"الحزم" شعار المرحلة لحكومة الملقي .. والمطلوب "العزم" وردم الهوة !


كتب : ايهاب سلامة - قد تكون أولى تصريحات رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي خلال اجتماعه الاول مع طاقمه الوزاري يوم أمس الاربعاء تحمل في ثناياها خطاباً واعياً يبشر بالخير، حين أكد أن حكومته ستعمل بهمة كفريق واحد وبخطط وافية، مستعرضاً عددا من المهمات التي ستنفذها حكومته، الا أن استخدامه لمفردة "الحزم" حين أشار الى تطبيق القانون كعنوان حكومته للمرحلة القادمة، قد تحمل عدة أوجه للتأويل، كان الأجدى به عدم استخدامها ..

"سيادة القانون" أمر لا يختلف عليه أحد، إنما توظيف مفردة الـ"حزم" في أول تصريح للرئيس الجديد الذي يترقب الشارع ويرصد بعناية كل لفظ له وقول وحركة، ليشكل من خلالها انطباعاته الاولى عنه وعن حكومته، لم يكن موفقاً ابداً، سيما وانها مفردة مطاطة، وفضفاضة، وحمالة أوجه، بل ومنفرة، الا اذا كانت مقصودة من الرئيس وبمثابة رسالة تحدد شكل مرحلة وعلاقة سياسية قادمة بين حكومته والمواطنين، وهو الامر الذي "ستبدي لنا الايام إن كنا نجهله" ..

كنا نتمنى من دولة الرئيس قبل أن يبدي الحزم، أن يسهل علينا لقمة عيشنا بيسر كباقي خلق الله، ويخفف عن ظهورنا وجيوبنا الأحمال والأعباء التي تسبب بها الفاسدون ويعلمهم، وسببتها سياسات حكومات سبقته حزماً لا يوصف، وتقطيعاً في جيوبنا وأوصالنا..

"العدل" يسبق "الحزم" يا دولة الرئيس .. حينها لن تحتاج حزمك معنا ابداً، فالجميع سيكونون - إن حكمت وعدلت - معاك وفي ظهرك.!

تصريحات الرئيس الملقي عموماً كانت متوازنة وايجابية، الا أن جزئية منها قد تفسر انها متشنجة، وتبدو كأنها تحمل رسائل مبطنة، لا يحتاج الاردنيون سماعها الان فقد اكتفوا منها وأكتفت منهم ..

فهم الذين عضوا على أمن وطنهم بأسنانهم، والتفوا حوله حينما ضاعت بوصلات شعوب عربية أخرى وتاهت، وتاجر منهم من تاجر بأوطانه، وحاشا على الاردنيين ذلك، وهم الذين شدوا على أمعائهم أحزمة الصبر لتمضي سفينة الاردن صوب شواطىء الامان سالمة.

"الوعي" هو المطلوب يا دولة الرئيس شعاراً للمرحلة .. والعمل والجد والكد بكل عزيمة واخلاص، واجتراح الحلول لتخفيف وطأة الاعباء عن ظهور الاردنيين ومديونية بلدهم ..

ترميم علاقة السلطة التنفيذية مع الشعب، التي شوهتها حكومات سابقة آخرها حلبتهم حلباً واستنزفت جيوبهم، وطبقت عليهم وصفة صندوق النقد الدولي حرفاً حرفاً، هو ما يفترض به ان يكون عنوان المرحلة ..

وضع فريقك الوزاري برامج وخططاً سياسية واقتصادية ناجعة، وتحديد سقف زمني لتنفيذها بكل كفاءة، وتحت اشرافك المباشر، ومساءلتك للوزراء والمدراء والمسؤولين أولاً بأول، هو الشعار الذي يتمنى الاردنيون أن يسود المرحلة.

خروجك أنت وفريقك الوزاري من المكاتب الوثيرة نحو الميدان، وفتح كل الافاق الممكنة مع العالم لاستقطاب الاستثمارات والمشاريع وتسويق الاردن سياسياً وصناعياً وتجارياً وسياحياً، وخلق كل فرصة من شأنها أن تنعكس بالايجاب على بلدنا، وتسهم بالنهوض به، هو العنوان الأرقى للمرحلة ..

"الحزم" في العزم على إنجاح الإنتخابات البرلمانية والبلدية بكل نزاهة وشفافية لتفرز لنا نواباً يخافون الله في وطنهم وفينا، ويؤثرون الاردن على مصالحهم الشخصية الضيقة، هو العنوان المطلوب للمرحلة ..

إستقطاب الكفاءات الأردنية محلياً والمهاجرة، واستثمار أفكارها الخلاقة وقدراتها وطاقاتها لتسهم في نهوض بلدنا واقتصادنا المتأزم، هو الشعار الأنجع للمرحلة ..

المحافظة على التماسك والتلاحم الشعبي وترسيخه والبناء عليه، وتمتين الجبهة الداخلية التي تعصف حولها كل أعاصير الفوضى والقتل والدمار، هو الأجدى بشعار المرحلة ..

لن نضع العصي في دواليب حكومتك ابداً، فأن أخفقت بمهمتك سينعكس ذلك علينا، وأن وفقك الله ونجحت، سينعكس أيضا علينا.. ولن نستبق الامور، أو نتجنى على حكومتك ونحكم عليها سلفا .. فلا تحتكم انت لعلاقتك معنا للقانون بقدر ما تحتكم فيها للحكمة والحنكة والعدل، وردم الهوة الشاسعة بيننا !



تعليقات القراء

نجم الدين الطوالبة
أحسنت فأبدعت ... وأوجزت فأعجزت أخي ايهاب سلامة
03-06-2016 12:01 AM
حقيقة
الاستاذ ايهاب سلامة اللهم اوهبه السلامة من كل شر على هذا المقال الذي وضع الاصبع على الم الوطن والمواطن من ويلات الحكومة السابقة حكومة الجباية وطاردة الاستثمار متسارعة المديونية رغم الغلاء وسباقة في عدد الضرائب المفروضة والتي قصمت ظهر الوطن والمواطن
03-06-2016 11:02 AM
ابو ثائر
نريد عدلا لا ظلما لقد اكتوينا بنار ظلم الحكومه السابقه كواهم الله بجهنم
الحزم مع العدل نعم وغير ذلك لا اعتقد الامور بتمشي للامام
03-06-2016 12:00 PM
محمد المجالي
كلمة حق في زمان ظالم وجائر نحترمك استاذ ايهاب
03-06-2016 04:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات