الناسفة و غيرها من وسائل المقاومة المشروعة التي ما زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور .
كل ذلك أدى في النهاية إلى تفهم العالم لقضية الشعب الفلسطيني و حقه في التحرر من نير الغزاة الصهاينة النازيون الجدد .
مثلما كان هذا للفلسطينيين يبدو أن المسلمين الذين فقدوا دولتهم و حكومتهم الاسلامية على يد الغرب في الحرب العالمية الأولى رأوا اليوم أن المثال الفلسطيني يستحق ان يحتذى و ان هذا الطريق من الممكن ان ياتي لهم بتفهم عالمي لقضيتهم العادلة المقدسة وان طال بهم الأمر إلى خمسين سنة أخرى ، فلا بأس ما داموا على الطريق سائرين ،و المسلمون جميعا هم على ذلك سواءا العاملون بالاسلوب السياسي كالاخوان المسلمين و جماعة التبليغ و غيرهم او العاملون بالاسلوب الجهادي المسلح كالقاعدة و فروعها .
لذلك فأني انصح منظمات حقوق الانسان العالمية و الشعوب الحرة و حكوماتها التي تفهمت حق الفلسطينيين ان تساعد في اختصار الزمن و اختصار الكوارث و الدماء النازفة و الاشلاء الممزقة في كثير من بقاع العالم انصحها بالقيام بمحاولة عالمية مماثلة لتفهم حقوق المسلمين و مطالبهم المشروعة في اقامة حكومتهم الاسلامية على ترابهم الاسلامي كما كانت قبل الحرب العالمية الأولى لانهم يعتبرون ان دولتهم قد اغتصبت من قبل الغرب الذي قسم ديارهم باتفاقية سايكس بيكو قبل 100 سنة ، وهم يعتبرون ان من حقهم ان يواصلوا نظالهم و جهادهم حتى اقامة دولتهم على ارضهم و ديارهم لتُحكم من جديد بالكتاب و السنة كما يقولون .
آمل ان ينظر العالم بعين العطف و الرحمة للمسلمين كما نظر بعين العطف و الرحمة للفلسطينيين و أن يبدأ هذه المحاولة العالمية لتفهم مطالب المسلمين المشروعة و الاعتراف بحقهم باقامة دولتهم على أرضهم ، فمن حقهم ان يعيشوا في ديارهم تحكمهم شريعتهم فيجنبنا ذلك هذه المأسي و الويلات و التفجيرات المتلاحقة الناتجة عن تأخر اعتراف العالم حتى الآن بهذا الحق المتعلق بأمرين هامين رئيسيين عند المسلمين الا وهما الكرامة و العقيدة المقدسة وكلاهما يغذي تغذية مستمرة و تشتد احيانا هذا الجهاد الذي يمارسونه سواءا كان سلميا او حربيا .