منذ بدء الآزمة السورية وهاجس الأردنيات هو المرأة السورية التي رسمت صورتها الذهنية لدى الشعب العربي المسلسلات السورية بدء من غوار الطوشة وجملة " إبن عمي " وانتهاءا بتخت شرقي والذي رسخ زمن " الإنفلات السوري" ، وإن كانت باب الحارة محاولة للرجوع الى المرآة السورية" أبنت العم " ولكنها وبعد الآزمة السورية هناك محاولة لتصوير المرآة السورية بأنها " العقيدة " كمحاولة للخروج من آزمة تخت شرقي وصبايا وبقية زمن " الإنفلات السوري " ، وكل هذه الصور الذهنية المتضاربة للمرآة السورية مازالت تمثل هاجس مرعبا للمرآة الأردنية وخصوصا المتزوجة منها .

واليوم تعلن الحكومة بأنها ستسمح بعمل السوريات في المنازل الأردنية كبديل عن العاملة النسائية من شرق أسيا ، وهذا القرار ليس أردنيا بحتا وليس الهدف منه حل لمشكلة الاختلاف الثقافي والديني والاجتماعي بيننا وبين شرق أسيا ، وليس من باب الحرص على نظافة أكل البيوت الأردنية أو حماية أطفالنا من العنف السلوكي نتيجة لظلمنا للأسيويين الشرقيين ، ولكنه فرض على الأردن من قبل جهات دولية راعية لشؤون الاجئين وذلك لترسيخ الوجود السوري الذي سوف سيتمر لسنوات طويلة تعادل سنوات انتظار وقف الحرب وإعادة البناء للدولة السورية والمجتمع السوري .

وهذه الخطوة في أسس اختيارها تشابه خطوات كثيرة قامت بها الحكومةدون دراسة أو محاولة البحث عن ما سيحدث من أشكاليات مستقبلية في المجتمع الأردني نتيجة للتواجد السوري فيه بدءا من لجوءه وانتهاء بالوقت الحالي ، وستكون النتيجة وبناءا على تلك الصورة الذهنية للمرآة السورية غير محمودة العواقب ، وبالتالي فإن أية محاولة لإصلاح ما تم تدميره في المجتمع الأردني سوف تكون كمن يحاول أن يرتق الثوب وهو لايملك خيط أو إبرة أو حتى ثوب يستر به عورته .. وولعت يا أردنيات .